Home أقلام إلّا سمبوزيوم قلعة صيدا البحرية 2015، سباحة الألوان على شاطىء الأزرق

سمبوزيوم قلعة صيدا البحرية 2015، سباحة الألوان على شاطىء الأزرق

by رئيس التحرير

11997212_10153249212485889_1963514847_n[1]

سوزان شكرون كاتبة وفنانة تشكيلية – لبنان

في خضمّ الأوضاع السياسية والاجتماعية الصعبة التي يمرّ بها الوطن، والتي ترخي بثقلها على كاهل اللبنانيين المتعطشين للفرح والسلام والأمل، التقى عدد كبير من الفنانين التشكيليين، من لبنانيين وعرب (140 فناناً)، في عاصمة الجنوب صيدا تلبية لدعوة أطلقها إبن صيدا الفنان التشكيلي زاهر مهيب البزري.

 حمل السمبوزيوم عنوان قلعة صيدا البحرية التاريخية حيث كان من المفترض أن يتمّ النشاط داخل القلعة، إلا أنّ وزارة السياحة رفضت الأمر لأسباب نجهلها، قد يكون أبرزها المحافظة على نظافة المكان وسكونه من ضجيج الفنانين وألوانهم، فكان البديل المباشر افتراش زاوية محاذية لمدخل القلعة تلامس مياه البحر الدافئة والهادئة.

 ضاق المكان بالفنانين المشاركين ، الأقلية من المحترفين وطلاب الجامعات والأكثرية من الهواة، الذين احتموا من أشعة الشمس القوية تحت ظلال خيمتين نصبتا في المكان على عجل، فتكدّس الفنانون كالأسماك التي جاورتهم في حضن الأزرق.

فنانون آخرون افترشوا رمال الشاطىء مع لوحاتهم كما يفعل السابحون ممّا جعل هذا السمبوزيوم مميّزاً وساحراً. إحدى الفنانات علقت لوحتها على حجارة الحائط الذي يسند الطريق نحو القلعة، وقد وقفت في المياه كصياد سمك، رامية شباكها اللونية فوق بياض لوحتها محاولة اصطياد شكل ينبع من ضربات ريشتها وملوانتها. بينما قمتُ أنا وزوجي الفنان يوسف غزاوي وصديقتي الفنانة دارين جابر بالتخييم أسفل الأقواس التي يمرّ فوقها مدخل القلعة، تجاورنا الفنانة بادرة البابا التي عملت على وضع ألوان السيراميك والفيتراي على بعض الأوعية الزجاجية وأشياء أخرى بزخرفة جميلة ملفتة.

قلعة صيدا

إحتلّ شكل وموضوع القلعة القسم الأكبر من أعمال الفنانين الآخرين حيث قام كل فنان بترجمتها بناءً لرؤيته وأسلوبه ومفهومه الفني حيث تعدّدت الأساليب من واقعية وتشخيصية حرّة ورمزية وتجريدية…

الفنانة دارين جابر استعملت بعض الرموز والمساحات اللونية التي غلب عليها أشكال الورود واستدارتها كمن يُقدّم باقة لتلك المدينة الوادعة الجميلة.

الفنان الدكنور يوسف غزاوي طغى على عمله أزرق ما وراء البحار، وقد ظهرت في أحد الأمكنة القلعة بلون المغرة الأوكر كضوء أو كجبل جليديّ يظهر في مساحة الأزرق ذي اللون الواحد.

قام عملي على اللعبة الخطيّة التعبيرية كنوع من الكتابة التجريدية حاكيتُ فيها قصّة القلعة وصمود هذه المدينة الجنوبية التي تعشق المتوسط وأسماكه وأمواجه.

 تنوّعت الأساليب، وانتهى السمبوزيوم على حصيلة وافرة من الأعمال، حصل بعدها كل فنان على شهادة تقدير لاشتراكه في هذا الحفل الفنيّ الذي لوّن القلعة جمالاً وحبّاً، سبق ذلك معاينة الفنانين للمدينة وآثارها وزواريبها عبر زيارة سياحيّة ليكونوا على بيّنة من كل تفاصيلها التاريخيّة، ولا سيّما القلعة البحريّة الصامدة كجنديّ حارس لعتمة التاريخ.

خاصّ – إلّا –

You may also like