Home إلّا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا القومية العربية

إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا القومية العربية

by رئيس التحرير

د. ابراهيم كبيسي / أكاديمي عراقي- و‏المدير التنفيذي للمعهد العربي الاوربي‏ – دبي

القوميه العربيه هي هويه وانتماء موجوده بوجود الامه العربيه وهي ليست ظاهره مرحليه تنتهي بانتهاء اسبابها إنما هي جذور متأصّلة في انتماء المواطن العربي لأمّته.

نعم لقد مرّت القوميّة العربيّة بفتراتٍ شهدتْ فيها القوميّة ضِعْفاً ملحوظاً، وذلك بسبب الأنظمة العربيّة وأعني أنظمة الحكم نتيجة العلاقات السيّئة بين بعض الأقطار العربيّة ببعضها البعض، مما انعكس سلبا على الشعور العام للمواطن العربي هذا من جهة ومن جهة أخرى غياب بعض الشخصيات العربيّة التي حملت المبادئ القوميّة العربيّة، وناضلت من أجلها سواء من كان بالمسؤوليّة أو في قيادة الامّة العربيّة، مثل عبد الناصر، وصدّام حسين، والملك فيصل والشيخ زايد، وغيرهم..

أو من كان من بين قادة الأحزاب والحركات القوميّة التي كان لها تأثير مباشر في تعزيز الانتماء القومي العربي، وهذه الشخصيّات السياسيّة والأدبيّة، كانت مؤلّفاتهم تملأ المكتبات العربيّة وتغطّي الشارع الثقافي العربي، مما كان لها أثر كبير في تعزيز الانتماء القومي في نفوس المواطنين العرب كما أودّ الإشارة إلى أنّه كلّما شهدت الساحة العربيّة حدثا مهما على الصعيد العربي مثل حربا مع الكيان الصهيوني أو عدوان سافر على قطر عربي تتصاعد المشاعر القوميّة، لدى المواطن العربي أين ما كان خارج الوطن أو داخله، مما يؤكد حقيقة أنّ الانتماء القومي موجود لدى المواطن العربي فهي جزء حيوي، ومهمّ في شخصيّة المواطن العربي، ووجوده، ولا يستطيع التخلّي عنه بأيّ شكلٍ من الأشكال، ومهما حصل أو يحصل، وهناك مؤشّر آخر يؤكد هذه الحقيقه، وهو فشل كلّ الاحزاب السياسيّة التي حاربت القوميه العربيه أو إضعافها في إيجاد مساحه لها في العمل السياسي، والحزبي العربي.بينما نجد أنّ الاحزاب القوميّة موجودة ولها مساحة واسعة في الساحة السياسيّة العربيّة، مهما تعرّضت أو تتعرّض له.

من هنا نقول أن القوميّة العربيّة موجودة بوجود الأمّة العربيّة، رغم كل محاولات إضعافها فهي قد تضعف، ولكن حتما ستنهض وتستعيد أمجادها..

هكذا هي حركة التأريخ العربي، أمّا على صعيد العلاقات العربيّة بين الأقطار العربيّة، مع بعضها فيحدّثنا التاريخ أنّ بعد كل مرحلة انحدار تشهدها العلاقات العربيّة، ثمّ تأتي مرحلة النهوض وأن المشكلة هنا ليست في الانتماء القومي العربي، بل في المصالح الحكوميّة للانظمة العربيّة، أو بتبعيّة بعض الأنظمة لدول، أو محاور دوليّة، ممّا أدّى إلى تصادم هذه المصالح أو التبعيّة مع بعضها، وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ المواطن العربي، يّدرك هذه الحقائق، ولم تعد تنطلي عليه سياسات بعض الأنظمة العربيّة، التي تتصادم مع المصالح العربيّة المشتركة.

لا شكّ أننا كأنظمةٍ عربيّة علينا القيام بمراجعة شاملة، لكلّ السياسات الداخليّة، والعلاقات الخارجيّة، لبعض الانظمة العربيّة، بمؤتمر قومي جدّي، وليس كهذه المؤتمرات الشكليّة التي تنتهي قراراتها بانتهاء المؤتمر لوضع استراتيجيّة عربيّة، شاملة، سياسيّة، واقتصاديّة، واجتماعيّة، وثقافيّة، للنهوض الحقيقي بالواقع العربي.

استراتيجيه شاملة مخلصة تلبّي حاجة المواطن، وتُعيد الأمّة العربيّة إلى ماضي مجدها التليد، وبناء مستقبلها الزاهر بخاصّة إذا علمنا أنّ كلّ مقوّمات النهوض بالأمّة متوفّرة فيها فقط، وتحتاج إلى إرادة عربيّة صادقة ومخلصة، لمن يتصدّى للمسؤوليّة، والقيادة في الأقطار العربية.

خاصّ – إلّا –

You may also like

1 comment

دكتور ابراهيم الكبيسي 24/10/2018 - 5:02 صباحًا

فقط للتصحيح انا دكتور ابراهيم الكبيسي
عراقي الجنسيه مقيم في الامارات العربيه

Comments are closed.