Home أقلام إلّا ماذا يَحدثُ في الجِوَار السوري..؟

ماذا يَحدثُ في الجِوَار السوري..؟

by رئيس التحرير

أيمن الخطيب / كاتب وناشط سياسي فلسطيني – عمّان

المعارك التي تدور في جنوب سورية أكثر المعارك حساسية و أكثرها وهجاً تحت نار الرصاص ونيران الاعلام، وأكثرها إعتبارا في الحساب الاقليمي المفتوح .

التأزيم الذي يحصل في معارك الجانب السوري، والذي جاء ” اتفاق عمان ” كمعالج مرحلي له، لتليين المفاصل الاقليمية التي تساهم في إدارة المعارك هناك، تضعنا أمام ترجيحات أن الحسم العسكري غير قابل للتحقّق في المدى المنظور، كون جغرافيا الجنوب السوري يشكّل فرزاً جيوسياسياً استراتيجياً مهمّا، كما يشكّل خواصر لها تأثير واضح في العمق الأردني والعمق الإستراتيجي للكيان الاسرائيلي.

في العودة لقراءة خط سير المعارك نجد أن الهاجس الأمني يمثل أولوية لكل من الطرفين الأردني والاسرائيلي، فالأردن أعلن صراحة أنه لا يريد أي حسم عسكري في الجنوب السوري، وان أي حسم هناك لأي طرف يشكّل خطراً على الأمن الأردني، وقد جاء ذلك على لسان رئيس الوزراء السابق عبدالله النسور عام 2014 وبعد استهشاد الكساسبة، وحينما طالب وقتها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الدولة الاردنية بتفاهمات نهائية حول موقف الاردن من الجماعات المسلحة في درعا، معنى هذا أن القرار السياسي الاردني يقوده الهدف الأمني وهذا ما يفسّر طلب الأردن بإقامة مناطق عازلة تشرف عليها قوات دولية.

على الجهة المقابلة، قدّمت إسرائيل كل وسائل الدعم اللوجستي والمادي للفصائل المسلّحة مقابل شرط تجميد أي جبهة قتال، تحاذي حدود فلسطين المحتلة، لكنها لهذه اللحظة لم تقرّر أمنياً ما إذا كان مناسباً القبول بوجود هذه الجماعات على طول الشريط الحدودي مع سورية، والحقيقة أنّ هناك تنسيق أردني إسرائيلي شامل حول مجريات الحدث العسكري في الجنوب السوري، وكلا الطرفين يتّفقان على أنّ أي تقدّم لحزب الله وفيلق القدس والجيش السوري تجاه البادية الجنوبية يؤسّس لتهديد واضح للواجهات الحدودية، ومجدداً يجيء إتفاق عمّان بإيعاز من الولايات المتحدة في إطار وضع حلول بديلة تريح الجانبين وتبدد المخاوف الأمنية لهما.

أما الدولة السورية فقد حسمت قرارها نهائيا إذ تريد حسم المعركة بأسرع وقت لتزيد من عدد الحقائق المفروضة على الأرض تستثمره في موقف سياسي قوي في مباحثات جنيف وأي مفاوضات على المستوى الدولي، يقود هذا الموقف حضور روسي إيراني واضح، في إطار هندسة عمليات مشتركة وشبكات إتصال متينة.

ما يحدث في جنوب سوريا، إعادة ضبط الميزان وترتيب الاوراق فيما يخص الدولة السورية والانتقال لمرحلة ما بعد حلب _ البادية الجنوبية _/ مرحلة دير الزور .

ثمّ إعادة خلط الأوراق فيما يخصّ الجانبين الأردني والإسرائيلي، وخلفهم الولايات المتحدة، والتحالف الاقليمي وضخّ جهود حثيثة تزيد من عمر الصراع، بحثا عن فرز جيوسياسي جديد يشكل واجهة المنطقة بما يضمن المصالح المشتركة.

 

خاصّ – إلّا –

You may also like