Home أقلام إلّا هل نخون معنى أن نكون ؟

هل نخون معنى أن نكون ؟

by رئيس التحرير

بلال شرارة / شاعر وكاتب لبناني – رئيس الحركة الثقافية للبنان الجنوبي- بيروت

 ( القدس الاسرائيليّة ) القادمة بدون الاقصى و ( محررة ) من العرب ؟!
هكذا الأمر إذ لم يعد سوى قليل من الوقت ليس إلا ، وتستكمل إسرائيل أسرلة و تهويد القدس المحتله ٠ وهي – إسرائيل – ومن حقّها وبحكم “شرعيتها ” ستواصل إجراءاتها وعملياتها لإقصاء ( المحتلّ ) الفلسطيني عن ( أرض إسرائيل ) عبر أحداث ( ترانسفير ) جديد، ثم بعد ذلك وبعدما تمّ تفكيك العرب، و تدمير مدنهم وتشريد مواطنيهم وتطبيع سلطة المال العربية فإن ( أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ) ستصبح الهدف التالي ٠
أوليس ذلك هو وعد إله إسرائيل ؟ أليس وعد ( الحر دين) ؟ وهل أن ربّهم حرّاً إلى درجة إعطاء مثل هذه الوعود السياسيه و قلب الحقائق و تشريع (شريعة قتل الأغيار ) و جعل أرض فلسطين (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض )؟ و انقاذ ( حلم يعقوب الاستيطاني ) في أمكنة البلدات والقرى و الدساكر الفسطينية؟
الآن و بعد استكمال سلطات العدوان الاسرائيلية احتلالها للمساحة الكاملة الواقعة أسفل المسجد القدسي المبارك و فتح الممرات و الانفاق التي تتّسع لمرور شاحنات كبيره٠
وبعد استكمال احتلال و استيطان الجوار بما فيها ( مقبرة مأمن الله )، تقتحم القوات الرسمية الاسرائيلية هذه المرة الحرم القدسي و تفتشه و كأنه أي منزل، وتجد عُصِيّاً و سكاكين مركونه في الزوايا و تعبر عن نوايا شريرة٠
إنّ سلطات الاحتلال تقرّر من أجل ( منع الارهاب الفلسطيني من أن يعشش في أرجاء المسجد القدسي ) كأن توزيع كاميرات مراقبة، وتضع أبواب تفتيش الكترونية عند المداخل، لكشف المعادن عدا عن التفتيش اليدوي و تصادر مفاتيح ثلاثه من البوابات وقفل نحو عشرة مداخل ٠
سلطات الاحتلال سبقت كل تلك الاجراءات بمنع رفع الآذان في المسجد القدسي و ( الكنيست الاسرائيلي سبق له أن أصدر قانونا(!) يمنع رفع الاذان في المساجد ) و منعت سيارات الاسعاف من دخول القدس القديمة في قرارٍ لتوقيع عقاب جماعي على أهالي القدس، ردّاً على العملية العسكرية التي نفذها الإخوة أبناء عائلة الجبّارين ضدّ موقع عسكري هو الاشد تحصيناً في الشرق الاوسط، الأمر الئي خوّلها  في ساعةٍ من ذات وقتٍ قريب، أن يسمح لحكومة نتنياهو المتشدّدة بالإطاحة بالمسجد الاقصى المبارك ليس إلا !
في واقع الأمر المسجد الآن ( لا تهزوا واقف ع شوار )، فقد جوّفت إسرائيل الأرض تحته، و السلطات الإسرائيليّة ستقوم ( بكبسة زر بتفجير كبير يؤدّي إلى ما يشبه الزلزال فيقع المسجد ( رأس على عقب ) !
وسوف لا تفعل الامتين الإسلاميه و العربية شيئاً، وسوف يرتفع الصوت الفلسطيني فقط كما الآن عند باب الأقباط احد مداخل المسجد الأقصى المبارك، و نحن سوف لا نسمع الصوت ولا نخجل من أنفسنا٠
سوف نبقى على حالنا نتقاتل و نتقاتل ٠٠ سوف نتفكّك أكثر و أكثر ٠٠ ستصبح اليمن ليس ب”يمنين ” فحسب بل ستة، و”العراق ” على الأقل ثلاثة كونفدراليات، و سورية لن تستعيد مركزيتها، وهكذا الأمر بالنسبة إلى ليبيا إذ ستنتهي إلى ( ثلاثه ليبيات ) ٠ سوف لن تصل ( فرحتنا الى قرعتنا )، بتحرير الموصل بالأمس، وغداً عرسال، و بعد غدٍ الرقة، ( ليس غدا وبعد غدٍ بالتحديد وإنما خلال الصيف أي في الغد القريب المرتقب) ٠
ونحن سنتلهى بإستفتاء كردستان، و بمنح سلطات إضافية للمحافظين في العراق على حساب تقليل صلاحيات الدولة المركزية، نحن ببساطه أصبنا بعمى السكري فلا نرى ما يجري في فلسطين من تحدّ وتعديات٠
صحيح بالمناسبة ماذا يجري في فلسطين ؟
عدا الانقسام بين سلطة منظمة التحرير و سلطة حماس، عدا محاولة داعش المستمره لتحويل غزة الى قاعدة ارتكاز لجماعة ( بيت المقدس ) الارهابية، من أجل الاستمرار بهزّ السرير المصري، على وقع التفجيرات و عمليات القتل٠
الفلسطينيون وفصائلهم ( السابقة ) بالمعنى التأريخي لم تعد تستطيع إنتاج المستقبل و لم يعد بالامكان بناء البيت الفلسطيني الجديد بحجارة قديمة، والمواطنة في الأردن مشرّعة قانوناً، و التوطين في لبنان مطروحاً مقابل الاهتراء الاقتصادي٠
إذن المسجد الاقصى ( الذي باركنا حوله ) هو الضحية المقبلة في اللحظة السياسية، التي تستكمل فيها الاطواق الاستيطانية حول القدس وفي اللحظة التي يجري فيها تفريغ القدس من سكانها العرب و تجريدهم من اوراقهم الثبوتية ٠ هذا هو واقع الأمر في القدس المهددّه بالأسرله، و التهويد، و تصفية أي أثر للعرب الفلسطينيين و إزالة الطابع العربي، الإسلامي، المسيحي عن القدس٠
فهل لا زالت ( القدس عروس عربتكم ) ؟
ماذا سنفعل عدا التصريحات و بيانات الإدانة و الاستنكار و الوقوف ( جلوساً ) مع الشعب الفلسطيني ؟
الآن و قد وصلنا إلى مرحلة ستنتشر فيها ( الإسرائيليات على المساحة الجغرافية البشريه ( العربيه سابقا ) ؟ سؤال يبحث جواب ” هل نكون أو هل نخون  ( نخون معنى أن نكون )؟، 
خاصّ  – إلا –

You may also like