×

” المعقّدة ” سورية اسم على مسمّى..!

” المعقّدة ” سورية اسم على مسمّى..!

Amro_maqdesi_160 " المعقّدة " سورية اسم على مسمّى..!
عمرو مقدسي / كاتب فلسطيني – واشنطن

نحن سمعنا عن حقوق الإنسان التي لا يذبح فيها ولا بين مطرقتها وسندانها إلا الإنسان، وطبقت حقوق الإنسان وانعدمت البطالة وعاشت الأمم في ثبات ونبات في كل ” البسيطة “، وبقيت عالقة هذه المواضيع إلا في ” المعقدة ” سورية ( على اعتبار أن البسيطة صفة). – امتلكت الشعوب ثروات بلادها إلا في ” المعقدة ” – القي القبض على كل زعماء المافيا إلا في ” المعقدة ” – سيق كل مجرمي الحروب من عهد نيرون وحتى اليوم إلى المحاكم وبالأخص بوش إلا في ” المعقدة ” – لم يكن هناك شهداء في لبنان و فلسطين وكل النساء والشيوخ الذين سحقتهم حكومات الصهاينة ” المنتخبة ” ( والتي تنتخب على قدر فاعليتها )، في كل المجازر من دير ياسين وبحر البقر وصبرا وشاتيلا ….. إلى قانا التي لم يسمع بها أحد.. – تحقق الرفاه والنماء واستتب الأمن إلا في ” المعقدة ” – مئات الألوف من الأطفال يموتون في العراق… أم أننا نسمع ما يريدون أن نسمعه فقط وبزاوية صحراوية وهابيّة.. ليس كل من يكون حريصا على وحدة الصف يكون حارسا للنظام أو ماسح جوخ، إننا نسمع آهات الأمهات على كل الذين سقطوا أبرياء بلا ذنب، فكيف لإنسان ما عاش بين شعب ولا عانى معاناتهم أن يمثلهم ويتكلم عنهم بالنيابة فقط لأنه خارج قبضة ” أبو كَلَبْشَة “، كيف لإنسان ما تنفس هواء الوطن ولا استيقظ مع عصافيره أن يمثل الوطن، كيف لإنسان ترك آثام نفسه وأوزار نفسه وكل الأمراض التي فيه، وخرج يمد خرطومه يقلب جثث الموتى ويأكل لحوم الأحياء. الطريق إلى بناء الوطن واضح والطريق إلى بيعه بالمزاد واضح. الشرفاء لا يكونوا أنيابا تنغرس في الخاصرة حين تخاطفها الذئاب, فنحن سذج بقدر جهلنا بالحرية المستوردة وعدم معرفتنا بالأبواق التي تبحث عن شهرة ولو عن طريق العمالة المباشرة أو غير المباشرة.. فإما أن نحمل السلاح ونقتل الأبرياء انتقاما من أزلام النظام أو نحن سذّج واما أن نصفق لهم ولــ آل سعود أو نحن سذّج فقد نختلف بتفسير معنى السذاجة والدهاء…. أيسمون الوطنية نفاقا .. و الاعتراف بفضل الوطن تسولا.. والتهليل لتعرض البلاد لويلات .. جنوحا ورغبة بالحرية والخلاص. لينفثوا سمومهم كما يشاؤون وسنهز نحن رؤوسنا مؤيدين ما يقولون وإلا سنكون منافقين متسولين .. مدافعين عن أخطاء الآخرين منذ 5000 عام والشعب السوري لاطائفي ، و في عهد الأسد الأب والإبن هناك الكثير من المناطق الخاصة بالطائفة العلوية لم يمر عليها الزمن، و نسيها، وأهلها يقبعون بفقر مدقع لامثيل له ويملكون من الطيبة والتواضع بما يقترب من السذاجة، وهذا واقع أم العين، و بالنسبة للمذهب الشيعي : هل يختصر مذهب الإمام جعفر الصادق عليه السلام بتصرفات إيران وحزب الله ، ولماذا لايختصر مذهب السنة بدولة ما كمصر، وهل الوزراء ومجلس الشعب وأئمة مساجد دمشق وحلب وتجارهما ومايزيد عن 95 % من فيديوهات الشبيحة المتوفرة على النت هم شيعة ؟!، المؤكد أنهم سنة، هل نقبل القول بالسوء عن المذاهب السنية ؟!

( ولماذا تعمد اختصار الشيعة كلهم بإيران ؟! وهم على امتداد أصقاع الأرض )، و هل سمعتم أحداً قال عن صدام أو حسني مبارك أو القذافي أو غيره أنهم سنة وأن السنة عاثوا فساداً في البلاد ونهبوا العباد ؟!، و أن دافع قيام الشعب هو ليس بطائفي، ولن يكون طائفي، ومن يروج لذلك، من يخدم بهذا؟!

كثيرون من الطائفة العلوية شاركوا الثوار، وكثيرون منهم لايرضون بقطرة دم، وكثيرون منهم صمتوا ومنهم من بقي داعماً للنظام لأسبابه، كما كبار مراجع الشيعة أصدروا بيانات لدعم حق الشعوب والثورة في سوريا، لكن المستغرب أن المسلمين مليار ونصف مليار مسلم، ( لماذا لم ينتصروا للشعب السوري ولو بمظاهرة ؟!).

إن سورية أكبر من كل الطوائف، أكبر من الطائفة السنية و العلوية والشيعية والدرذية والمسيحية والاسماعيلية وغيرها من الطوائف، سوريا أكبر من جرائم داعش و الجيش الحر الذي ولد من رحم الطائفية والعنصرية والهمجية ومن عصابات القتل والتكفير. اعتلت ارض سوريا حضارات ذهبت سيئاتها وحسناتها وبقية سوريا كما هي .. اعتلت أرض سوريا غزوات ثم ذهبت وبقيت سوريا، اعتلت ارض سوريا انظمة وأحزاب وسلاطين وملوك، ذهبَ الكلّ مع الزمن وبقيتْ سوريا.

لقد طهّر الله أرض سوريا وخصّها بالسيدة البتول مريم العذراء وولادتها في صدنايا عليها السلام لقد طهّر الله أرض سوريا وخصّها بوطئة قدم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع تجارته.

لم أشعر يوما أن سوريا لطائفة معينة إنما كنت أشعر أنها جنة الله على الارض لأنها تشبه حديقة متعددّة الأزهار والأشجار بشعبها الطيب المتعدد الاطياف ومن رآها غير ذلك عليه أن يرحل ويقف في الصف الآخر، ومن رآها غير ذلك عليه أن يرحل ويقف في الصف الآخر ارحل عن طهارة أرض سوريا أيّها الوهابي الآتي من فتاوىيهود خيبر، ارحل عنها أيها الاخونجي التكفيري بدقنك وعفنك ورائحتك القذرة وشكلك الهمجي ارحل عن أرض سوريا أيها الغدّار المسلّح الآتي من بعيد اتركوا سوريا لشعبها يقرر ما يريد، يكفي شعارات، يكفي تضليل ونفاق يا أعراب الخليج، لقد تحرّرنا من عاداتكم التكفيرية القذرة منذ زمن بعيد.

الشعب السوري معروف بوطنيته ولاطائفيته كما بسالته، والقاتل ليس له دين ولامذهب، ومن أهرق قطرة دم سيحاسب مهما كانت ديانته ومنطقته، وإنّ غداً لناظره قريب.

و…… للتآملات بقيّة

 

خاصّ  –  إلّا  –

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed