×

عند ضفاف الأبجدية خلف الأحلام بقليل

عند ضفاف الأبجدية خلف الأحلام بقليل

جمال-ك-218x300 عند ضفاف الأبجدية خلف الأحلام بقليل
جمال القصاص / شاعر وكاتب مصري – القاهرة  – جريدة الشرق الأوسط

لا أعرف تحديداً في أي وقت صرتُ انتظركِ، هل وأنا طفل يعبث بذاكرة النغمات، هل حين كبُرتُ قليلا وقلتُ للبحر خذني من يدي يا صديقي..

كل شيء لا يزال يشبه الأحلام.. سريركِ الوثيرُ الناعمُ، أحسُّ أن سنواتي كلها مركونة عليه، ماذا يفعل بالشمس..

2015_1418526791_512 عند ضفاف الأبجدية خلف الأحلام بقليل

هل هو صامت دائما، لا يأكل، لا يشرب، لا ينام. لا يذهب الى المدرسة .. ظلي فارغ عليه، وأنا مازلت أتمسّح في عقدة النور، أحاول أن أغسل عمري في حِجرك، معي القليل من الخوخ، هيكل حديقة كنت أتمنى أن ندخلها معا، معي وجهك وبقايا عتمة في الكأس.

img_1386341011_444 عند ضفاف الأبجدية خلف الأحلام بقليل

سأقترح ثلاثة مداخل للحلم: نذهب إلى الأوبرا، نصطاد سمكا تحت الجسر، نلوِّن حوضَ الماء بفرشاة الماء..هناك المزيد من الأقمار المرتجفة، علينا أن نأخذها في رحلة، نوفر لها فَراشا وثيرا، حين تجوع نمنحها أصابعنا، تلحس ما تبق من زبد النوم.

هل كان العالم وديعا حين ولدت في مثل هذا اليوم، هل غسل المطر أسطح البيوت والطرقات، أيهما فجَّر النّهرَ في لسانك، كلمةُ بابا أم ماما..

206466 عند ضفاف الأبجدية خلف الأحلام بقليل

أنت في السابعة، في التاسعة، في العشرين، في الثلاثين.. تصنعين مدينة، تغادرك مدينة، خبزك مفتّتٌ على المائدة، من الصعب أن تأتيك الشمسُ من كل الجهات، الريح لا تكفُّ عن ابتزازك، تتعمد أن تفسد محرك القصيدة، تغار من طيرانها الليلي في حضنك.

بعيدا عن الريح، عن الشمس، عن المرايا، عن اللغة، كيف أحتفل بك.. الحلوى التي صنعتها بالأمس لا تزال في فمي، أيقونتك الطفلة لم تشرب المحبرةَ كلها.. الوقت ظهيرة هنا، لكن لا حارس له، الشتاء لم يعر اهتماما للحرب، ترك رسائله في أفواه المنجمين ورحل.

13786386553 عند ضفاف الأبجدية خلف الأحلام بقليل

ربما في مكان ما تصادفنا أقدامنا..أتنزه معك على دراجتك، أحلم بفراشات ملوَّنة تشدُّ شَعركَ، تمنحه فتنةَ الشروق والغروب، حينها سأقتنع بفكرة القطيعة المعرفية، سأتذكر أنكِ بيّاعة الندى، أن زواجنا فوق ظهر المعلقات السبع، كان تمريناً شيّقاً على  محبةِ الموت.

 

خاصّ – إلّا –

 

 

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed