Home ضيوف إلّا ديانا جبّور تملك أجنحة لا تُكْسَر.. متأهّبةً أبداً للتحليق

ديانا جبّور تملك أجنحة لا تُكْسَر.. متأهّبةً أبداً للتحليق

by رئيس التحرير

ديانا جبّور / كاتبة ومثقّفة سورية ومدير عام سابق للتلفزة السورية – دمشق

 

هادئة، مثقفة، طموحة، وطموحها لا يعرف الحدود، وثقتها بذاتها تتجاوز العوائق والمطبّات، “ديانا جبّور ” تعرف ما تريد وتؤمن بما تريد حتى يصبح حقيقة، أول امرأة تتقلّد منصب إدارة التلفزيون السوري، وهي مسؤولية باهظة على امرأة، كون هذه المؤسسة ليست قطاعاً خاصّاً كمعظم محطات التلفزة العربية والغربية، بل هناك منهجية صارمة، ورقابة حادّة، وطرح منظّم، وأدلجة لا يُستهان بها في شاشة التلفزيون السوري، لهذا دخلت الرهان مع من راهن على موقعها، وكانت بقدر الحمل بجدّية كاملة إلى أن خرجت من منصبها، بأقل الانتقادات الممكنة.. لهذه المرحلة وما بعدها تلتقيها – إلّا – لتفتح معها بعض من مسارب الذاكرة، وقبس من الواقع المتعاقب.

جوني يوسف عوض / محرر في مجلّة -إلّا – بيروت

1 – كنت مديرة تحرير جريدة الثورة ثم مديرة للتلفزيون السوري ثم المديرة العامة للمؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني ثم رئيسة تحرير جريدة بلدنا ماذا إستطاعت تحقيقه ديانا جبور وما هي البصمة التي تركتها في هذه المؤسسات ؟

– لعلّ أصعب ما في هذا السؤال أنه ينطوي على طلب تقيّيم ذاتي وإيجابي في آن معا، إذ تطلب تحديد خطوط البصمة التي تركتها في كل موقع من هذه المواقع.. عندما استذكر أيام كنت أمينة تحرير وقبلها رئيسة للقسم الثقافي في جريدة الثورة السورية تحضرني أجواء رائعة من الانفتاح والحوار والتلاقي والتقدير .. حتى أن صفحة قضايا فكرية التي اطلقناها في العام 2000 بالتعاون مع رئيس التحرير آنذاك محمود سلامة رحمة الله عليه، اعتبرت من علامات وبراهين الربيع السياسي السوري عندما كان الربيع ربيعا، في التلفزيون وقد استمرّ عملي فيه ست سنوات حتى العام 2010 أستطيع القول أنني وضعت الاتقان والحرفيّة في المقام الأول دون النظر إلى أيّ اعتبار آخر حتى إن زميلي الاستاذ أمجد طعمة كان يتندّر على الدوام بعنوان مقابلة صحفية أجريت معي وقلت فيها إن صداقتي لاتنفع وعداوتي لا تضرّ .. وهذا ما خلق جو منافسة مهنيّة راقية انعكست تغطيات ومواكبات حارّة لأهم الأحداث آنذاك . أما مؤسسة الانتاج وأستعير هنا تعبير وزير الإعلام الأسبق الاستاذ عمران الزعبي ( رحمه الله ) أنني داية هذه المؤسسة، فأنا من وضع نظامها الداخلي وتعرِفَتَها واستراتيجيّة عملها، وفلسفتها بحيث تكون تعبيراً عن المشروع الحضاري لسورية دون أن تقطع مع الناس والضرورة الجماهيرية في جريدة بلدنا الخاصّة اعتقد أننا استطعنا أن نعيد الارتباط بين القارئ والصحافة الخاصّة الرصينة وهذا ما تبرهن عليه جماهيرية الجريدة وانتشارها.

2- هل أنت راضية عما حقّقته في هذه المؤسسات وهل تعيدين التجربة مرة أخرى..؟ ولماذا ؟!

– لأقل أنني لست نادمة طالما أنها لم تجر هذه المؤسسات إلى الوراء بل على العكس مثلت خطوات ولو بسيطة إلى الأمام.. لكنني بالتأكيد عندما أنظر من مسافة لهذه التجارب أودّ لو أنها خرجت على صورة أكثر اكتمالا .

3- ما الذي جعل ديانا جبور ذات حظوة أكثر من غيرها بكثير من المثقفين في سوريا لتنال كل هذه المناصب ؟

– كان هناك كثير من المتنفّذين الذين كانوا يتعاملون معي باستعداء لأنني لم أكن بعثية في ظلّ المادة الثامنة التي كانت تقرّر أنّ حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع .. لكن ذلك لم يمنع وزير إعلام جديد ( آنذاك) اسمه مهدي دخل الله أن يميّز مقالاتي وبرنامجي الحواري التلفزيوني ويخوض حرباً في سبيل تثبيت اختياره لي كمديرة تلفزيون كأول امرأة تستلم هذا المنصب، أضف إلى كونها مستقلّة في هذا الموقع رغم أنّني لم أكن أعرفه، ولأكن أكثر دقّة قد ابتدأتْ معرفتنا ببعض عندما انتقدت في إحدى زواياي قراره بدمج مؤسستين إعلاميتين، الأمر الذي جعله على ما يبدو يقدّر شجاعة يحتاج إليها العمل في موقع حساس كإدارة التلفزيون .. إذا أعتقد أنّ علينا أن نغيرّ صيغة السؤال ونقول لماذا تأخر إنصافك أنت وآخرين مثلك أو أفضل منك .

4 – تشغلين اليوم منصب المديرة العامة لشركة ” إيمار الشام ” لماذا وقع الإختيار عليك لشغل هذا المنصب وما هي أهدافك ؟

– الشق الأول من السؤال لست أنا من يجيب عنه بل من اختارني .. أما عن الأهداف فأعتقد أن بالامكان اختصارها بالعمل على تأمين استمرار الانتاج الدرامي السوري اللائق بالسوريين ودورهم وثقافتهم.. لقد لفتني في كتاب رسائل دمشقية الذي أشرف على تحريره الاستاذان “سامي كليب” و “فيصل جلول ” أنّ عدداً من الكتاّب تأثّر وتفاعل مع ما يجري بسورية تأسيساً وابتداءاً من تفاعله مع الدراما السورية حتى أن كاتباً فرنسيّاً من أصل هندي أو باكستاني يرثي أوابد سورية ويكيل قصائد مديح وشجن بأماكنَ ومقاهٍ وحَوارِي تضرّرت أو اندثرت بفعل الحرب على سورية ليعترف لاحقاً أنّ الحظّ لم يسعفه بزيارة سورية وأن هذه الذكريات متخَيَلَة مما شاهده من دراما سورية .. إذاً فدور سورية وحضورها في الوجدان مرتبط بالثقافة والفن ولاسيما الدراما .

5 – كونك سيناريست وناقدة سينمائية وزوجة المخرج المعروف “باسل الخطيب ” ماذا أضاف لك كل ذلك، وهل ساعدك في تقديم الأفضل للشركة والدراما السورية بشكل عام..؟!

– يعني إن معظم يومياتنا وأحاديثنا الروتينيّة فنيّة غالباً، ممّا يضمن مواكبة حثيثة لأهم المُنجزات والابداعات، وبالتالي فإنه من المستحيل التسليم أو القبول بصيغٍ فنيّة باليةٍ أو متهالكة، أو مواضيع مبتذلة أو أساليب غير لائقة ..

6 – هل تؤيدين الدراما المشتركة وما هي الإضافة التي قَدّمَتْها أو من الممكن أن تُقدّمها للدراما العربية..؟!

– أؤيد الدراما المشتركة إن لم تكن مفبركة أو مفتعلة أو مسطّحة .. أنا معها إن قامت على دراما حقيقيّة وموضوعات تحتمل الإنتاج المُشتَرَك .. لكنّها بالتأكيد وبكافّة الحالات تحمل جانبا إيجابيّاً يتمثّل في تبادل الخبرات وتطوير الأدوات وتوطيد الصلات.

7 – هل لا تزال الحرب السورية تؤثّر سلباً على الدراما السورية كما في بدايتها وبحسب رأيك ونظرتك للأمور ما هو الوقت اللازم للعودة لما قبل الحرب ؟

– لاشكّ أنّ تاثير الحرب كان كارثيّاً بدءاً من حالة التشرذم، الأمر الذي أفقد قوس قزح الدراما السورية بعضاً من ألوانه.. كما أنّ الحرب قد قوّضت اقتصادات واقتصاديين عدّة كانوا يضخّون فائض أموالهم في الانتاج الدرامي، بالتالي أصيبت الدراما السورية بالضمور.. الحرب ميّعت المعايير والقيم، لذلك طَفَت أعمال مسيئة أخلاقياً وسيئة فنيّاً .. كذلك الحرب ساهمت في إغلاق أسواقٍ ومحطاتٍ لم تعد تعرض إلا من باب رفع العتب وإن عرضت فبأبخس الأثمان .. بينما يحتاج الفن إلى سخاء .. نأمل أن لا تستعيد الدراما السورية ماضيها عندما تستعيد سورية عافيتها، لأنّ ذلك يعني أننا لم نتقدّم ولم نستفد من الدروس التي مرّرنا بها.. لذلك آمل أن تفرز الدراما السورية وجوهاً وأسماءَ ومدارسَ فنيّة تُحدِث انعطافاتٍ كبيرة في المشهد الفني .. وهذا فعل يتكرّر مع الأمم الحيّة التي تمرّ بحروب قاسية أو حتى وحشيّة وتنهض من جديد..

8 – ما هو تأثير ما يجري اليوم في لبنان على الدراما السورية، وخاصّةً المشتركة بعدما أعلنتْ عدّة محطّات تلفزيونية عدم قدرتها على شراء مسلسلات كما كان الوضع سابقا..؟!

– لا شكّ أنّ الخسارة المعنوية في هذه الحالة هي الأهم لأن الجمهور اللبناني جمهور شغوف وذوّاق والمواكبة الإعلاميّة في وسائل الإعلام اللبنانيّة تقدّم قيمة مضافة للعمل الابداعي .

9 – كرئيسة مجلس إدارة ” تاء مبسوطة ” ما الهدف من هذه الجمعية وإلى ماذا تصبو ؟

لإدراكنا أن النساء هن قاطرة التغيير لاسيما بعد الحروب لذلك كان لابد من الإسهام في نشاطات وورشات عمل ترفع من كفاءةِ وقدرة المستفيدات .. ولأن التغيير يجب أن يكون مقترنا بالمعرفة والثقافة خاصّة وإن اقتصادات المستقبل هي اقتصادات معرفيّة بالمقام الأوّل .. من هنا فإن استراتيجيتنا تتمحور حول الاستثمار في الثقافة وتمكين المرأة معرفيّاً وثقافيّاً وفنيّاً بحيث تستطيع أن تجد فرص عمل لائقة، وجديدة. وأن تترسّخ مساهماتها في الحياة العامة..

10 – ما هي الصعوبات التي تواجهكم كجمعية تُعنى بشؤون المرأة وإحتياجات ذوي الإعاقة..؟!

الصعوبة الأكبر هي ضعف الإمكانات خاصّة وأننا خارج قوس التبرّعات والمعونات .. وهذا ما يزيد من صعوبة تنظيم ورشات للنساء من ذوات الاحتياجات الخاصة لأن الكلفة في هذه الحالة مضاعفة .. مع ذلك نبذل كل ما في وسعنا.

11 – من خلال تجاربك العديدة في الجريدة والتلفزيون والإنتاج وتقديم البرامج أين تجد ديانا جبور نفسها أكثر واي تجربة علّمت بها وعلّمتها أكثر وما زالت تحنّ إليها ؟

أي عمل يسهم في رفع الذائقة وتوسيع المدارك وزيادة التواصل هو عمل يرضيني.. لكن تجربتي في الكتابة وفي الحوارات التلفزيونية أضافت إلى ما عدا الهدف العام منجزاً شخصياً مُرضيَاً.

12 – ما هي مشاريعك القادمة وما هو المنصب الذي تتمنّين تولّيه وبإستطاعتك ترك بصمتك الخاصة به بعد ؟!

المنصب وسيلة وليس غاية .. أما أملي شخصيّاً.. فأتمنّى أن يرى نصّي التلفزيوني الذي يتحدّث عن سورية ما بين السبعينات والتسعينات النور .. لأنها مرحلة مَوّارَة بالأحداث والتيارات، وبالتالي تنوّع الشخصيات الفذّة والاستثنائيّة، أعلم أنّ الكثير من الظروف لعبتْ دوراً لتأجيل العمل وتأخيره عن الضوء، لكن الأحداث التي مرّت بها سوريا، أضف إلى الظروف الراهنة التي جعلتنا جميعاً بمواجهة إرهاب من نوع آخر، وهو إرهاب الكورونا، التي اضطرتنا لتحييد كل المشاريع ومتابعة أخبارها وتطوراتها وسيرورتها والإستعدادات الإستثنائية على مدار الوقت.

13 – أفهم أنك متخوّفة وقلقة ومتفرّغة حالياً لكورونا ؟!

ليس حرفيّاً بل لا يمنع دخولي مرحلة من مراحل الحذر من التواجد في الأماكن المكتظة، ولست ممن يحبذون الإستهتار والتسليم للفوضى، بل أنا وعائلتي نبذل جهداً للإفلات من قبضة الكورونا، فما سمعناه عنها حتى اليوم، هو كفيل وكافٍ للتأهّب والوعي. 

بطاقة تعريف

الاسم: ديانا جبور تاريخ الميلاد: 1961 الجنسية: سورية الدراسة: 1986 ليسانس حقوق من جامعة دمشق 1982 معهد اعداد اعلامي ( سنتان ) الوظائف: – بدأت العمل الوظيفي من عام 1982 كمحررة لصالح وزارة الاعلام (جريدة الثورة) . – من عام 1992 – 1998محررة مسؤولة عن الصفحة الأخيرة في جريدة الثورة. – من عام 1996 – 1998 كاتبة زاوية يومية في جريدة الثورة ( مواطن ومسؤول ) . – من عام 1998 – 2012الحالي كاتبة زاوية ( رأي أسبوعي ) . – من عام 1999- 2003 رئيسة القسم الثقافي ( جريدة الثورة ). – من عام 2004 – 2005 أمينة تحرير الشؤون الثقافية والخدمية والرياضية ( جريدة الثورة \ أول امرأة تستلم هذا الموقع في الصحافة السورية) – من عام 2005_ 2010 مديرة التلفزيون السوري ( أول امرأة تستلم هذا الموقع). – من عام 2010 _ 2011 مدير عام مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي( أول امراة سورية تستلم هذا الموقع). -من عام 2011- 2012 رئيسة تحرير جريدة بلدنا اليومية ( أول رئيسة تحرير جريدة خاصة سورية) – من 2012 – 2017 مدير عام مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي – حاليا مديرة تنفيذية لشركة إيمار الشام للإنتاج الفني الخبرات : -تقديم واعداد برنامج حواري بعنوان ( طيب الكلام ) – معدة برامج تلفزيونية عديدة منها ( مجلة التلفزيون ) – منتجة . – عضو لجان تحكيم مهرجانات ثقافية سينمائية عربية ودولية . – مشاركة في دورات عن كيفية القيادة الاعلامية في هيئة الاذاعة البريطانية ومركز تدريب الجزيرة والتلفزيون الألماني . – مشاركة رئيسية في العديد من ورشات العمل الاعلامية والثقافية عربياً ودولياً. – كاتبة في العديد من الدوريات العربية. – ساهمت في الاسراتيجية الإعلامية للمرأة العربية للمؤتمر الثاني للمرأة العربية . – دراسات لصالح جامعة الدول العربية عن المرأة السورية والإعلام والمرأة والثقافة في سورية . – عضو الهيئة الاستشارية لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية . – عضو في هيئة الأمانة العامة السورية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية . – عضو مجلس إدارة مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر من 2005- 2011( يصدر عنها جريدتا تشرين والثورة وتسع جرائد أخرى مختصة ومحلية ) . – كتابة الفصل الخاص بسورية من كتاب الباحثات للعام 2012 – عضو المجلس الاستشاري النسائي للمبعوث الدولي الخاص لسورية. – عضو سابق في مجلس إدارة جمعية “عين الفنون ” – أستاذة محاضرة لمادة النقد السينمائي لطلاب دبلوم الإخراج في الأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير – كاتبة زاوية في جريدة الأيام السورية .

خاصّ – إلّا –

You may also like