شيماء المغيري رمال الصحراء الذهبيّة تنبضُ بأناملها السمراء

شيماء المغيري فنانة تشكيلية – عُمان

من صحراء الخليج أتت شيماء المغيري ابنة العشرين ربيعا لتدوّن في عالم الابداع سطراً لا يمكن لرياح الصحراء ان تلغيه، من رمال أرضها رسمت لوحات من عالم الخيال، فمن يراها يظن نفسه انه لا يرى الحقيقة لأنها جعلت من أصابعها السمراء الرقيقة ريشة عاشقةٍ، تنثر من خلالها الرمال لترسم صوراً لمشاهد وشيوخ ورؤوساء وفنانين وشخصيات كثيرة بلحظات سريعة لندرك كم وهبها الخالق من مهارة غريبة ألا وهي الرسم بالرمل فتصبح من خلال مشاركتها ببرنامج آرب آيدول تلك الحسناء الصغيرة التي بهرتْ الملايين وحصدت في فترة قصيرة جداً إعجاب الكثيرين حتى شغلت الصحافة العربية والاجنبية لتكون المرأة العربية الشابة الأولى التي حركت رمال الصحراء بأنامل من ذهب.  

     – إلا –  التقتها وكان هذا الحوار…

حوار / رولا الحلو

• شيماء المغيري عرفيني بنفسك؟
• * أنا فتاة عمانية مقيمة في الامارات , عمري 20 سنة , أدرس في جامعة الشارقة تخصص الهندسة المعمارية , أنا الوسطى بين إخوتي لدي هوايات مختلفة كالطبخ و السباحة و لعب كرة السلة.

• 

  الأقصى بأصابع شيماء المغيري ورمالها

• في أي سن بدأتِ الرسم بالرمل وهل تعلمتِ هذه التقنية أم هي مجرد هواية اكتشفتيها بنفسك؟
• * بدأت الرسم بشكل عام وأنا في الثالثة من عمري و استمريت بالرسم و المشاركة في عدة مسابقات و معارض حتى سن 12 سنة، حتى أطلعتني معلمة التربية الفنية على فن الرسم بالرمل من خلال اليوتيوب ثم بدأت التمرّن على هذا الفن دون الالتحاق إلى دورات تعليمية أو معاهد مختصّة لتعليم هذا الفن لكونه نادر ولذلك هي تعدّ هواية اكتشفتها في يوم من الأيام .
• هل اهتمّت دولة عُمان بما قدمتيه من إبداع؟
• * نعم 
• قدمت على برنامج “ارب كوت تالنت”ونلت استحسانا كبيرا ، خبرينا عن تلك التجربة؟
• * تجربتي في البرنامج كانت تجربة جميلة و فريدة من نوعها لأنني نافست عدّة مواهب من عدّة دول وبفضل الله و الجمهور حزت على مراكز متقدّمة في البرنامج كفوزي بالمركز الأول في المرحلة قبل النهائية ، ورغم عدم فوزي باللقب إلا أنني كسبتُ محبّة الجميع و قلوب الكثير من الجمهور واستطعت من خلال البرنامج إيصال رسائلي كما ودّدت، وخاصّة أنّ فن الرسم بالرمل انتشر في الوطن العربي مثلما تمنيت وأكثر.

شيماء وشغف الرمال ومهارة التعبير

كرسامة ترسم بالرمل ، بعد جهد وفن رائع اللوحة ستعود رملا ماذا يترك ذلك فيك؟

• * لكل بداية نهاية  وهذا شعور مؤلم لكون اللوحة قد اختفت و عادت من حيث ابتدأت ، رغم أنني اعتدتُ على محو اللوحات بعد ثوان من إنجازها إلا أنني دائما أتمنى أن احتفظ بكل لوحة أرسمها ولكنني لم أجد المادة التي تحفظ لي رسماتي الرملية لكنني مازلت على يقين أنني سأجد الحل الأنسب.
• ما هي أهم الشخصيات التي رسمتيها بالرمل وهل تلقيتِ اتصالات من أصحابها؟
• * رسمت شخصيات عديدة وأهمها صور حكام ، رؤساء ، أمراء و ملوك دول مختلفة . ولكن لم أتلقَ أية اتصالات من طرفهم.

شيماء المغيري والتماهي مع اللوحة

• كيف تعيشين اللحظة، وأنت تقدمين اللوحة بمهارة عالية أمام جماهير  عديدة؟
• * أعيش اللحظة بكل تفاصيلها من قبل ظهوري للجمهور، و الشعور بالشغف المجبول بالخوف
• و المسؤولية، ومع تقديمي العرض ولدى سماع هتاف و تصفيق الجمهور والموسيقى المرافقة التي تعطيني طاقة هائلة، فأسبح في مخيلتي و في السيناريو الذي أسرده و تزداد حماستي و تزداد سرعتي لإتمام العرض، حتى اختتمه بتوقيعي ثم توجهي لجمهوري بإبتسامة يملؤها الفخر و الفرح و الشكر للجميع، و كلما أرى هذا المشهد يزداد إصراري على الاستمرار و الكفاح لجلب أفكار و أساليب جديدة في الرسم بالرمل لأنني أعلم أن هذا الشعور يصعب الوصول إليه بسهولة وهناك الكثير من الناس تعبوا ليصلوا إلى هذا المستوى وليشعروا بهذا الشعور.
• اسم شيماء المغيري اليوم متنقّل بين الصحافة العربية والعالمية ، هل هذا كان كافيا لشهرتك؟
• * لا .. لأن في الوقت الحالي يجب على المرء أن يكون متفاعلا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ليبرز و ليحافظ على مكانته وظهوره في الوسط الفني و الاعلامي وليس فقط من خلال الصحافة.

شيماء المغيري ورمالها المتحركة داخل اللوحه

• إلى ماذا تطمحين كرسامة نادرة الوجود؟ وهل ستعلّمين تلك التقنية لغيرك؟
• * أطمح للعالمية و أن أترك بصمة في تاريخ الرسم بالرمل ، كما أطمح بإنشاء معهد أو مدرسة لتعليم الرسم بالرمل و كذلك بإنشاء أول غاليري يحتوي على لوحات رملية حية، وبالنسبة لتعليم الغير بالتأكيد أتمنى، وبكل سرور وذلك لأنني أود أن يصبح هذا الفن منهجا تعليميا في المستقبل حيث يتمكن الجميع من ممارسته كالرسم بالورق و القلم.
• كفتاة عربية تعيش في الخليج هل تجدين طموحك هناك؟
• * قد يكون طموحي في الخليج ولمَ لا ؟ وقد يكون خارج الخليج لأن طموحي ليس له سقف.

شيماء المغيري ومحطة للتكريم

• بماذا تحلمين يا شيماء؟
• * أحلم أن أكون مميزة عن غيري في مجال الرسم بالرمل ، كما أحلم أن يكون لدي طاقم عمل في هذا المجال و أن أجول العالم بفن الرسم بالرمل وأن أدير حياتي المستقبيلية بكوني أم ومهندسة و فنانة في آن واحد . 
• كلمة أخيرة..؟
• * أود القول أن لكل مجتهد نصيب، وعلى المرء الكفاح ليحقّق أحلامه وطموحاته، ودرب النجاح ليس مستحيلا على الرغم من العقبات التي قد نواجهها، إلا أنه بفضل الله والأسرة و الأشخاص الذين كان لهم دور في هذا النجاح ومع العزيمة و الإيمان سنصل للهدف المراد لأن قناعتي بأن
• (لا شيء مستحيل , بل أنت بنفسك تصنع المستحيل).

     خاصّ – إلّا  –