×

اتصل بنا

يمكنك مراسلتنا على البريد الإلكتروني الرسمي:

info@illa-lazina.com

كما يمكنك مراسلتنا عبر إضافة رسالتك في النموذج التالي:

 

    أسمك الكريم (مطلوب)

    بريدك الإلكتروني (مطلوب)

    العنوان

    رسالتك

    4 comments

    comments user
    ماهر طلبه

    تفاصيل غير مهمة – قصص قصيرة جدا

    مقدمة تاريخية
    الصالة التى كانت تزهو بالألوان صارت قاتمة، والساعة التى كانت تملأ البيت حركة وضوضاء ماتت ودفنت على الجدار.. كل شئ أصابته القتامة.. حتى هو الذى اعتاد أن يفتح شباكه كل صباح لتدخل إليه حرارة الشمس وأنغام الطيور ونسمات الهواء المغمسة بالندى.. انعكست فجأة صورته على مرآته، ثم على حائطه والأثاث شبحا لشيخ مهدم.. فصار غير قادر على الحركة وسط هذا الزحام الخانق من الصور والتزم الفراش.

    تفاصيل غير مهمة
    دخل الرجل يوما الغابة.. فشاهد الأسد أسدا، وشاهد الفأر فأرا.. رغم أنه فى الحالتين كان يقف أمام المرآة.

    شمس جديدة
    يوما.. أرادت أن تسبق النهار، فخرجت إلى الدنيا عارية..
    قالت أمها يومها.. أن السماء قد شقها ضوؤها فصارت طريقا منبسطا لعبور دعوات الأهل والأصدقاء، وأن الأرض قد زلزلت فانهارت جبال من الحزن كانت فى داخل أبيها.. أما هى – أمها- فالدهشة التى تملكتها – لحظة الميلاد وعند الرؤية- منعت صراخات الميلاد، فظلت داخلها حبيسة طوال عمرها، تُخرجها أنغاما مع كل موقف تخشى عليها فيه من غدر الزمن والصحاب.

    سبب كافى
    لأنى أحب أحلامى –الكبيرة- كثيرا، أنام عميقا.. حتى أن أمى قالت أنى لم استيقظ حين ولدت فاضطر الطبيب إلى قلبى رأسا على عقب وضربى بكف يده الغليطة على …

    خبيئة
    فى محاولة منها لاقناعه أنه حبها الأول والأخير.. اخرجت أمامه قلبها وفتحته ليفتش داخله بنفسه… كان القلب خاليا بالفعل، لكنه لاحظ آثار أقدام تذهب به إلى الطرف القصى فى قلبها.. هناك.. اكتشف سردابا صغيرا.. قاده إلى حجرة صغيرة مخبئة جيدا فى الرئة، حيث يخرج منها النّفَسُ الذى يجعل القلب ينبض.

    أثر حادث أليم
    فى اللحظات القليلة التى كان يستفيق فيها من غيبوبته، كان يراها هناك فى أخر الحجرة -فى ركنها الضيق- مستندة على الحائط برأسها تبكى “قلقا عليه”، فيشير إليها أن تقترب.. “ولم تقترب” .. ويشير إليها أن تتوقف عن البكاء.. “ولم تتوقف عن البكاء”.. فيشير إلى أقرب الواقفين حول سريره طالبا منه أن يأتى بها، أن يمنع دموعها.. لكن الآخرين ما كانوا ليروها فى قبرها الضيق.

    المجهول
    مطر الشارع يعرفنى، أنا الرجل الجالس على ناصية الشارع، احتل الرصيف المواجه لمحل الموبيليا الشهير الذى تأتيه دائما العربات الفارهة، تختار الأثاث المناسب للقصور التى يسكنونها… يتركون يدى المعلقة فى الهواء فارغة، بينما تمتلئ عربات النقل خلفهم بالأثاث.

    حالة أرق
    حين فتحت صندوق أحلامها ووجدته فارغا تملكها القلق، طار النوم من عينيها، حط على الشجرة المقابلة لبيتها وسكن هناك، فظلت الليالى الطوال تراقبه من نافذة حجرة نومها – لعله يطير عائدا لعشه – دون أن يغمض لها جفن.
    غسل عار
    حين تعرت أمام المرآة، ندهت لها أباها، فى البداية كان شعاع ضوء مغمس بالدم فقط هو من نقل الخبر، لكن بعد قليل توصل التراب إلى الحقيقة، هنا تسكن جثتها، ثم نقلت الخبر ديدان الأرض إلى فئران الغيط حتى وصل إلى الصحف المسائية -خبز طازج- مانشتات باللون الأحمر مع إغلاق القضية دون متهم أو جناة.
    عقوق
    لإنها مسمعتش كلام أمها من صغرها، واتعودت ترمى كل أحلامها الكبيرة والقديمة من دولابها، صابها الخرس لما قابلته، انسحبت لأوضتها ساكتة.. فتحت دولابها تدور عليه فى أحلامها المتعلقة، ملقتهوش ولا لقت قصة حبهم، اللى كانت متأكدة إنها عاشتها فى حلم قديم زى فيلم سيما أبيض وأسود.
    ماهر طلبه
    mahertolba@yahoo.com

    comments user
    ماهر طلبه

    يوم ظهور الملائكة
    قصة قصيرة
    كل شئ حولنا كان يشير إلى أننا سوف نصبح ملائكة، الحجرة التى أبيضت جدرانها بفضل ضوء الشمس الذى لم يكن يصل إليها من قبل بسبب الستارة القاتمة التى كانت تغطيها وحياتى، السرير الذى غطته الملاءة البيضاء التى تحتل وسطها وردة حمراء محاطة بأوراق خضراء يانعة كأنها تشرب من ماء انهار الجنة .. كانت المرة الأولى التى تُقبّلنى وأُقبّل فيها امرأة على الاطلاق.. لا يمكن لهذه القبلة وهذه اللحظة أن تمحى من الذاكرة، مهما عبرت من فوقها نساء، ومهما سقطت من الذاكرة الأماكن والاسماء والحوادث.. تظل هى.. علامة، منارة نهتدى بها فى ظلمات الليل ووحشة السرير بعد الفراق..
    لكن وقتها وهى تتخلى عن القطعة الأخيرة من ثيابها، وهى فى منتصف الحجرة تدور فتقطع شعاع الشمس تحلله لألوان الطيف السبعة.. فيظهر الأحمر من خلالها نارا ونورا.. تنجذب له فراشات الحب والعشق والشهوة.. تقترب فتهتز الأرض تحتها، تتخلى عن كرويتها وتصير منبسطة كأنها أرض الأساطير والديانات القديمة.. وقتها.. تأكدت أننا سوف نصبح ملائكة.. نطير وندخل الجنان.
    ماهر طلبه
    mahertolba@yahoo.com
    http://mahertolba62.blogspot.com

    comments user
    ماهر طلبه

    أغنية طائر

    عرض عليه بائع العصافير عصفورا صغيرا، كان يردد – بشكل دائم- أغنية وحيدة مليئة بالنشاز، تتحدث عن طائر غادر عشه ذات صباح على أن يعود لعشه – كما هى عادته – فى نهاية اليوم.. لكنه لم يعد.. انتظره فى العش – أياما كثيرة- عصفور صغير كان مايزال بيضة حين فارقه ولم يعد.. لذلك خرج من البيضة ولم يجد من يردد على مسامعه أغانى العصافير الصغيرة، ليحفظها بدوره ويرددها ككل عصافير الغابة.. فتعود أن يسمع أصوات الطبيعة ويقلدها.. فجعل نفسه رعدا، وهسيس ريح، وخرير ماء، ونقيق ضفدع وعواء ذئب ونقرات مطر على أوراق شجر… حتى ملت الطيور أفعاله وأصواته فطردته حتى أخر حدود الدنيا/ الغابة، وهناك عاش وحيدا يردد أغنيته الوحيدة الحزينة عن الطائر الذى خرج.. حتى ألقته الأيام فى شبكة الصياد، فأتى به – لبائع العصافير- فى قفص حديد ليزيد لحنه حزنا يتشربه السامعون رغم النشاز.

    ماهر طلبه
    mahertolba@yahoo.com

    comments user
    ماهر طلبه

    الموت مبكرا – قصتان قصيرتان
    الموت مبكرا

    كان يجلس بجانبى حين دخل مدرس الدين ينعق كالغراب بأن سعدا مات غرقا فى البحر، كنا أطفالا فى التاسعة من عمرنا، لم يكن أغلبنا يعرف الموت بعد، لم يقابله أو يواجهه… لكننا كنا نعرف البحر، نراه كل صباح – ذاهبون إلى المدرسة أو عائدون منها- نائما بين ضفتين دون غطاء، هذا البحر الذى حين كبرنا عرفنا أنه ليس بحرا، بل مجرد نهر يتحكم فيه ويروضه سد عالى.. يومها طلب منّا مدرس الدين أن نقرأ لروح سعد الفاتحة لعل الله يغفر له ويدخله جنته، وخرج ليكمل يومه ويعلن خبره على باقى فصول المدرسة وتلاميذها..
    سألنى – الجالس بجانبى- : هل تحفظها؟..
    أجبته بهزة رأس.. طلب منى أن أكتبها له فى كراسته.. ليقرأها لروح سعد.. لعل الرب يتقبلها منه ويُدخل سعدا فردوسه.

    نهاية طريق
    قيل فى الأثر إن الرجل يسير على طريق أخيه، حتى إنهما يلتقيان فى الجنة أو فى النار..
    ويُحكى.. أن سعدًا كان إذا ذهب إلى محبوبته أخذ معه أخاه وصديقه وكاتم أسراره مسعود.. ليقف تحت البيت يشير إليه بعلامات صوتية قبل أن يغشاه الأب أو الأخ أو الزوج، وهو مع محبوبته فى السرير.
    وعندما وقع مسعود فى حب زهرة.. ردّ سعد له الجميل، فذهب مرتين إلى زهرة، لم ينسَ فى إياهما ذِكر مسعود بالخير، رغم تأوهات زهرة التى لم تتوقف طوال اللقاءين.
    ماهر طلبه
    mahertolba@yahoo.com

    إرسال التعليق