Home لـوثـة إلّاأدب من سمفونية الوداع الآخير

من سمفونية الوداع الآخير

by رئيس التحرير

أنا أركضُ إليكْ..

أبحثُ تحت الركام على أثر لكْ..

لا أجد شيئا سوى بعضاً منكْ..

كل الأشياء تصبح ميتة جداً..

أحاولُ أن أنتشل ما تبقى منّي فيكْ..

 من ذكرياتنا الجميلة معاً..

 من أحلامنا المفقودة..

وأنتَ حيث أنتَ في الظلمة

تعيش حيث لا أحد..

لا أحد هناك سوى الوحدة والموت.. 

أرحلُ بعيداً عنكْ ..

ظنّاً أني اقدر على الحياة من دونكْ..

تراني أعود لأغرقَ  من جديد بكْ ..

أقوم من البئر الذي وضعتني في قعره ..

أبحثُ في أعماقي الممزّقة عنكْ..

فكل الذي أراه أنتَ وحدكَ فقط.. 

أحاول الاقتراب إليكَ من جديد..

وأنت في مكان يصعب الوصول إليه..

سافرتُ عبر الكواكب الغريبة النائية بحثاً عن أثرٍ لكْ..

بحثتُ عن،

بحثتُ في،

بحثتُ كلّ فضاء

حتى تعبت من اقتفاء أيّ أثر يعود لكْ.. 

قطعتُ الكونَ بجناحيَّ الصغيرين..

موقناً أنك في مكان ما..

لكن.. لا أثر لك..

إلّا هذه اللحظة التي لمحتك في المرآة

كأنّك أخيراً وصلتْ..

كأنني أراك في قاع الارض..

في قبّة السمّاء،

في ابتسامتي الحزينة،

في دمعتي،

في كلّ الملامح إلى أن عادتْ روحي إليَّ ورأيتك فيَّ ..

أدركتُ أن هذه المرة سأكون أنا..

فرحتُ كثيراً

غَمَرَتْني سعادة كبيرة..

ناديتكُ كثيراً وصرخت بأعلى صوت..

طرقتُ على بابك الحديدي

لا أحد في الداخل..

حاولت كسر الباب لم أستطع..

لكني كنت أعلم أنّك هناك تنتظرني..

نعم أنتَ هناك على سريرك ممدّداً بحيوية مدهشة وبصمتْ ..

تهتفُ باسمي وأنا أسمع ..

رآيتُ دمائك في كل مكان

وكلّ زواية على الأرض ..

حاولتُ إسعافك وإنقاذك ..

لكنك كنت تقول لي: أنتَ قتلتني بكْ ..

وأنا أحاولُ إعادتَك إلى الحياة وإليّ ..

وأنتَ تلتقطُ آخرَ أنفاسكَ وتتركني بجبروت ..

لم تعلم مدى عذابي للوصول إليك ..

وأنتَ  في بحر دمائك تسبح ..

روحكَ تصعد “منّي ” عالياً..

وأنا أحاول التقاطها من جديد..

كنت تنطق بآخر كلمة وداعا ثم تردّدها وداعا.. 

أنتَ رحلتْ

وأنا هنا على قبرك أدعو في آخر صلاتٍ لنا،

 أريد الذهاب إليك ..

أريد التحرّر منك

جسدي متعب..

سآتيك لآنقذك من وحدتك..

وأنقذُ غربتي عنكْ..

سآتيك لأسمع صوتك..

لأحضن روحك..

ها أنا أضحكُ أأنتَ ميّت.. أأنا ميت..؟!.

كلانا نموت..

أرواحنا تكتب

ولعلّ أرواح عديدة مثلنا،

ستقرأ.

 

خاصّ – إلّا –

You may also like

1 comment

Jihad quaraeen 01/02/2016 - 8:42 مساءً

قصيدة رائعة جدا وكأنها تصف الواقع المؤلم ، كان الجميع يموت في لحظة ولا ادري كيف نعود ونتصفح الواقع ونعود لنتابع

Comments are closed.