Home أقلام إلّا مترو اسطنبول _ الموصل

مترو اسطنبول _ الموصل

by رئيس التحرير

 

عبد الكريم الكيلاني

عبدالكريم الكيلاني/ شاعر وكاتب- كردستان العراق

دخول كتيبة من القوات العسكرية التركية الى العراق وتمركزها في معسكر زيلكان للحشد الوطني على اطراف الموصل دليل انعدام السيادة العراقية وتفكك بنية الدولة في هذا البلد، وكل هذا الرفض الاعلامي الذي نراه والبيانات الحكومية والميلشياوية التي تصدر هنا وهناك لا مكان لها في الواقع وفي الخارطة الجديدة للمنطقة، فالكتيبة التركية دخلت وتمركزت بكامل عتادها ودباباتها ومدرعاتها وماهي الا ايام قليلة ونرى زوال تلك الاصوات الرافضة التي صمّت آذاننا منذ حين، حالها كحال ايران وامريكا والسعودية والدول الاخرى التي تنتظر الفرصة لتتدخل في شؤون البلدان الضعيفة. وهناك من يسأل متى سيتم بناء مترو الانفاق بين اسطنبول والموصل مادامت الدولة التركية عازمة على اعادة ولاية الموصل لها كما كانت موجودة أبان قيام الدولة العثمانية التي قسمت العراق الى ثلاث ولايات ( ولاية الموصل ، ولاية بغداد ، ولاية البصرة )، تلك الولايات التي عكست الانقسام الطائفي آنذاك بين السنة والشيعة كما يحدث الآن وايضا بسبب السياسة المترهلة للحكومات العراقية المتعاقبة وضعف ادائها. وهناك أيضا من يسأل ويتسائل لماذا ظهرت الاصوات الرافضة للتدخل التركي مادامت هي دولة من دول التحالف التي تحارب الارهاب في العراق وقد خرست تلك الاصوات عند دخول اكثر من مليون زائر ايراني من معبر زرباطية لاداء مناسك الاربعينية في كربلاء بلا فيزا وبشكل استفزازي وعنفي كما رأينا في مقاطع الفيديو المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي وايضا لم نسمع رفضاً عند مشاركة الايرانيين في هجمات تكريت ضد داعش والكثير من الامثلة الأخرى المشابهة.

الواضح للعيان في كل مايحدث في العراق أن الدولة التي لاتستطيع حماية مواطنيها ومدنها تفتح الباب أمام تدخل دول الجيران والدول القوية في المنطقة سواء رضيت أم أبت الحكومة، فما حدث في العراق من انفلات أمني وسياسي مخيف جداً وهذه هي نتائجها، فكيف لحكومة ضعيفة أن تهدد دول نافذة في المنطقة وهي لم تستطع بالاصل حماية حدودها من عصابات تكفيرية انتشرت على اراضيها ككرة ثلج وأكلت منها كما تأكل النار الحطب! بكل الاحوال نحن نشهد تطورات متلاحقة في المنطقة وفي العراق بالذات وكل الدلائل تشير الى أن العراق سيتجزأ ان عاجلا أو آجلاً الى دويلات أو أقاليم أو مقاطعات سمّها ماشئت، وكل الشعارات التي نسمعها ماهي الا هواء في شبك، فما كان العراق ليصل الى ما وصل اليه إن لم تكن الشعارات هي الحاضرة الدائمة في العقلية الحاكمة طوال سنين خلت. البلدان المتحضرة التي توفر الأمن والآمان لمواطنيها والتي تواكب التطور والتقدم العالمي تعمل بصمت وبهمة وبنزاهة وتضع مصالح مواطنيها وبلدانها في المقام الأول وتحكّم القانون في عملها وتسير بخطوات واثقة عكس مانراه في العراق حيث الظلم والفساد الاداري والسلطوي على أشدّه، العراق الذي تحكمه الميلشيات والتكتلات ويعبث فيه الافراد لا يمكن له الا ان يكون هكذا كما نراه الآن.

 

خاصّ – إلّا –

You may also like