Home إلّا الإعلام السوري مشروع ناقص، متى يكتمل؟

الإعلام السوري مشروع ناقص، متى يكتمل؟

by رئيس التحرير

د. فايز الصايغ / كاتب ومفكّر وأكاديمي سوري – دمشق

في المشروع الوطني للإصلاح الاداري الذي لا بدّ منه والذي انعقدت جلسته في مجلس الوزراء وتمّ فيه مناقشة، جوانب عديده تحيط بمفهوم الدولة العصرية ومؤسساتها وذلك بقيادة الرئيس الأسد..ضمن آليات عملها وضرورة إيجاد منهجية متجانسة بين الوزارات وكافة المؤسسات وقياس الإجراءات بينها وبين المواطن ومعرفة الرضى العام من عدمه …

وبما أنني لا أعرف الكثير من جوانب الأداء المجتمعي والثقافي والاقتصادي ..لكنني أودّ الإسهام في مجال الاعلام باعتبار الاعلام مهنتي المزمنه خصوصاً أنني أدرّس مواد إعلامية في إحدى الجامعات الخاصّة وأصبحت على دراية أكثر في معرفة المستوى السياسي والثقافي والمعلوماتي، لدى طالب الاعلام ومدى توافق ما يعرف مع ما يتلقى من علم، الكارثة جلية واضحة، والخلفية السياسية والثقافية والمهنية لطالب الإعلام لاتؤهّله ولا توفر له أبسط أسباب ومتطلبات المهنة التي يصبو إليها وبالتالي فإنّ تأهيل طالب الاعلام ينبغي أن يبدأ قبل الدخول في سنوات الكلية الأربع على الأقل لمن يهوى مهنة الهموم والمتاعب سلفاً ..

هذا يعني أن دخول كلية الاعلام يعتمد على الرغبة الذاتية وعلى الهواية والاستعداد المسبق قبل العلامات المؤهلة وهذا يستدعي إعادة النظر في كيفية اختيار طلبة الاعلام بالاستفادة من تجارب الجامعات في العالم .. الأهم أن الجامعه تمنح شهادة، لكنها لا تمنح مهنة ولا تطلق صفة إعلامي..

الشهاده بطاقة دخول مسرح أو عالم الإعلام فقط ..و لهذا و لكي توفّر للجسم الإعلامي المستقبلي الأهلية المهنية اللازمة لمواكبة المشروع الاستراتيجي لابدّ من إخضاع الخريجين إلى دورات تخصصيّة، لمرحلة ما فوق الجامعة، تتناول مختلف أوجه الإعلام كافة، وحسب الحاجة أو الخطط المرسومة بالإضافة إلى دورات تتناول تحصين الصحفي مهنياً وأخلاقياً ولغوياً وقانونياً، بحيث يتمكّن الصحفي من استثمار غِنَى اللغة، ومفرداتها، ومترادفاتها، بما يجنّبه المساءلة خصوصاً وان بعض التهم الواردة في القوانين السائدة الآن تهمّ “اللبيسة ” على مقاس أي نصّ وأي صحفي ….

التدريب مافوق الجامعي مسألة غايه في الأهميه ..لكنّ المشكلة أن التدريب لم يعد متوفّراً للسوري تحديداً لا محلياً ولا عربياً ولا دولياً ..أوروبا الغربيه انصرفت لتدريب كوادر أوروبا الشرقية، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وروسيا الاتحادية باتت أغلى بلدان العالم ..

أما الدول العربيه فلا تملك إمكانية التدريب أصلا وهي تعتمد على خبرات أجنبية، ولدى بعضها المال اللازم لذلك يمكنني القول لا إعلام إلا بالمال، ولا إعداد وتدريب بلا مال..فلا الحكومة قادرة ولا الصحفي قادر.. وما تقوم به بعض الجهات التدريبية الخاصة لا تفي بالغرض الوطني المطلوب …

ولا بدّ من العودة إلى المشروع الوطني، الذي من مسلماته اتّخاذ الإحراءات الوقائية التصحيحية والتحفيزية في الوقت المناسب …

ولا أدري أنسب من هذا التوقيت بالنسبة إلى قطاع الإعلام بشقيّه، الرسمي والخاصّ، من جهه، والأكاديمي بشقيه أيضا …

ومن مسلمات القياس التي تَحدّث عنها السيد الرئيس أيضاً ما يسمى القياس المضلّل، بمعنى أن نكيل المديح لأنفسنا أكثر مما نستحقّ، فالتحفيز والنقد الذاتي من أبرز عناوين مشروع الإصلاح وبخاصّة في الأزمات، ونحن في أزمة حقيقية، ومنها إدارية ومهنية واقصائية، وفي كثير من الأحيان مرتجلة، من قبل من لم يعِ دور الصحافة، في الحياة، وفي تشكيل المجتمع الحديث الراقي المتماسك …. وللحديث صله ..

المصدر : الأزمنة

You may also like