Home دبابيس إلّاأخبار منوعة محمود عبدالعزيز يُسدِل الستار على المشهد الأخير

محمود عبدالعزيز يُسدِل الستار على المشهد الأخير

by رئيس التحرير
محمود عبد العزيز يجسد شخصية الشيخ حسني الكفيف في فيلم الكيت كات
firas_300-300x209

فراس نعناع / كاتب وممثل سوري – القاهرة

محمود عبد العزيز

سبعون عاما قدم من خلالها العديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحية، ثم صارعه المرض فهزمه.

متوسطي ابن الاسكندرية ولد سنة  1946 – كان كالبحر منفتحا على فضائه الواسع، كان يعرف كل نجمات السماء ، وكان يغازل كل حوريات بحره ولما لا فهو الساحر ، سمع مرة أن ابن جلدته قد خان وطنه فانتفض كالبركان وكان رأفت الهجان ، وعندما عصفت ببلده ريحًٌ عاتية قال للريح أنا محمود المصري وقال لهم أنالا أحب اعدام الميت لأن البريء بريء حتى تثبت ادانته رغم أنه يعرف الكيف ولا يعرف العار وحتما سيجلب رأس الغول .

محمود عبد العزيز ولقطة من فيلم الكيت كات

محمود عبد العزيز ولقطة من فيلم الكيت كات

عندما حضرت رائعة التسعينيات بمصر عبر شريط ” الكيت كات ” من القرن الماضي كان داود عبدالسيد مخرج الفيلم بسحنته المصرية ونظارته الطبية  السوداء أكثر شراسة من شيخه وقائد سفينة فيلمة محمود عبدالعزيز الذي بدا لي مبتسما وادعا وحالما ولكنه يضع نظارة شمسية سوداء ، فالعين مغرفة الكلام ؟

من وحي رواية مالك الحزين للروائي ابراهيم اصلان اتحفنا الحقيقة داود عبدالسيد بتحفة سينمائية كانت السينما المصرية وقتذاك تعاني من مشاكل جمة ، والتحفة الأجمل كانت عبر تقديم محمود عبدالعزيز لشخصية ” الشيخ حسني ” الكفيف وهي كشخصية نمطية قدمت في الكثير من الأعمال الادبية والسينمائية ، ولكن هنا أدب اصلان وصورة عبدالسيد غيرت هذه النمطية المملة والمموجة ، عبر تفاصيلها، للوهلة الأولى تبدو كذلك فالشيخ الكفيف

محمود عبد العزيز يجسد شخصية الشيخ حسني الكفيف في فيلم الكيت كات

محمود عبد العزيز يجسد شخصية الشيخ حسني الكفيف في فيلم الكيت كات

حسني هنا يرصد كل تفاصيل حي ” الكيت كات ” بيومياته ( أم مسنة + وابن محبط ) ورغم ذلك البسمة والضحكة والأمل لم تفارق روحه ، ربما هنا نجد ” تطيهرا ” وكسر هذه النمطية ، وهو التغلب عن العجز كأعمى ، اذا كان يغني ويلحن في جلسات السمر ويشرب حشيشة الكيف مع الاصدقاء في الحي ، ربما لينسى واقعه المر والأليم، نعم غنى ولحن وقاد موتوسيكل وكشف كل فضائح أهل الحي عبر مكبر الصوت عقب انتهاء تلاوة القران كهروب روايح من زوجها ، وعلاقته بأم روايح وعلاقة ابنه بفاطمة ،وخيانة المعلم هرم لصديقه المريض مع زوجته  ، وربما انتقاد النقاد للفيلم وقتها أنه يقلد ” ال باتشينو ” في شريط عطر امراة وكان أعمى أيضا ولكنه قاد طائرة وليس موتوسيكلا كمحود عبدالعزيز . بالتأكيد الكيت كات لا يشبه عطر امراة ومحمود عبدالعزيز لا يشبه ال باتشينو

على الموتوسيكل في فيلم الكيت كات 1991

على الموتوسيكل في فيلم الكيت كات 1991

محمود عبدالعزيز ممثلا عربيا مصريا من الطراز الرفيع ولا يشبه أحدا وعالمنا العربي سيبقى ولادا للطاقات المبدعة ربما اليوم برحيله سنشعل شمعة لروحه، علّ الضوء ينجب المزيد من المبدعين.

 

  • خاصّ – إلّا –

 

You may also like