تداعيات الواقع المأزوم
لم يعد بوسعك ان تجد صديقا كي يَصدِقَكَ أو يُصدِّقَكَ، لم يعد عند مفارق الضيق من أثر لصديق كي يخرجك من قعر المرحلة، لم تعد اللهفة حليفة الألفة مهما طالت أو قصرت، لم تعد الشهامة وساما على صدر الأشهاد، لم تعد المحبة الضاربة في أعماق الزمن والابتسامات الفضفاضة أنيس وحدتك في زمن يفضل الكل ان يشبهك في ضرّائك على أن يشعرك بسرّائه من قريب أو بعيد، انت في مأزق حسنا إنه قدرك انه نصيبك ولا شأن لأحد بما تعانيه، أنت في خطر إذا انت كائن مُشّوِق مُسلّي وربما ممل، أنت محبوب فقط عندما يحتضنك الحظ ويلوّنك الضوء وتصدّرك الشائعات للغرباء والأصدقاء على حدّ سواء، الخبز الذي بينكما وحده يلتهمه العفن، والملح الذي بينكما تفترشه الرخويات وتتمرّغ به، العمر الطويل الذي مضى بكل تراكماته وأسراره وشؤونه لحظات طواها النسيان والجميع ينظرون إلى القادم وعيونهم على الغد، كل ماقرؤوه في القرآن الكريم قصص قديمة منسية حتى تلك الآية التي تؤكد لهم أهمية التضامن لا تعنيهم بكل مافيها من قَسَمٍ وتأكيد “والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصبر ” صدق الله العظيم، لقد انتشلوا “إلا ” من حساباتهم الجارية وأرصدتهم المجمّدة، فقلوبهم غلف لم تعد تبالي، ولا حتى بقول الرسول الكريم: “من خفف عن مسلم كربة من كرب الدنيا خفف الله عنه 70 كربة من كرب الآخرة ” وماذا تساوي كرب الدنيا نظير كرب الآخرة ليتهم يعلمون، لقد هجر الجميع زوادة الروح، واتّجهوا لزوادة المسير يلملمون فتات الدنيا ويدّخرون دون كلل أو ملل، عزائي الأكبر في هذا الوجود الضحل انه عاجل وقصير، وعزائي الأعظم ان مثاقيل اليوم في ميزان الغد عند مليك مقتدر، يقيني أن الله لا يجربني في ابتلاءاته المباغتة لي كلّ حين، لكنه قطعا بمشيئته وحكمته يمتحن الآخرين بي ويا له من يقين على من عرف التجلّي معه لو تعلمو
خاص – إلا
Share this content:
إرسال التعليق