Home لـوثـة إلّاأدب باقة مترجمة من قصائد “فيسوافا شيمبورسكا”بعنوان” إلى أين كانت الأمور ستصل؟!”

باقة مترجمة من قصائد “فيسوافا شيمبورسكا”بعنوان” إلى أين كانت الأمور ستصل؟!”

by رئيس التحرير

 

222jlj

ترجمة: الشاعر السوري فرج بصلو – ليتوانيا

 

جمود محلي

الآنسة دانكِن, راقصة,

غمامة ما, نسيم, كاهنة ياخوسية,

زهوة قمر على الموجة, اختلاجة, نَفَس.

فيسوافا

كذلك تقف في الأستوديو للتصوير,

بتثاقل, بتجسّد – ممتنعةً عن الحركة والموسيقا

هبةٌ لحسنةِ وقْفتها,

لشهادةٍ منافقة.

 

أذرعٌ غليظةٌ مرفوعةٌ فوق الرأس,

ركبةٌ تحتَ سترةٍ قصيرة,

ساق شمالية ممتدة للأمام, قدمها عارية, أصابعها,

5 (خمس بالكلام) بالأظافر.

 

خطوة من الفن الأزلي إلى أزلٍ مصطنع –

بصعوبة شديدة أعترف, هذا أحسن من لا شيء

وعادل بتوجّهِهِ الخاص.

 

خلف شاشةٍ صدرية وردية, حقيبة,

في الحقيبة بطاقة لركوب باخرة,

الإبحار غداً, يعني قبل ستين عاماً;

أبداً لا, ولكن تماماً في التاسعة صباحاً.

 

خطأ

هاتف يرن في معرض لوحات,

يرن لذاته قي الصالة الشاغرة بمنتصف الليل;

لو باتَ هنا بشر, كان سيوقظهم فوراً,

ولكن ما تواجد هو, أنبياء محرومي– النوم فحسب,

فقط ملوك باهتون تحت نور البدر,

فيسوافا

محبوسوا النفس ينظرون في شيء تافهٍ,

وزوجة – المرابي تبدي تحرّكات جسدها,

تمعن بالظبط بالآلة الرنانة فوق المدفأة,

لكنها لا تخلي يدها من المهفّة,

جامدة في محلها دون أيّة فعلة, كمثل الأخرين.

بثياب فاخرة أو بعري, أصحاب المعالي مفقودون,

يتصرفون لصفارة الإنذار الليلية بإكتراث كلّي,

يغطي على ( قسماً بذاتي)  سخرية سوداء

أشدّ من الطفرة عن البوتريه خاصة آمر الباحة

(بمسمعه لا يرن شيء سوى الصمت التام),

لذا إذ شخص ما في المدينة للحظة مديدة توقف

وألصق ببراءة سماعة بصدغه

وتلفن رقماً خاطئاً؟ فهو حي, ولذلك يخطيء.

 

حبّ سعيد  

حب سعيد, هل هذا طبيعي,

هل هذا رصين” هل هذا فعال –

ما هي مصلحة الدنيا من شخصيتين

لا تريا الدنيا؟

فيسوافا

مرفوعون إلى بعضهم دون استحقاق

صدفة مزدوجة مثل مليون, لكنهم واثقون

بالقدر – كجائزة على ماذا؟ على لا شيء;

النور يهبط من لا مكان –

لماذا بالظبط على هؤلاء, وليس على غيرهم؟

هل هذا ذل للعدل؟

نعم..

هل هذا انتهاك لمبادىء نُفّذت بدقّة,

ينزل ناموس من الأعالي؟

ينتهك وينزل.

 

انظروا إلى هؤلاء السعداء,

لو تستّروا على الأقل,

يتنكّرون للمقموعين كي يشجّعوا أصحابهم;

استمعوا كيف يقهقهون – بطريقةٍ تذل.

بأية لغة يتحدّثون – تبدو للناظر مفهومة.

ومراسمهم الإحتفالية,

المبتسمة الذكية لبعضها –

ما يبدو كمؤامرة من خلف البشرية;

 

يصعب حتى الظن, إلى أين كانت الأمور ستصل,

لو أمكن تقليدهم.

على ماذا كانت ستستند الأديان, القصائد,

ما الذي كان سيبقى للذاكرة, ما الذي كان سيختفي

من كان يريد البقاء محشوراً في حدوده.

فيسوافا

حبّ سعيد, هل هذا ضروري؟

الذوق الحسن والحكمة تعلّمنا السكوت عنه

كما على فضيحة من الفصيلة العليا للحياة.

أطفال رائعون يولدون دون عونه.

أبداً لم يك ينجح بتأهيل الكرة الأرضية,

فهو يحصل بأوقات نادرة.

هؤلاء الذين لا يدركون الحب السعيد  

يدّعون, قد لا يوجد حب سعيد في أي مكان.

بإيمانهم هذا يسهل عليهم العيش, والموت أيضاً.

 

***

فيسوافا

فيسوافا شيمبورسكا: شاعرة وباحثة ومترجمة بولندية ولدت في 2 يوليو 1923.

تناولت أعمالها موضوعان أساسيان, هما الحرب والإرهاب. ونافست مبيعات أعمالها في بولندا أهم الأدباء رغم أنها صرحت في قصيدة لها تدعي ” شيء مثل الشعر” أن إثنين من كل ألف شخص يهتمان فعلياً بالفنون. حصلت شيموبرسكا علي جائزة نوبل في الآداب عام 1996 لأن أشعارها استطاعت بدقة متناهية أن تجسد الحقائق الذاتية والتاريخية في صورة تشرذمات بشرية.

تستخدم دائماً أساليب أدبية مثل الطباق والسخرية والتناقدات والتصريح المقتضب لإلقاء الضوء علي الوساوس والمواضيع الفلسفية. قصائدها القصيرة غالباً ما تستحضر إشكاليات وجودية كبيرة تلمس من خلالها مواضيع ذات قيمة أخلاقية وتعكس حالة الإنسان كفرد وكعضو في المجتمع. يتميز أسلوبها  بالاقتضاب. ويتميز بالتأمل في بواطن الأشياء وبالروح الفكاهية.

جَنَتْ شيبمورسكا صيتها كشاعرة من مجموعة ليست كبيرة من الأعمال فلا يتجاوز عدد قصائدها المئتين وخمسين. يوصفها من يتعامل معها بالخجل ويقدرها الجميع في الأوساط الأدبية البولندية. تحوّل بعض إنتاجها إلي أعمال موسيقية وترجمت كتاباتها إلي لغات أوروبية بالإضافة إلي اللغات العبرية والعربية واليابانية والصينية.

 

الجوائز التي حصلت عليها

جائزة جُوتّة عام 1991

جائزة نوبل للأدب عام 1996

 

مصدر التعريف عن الشاعرة شيبمورسكا: الموسوعة الحرّة ويكيبديا

خاصّ –  إلّا  –

You may also like