Home لـوثـة إلّاأدب “برتقال مرّ “

“برتقال مرّ “

by رئيس التحرير
IMG-20150826-WA0049_resized

حسانة القاضي كاتبة لبنانية – الدوحة/ قطر

  من رواية” برتقال مر”           

 ” كان هناك أمير أحب فتاة خرجت له من برتقالة..

أنا هي الفتاة التي عُلّقت حياتها، وسيأتي شيء من دمك وصلبك لينقذني في النهاية، أنا التي كنت مسجونة في برتقالة، قد تكون ثمرة نارنج، وأنت ستحررني”

حتى حين توقفت عن قطف زهور النرنج وصنع ماء الزهر بقيت المرارة تزور أصابعي كل موسم… ما كنت سأنتبه لتبدل أصابعي لو لم أكتب الرسائل وما كنت سأكتب الرسائل لولاك” .

???? ????? ?????? ??

غــــــــــلاف الروايـــــــــــــة

إليه تكتب.. وتحكي حكايتها التي ما كانت لولاه.. هو الحب المستحيل الذي لا يعلم بوجودها.. وعلى يديه الغائبتين شفيت وتتلمذت ومن أجله كبرت.. ” انت الشيء الوحيد الجميل الذي حدث لي في المراهقة.. وبفضله اتخذتُ أصعب قرار ورميت خلف ظهري كل ما تربيت على الخوف منه ، من نار جهنم ونيران القبر إلى جمر الخيانة” . لكن لعشقها بداية تسبق المراهقة بسنين.. ونهاية في علم الغيب تنتظر أنامل كاتبة حالمة .. تفجرها أشلاء.. تختم الحكاية أو تعلن ولادةً جديدة لزمن آخر.  

تقول صبايا القرى عن بيروت الكثير.. غابة الإسمنت ذات القلب المتحجر والليل الطويل والغبار الذي يبدل طعم كل شيء.. والتعري.. متوحشة هذه المدينة وموحشة.. لكن قلوبهن تهوي إليها وتشتاق الى نسيم الحرية فيها والبوح الجريء.

ها هي صبية النارنج تضرب للحب موعداً في بيروت.. تبيع كل ما تملك من أجل لقاء بحبيب العمر.. كتبَت اليه في غربته رسالة من متيّمة مجهولة.. لن تسأله عن الرسالة.. ولن تخبره من تكون ..” فإن أرشدك قلبك وعرفتني أو تذكرت فقط اسمي لا يكون ما مضى من عمري قد ذهب هباء” .

هي التي ستخبره كل شيء عن زمن القهر والفقر وقسوة الأم وضعف الأب وحنان الجدة ومجتمع ظالم لم يغفر لها قبحها ولا بطئها في التعلم.. وعن خيباتها وغيرة قلبها وجنحاتِ كراهية ارتكبتها.. وعن كرامتها المجروحة التي داوتها بالطبخ حتى صارت مقصداً لنساء لطالما تجاهلن وجودها.. وعن الأميرات على أغلفة كتب الأطفال وصاحب المكتبة التي صفعها فأسقط ربع الليرة من يدها الصغيرة و” أظلمت المكتبة ووجه الأميرة وانطفأ فستانها اللامع“.. وعن عالمه الذي تسللت اليه ومكتبته التي أصبحت مدرستها الوحيدة وأنارت عقلها وحياتها.. ودفتر يومياته التي سكن طيات وسادتها.. هو الذي علمها الحب والحياة والكلام الجميل .. وأنار فكرها.. من دون أن يدري،

ستخبره كل شيء.. عن كل شيء.. الا اسمها الذي أومض ذات سقطة واختفى:.. ” حرفان.. عدد يساوي صفرا في عالم الأسماء كأنني من دون اسم ولن يحدث فرق اذا مت“.. حتى عندما أصبح لها بريد الكتروني اختارت اسماً اقتبسته من اسمه..  والمفارقة” أن كل اسمي الأصلي في اسمك، وأي اشتقاق لاسمك سيبقي اسمي في الحسبان”  ..

تطهو للرجل الذي خاط جرحها طفلة هوت فوق عصفورها، فأنقذها من الموت وترك رائحته بين غرز عنقها.. تصب عشقها وشوقها في قدور الطهي .. تخبره عن أسرار النكهات والتوابل وحكاية البرغل الذي” شنق حاله” عندما اجتاح الرز المطابخ..  وعن اجتماع النساء في القرية حول مواقد الطهي وبوحهن.. وعن الطهي الذي يبقى في أساسه فعل حب موارباً.

هي مثلهن .. تحرك ما في القدور فستحضر عمراً بحاله..أو بعض عمر مضت منه عقود ثلاثة.  وتخبره عن القرية .. والبلد .. والناس..  وعنه وعنها.  

تحرك ما في القدور وتناجيه.. تكتب في دفتر تبحث له عن مخبأ وهمي سيكتشفه فيه ويقرأ كل ما كتبت.

ربما سيجده وربما لن يجده.. لكننا عشنا حياتها ذات رواية حدثتنا بكل شيء.

ولدتها أم حلمت بها صبيا.. فجاءت أنثى تشبه الزوج الذي لم تحبه يوما والذي قضى حياته يلهث خلف العصافير ويبيع الأسماء ليعطيها لمن يربح في ” السحبة” .. مضى ولم يترك أثراً غير صورة شمسية بالية وملامح تشبهه في وجه” بنت السحبة” تغيرت عشية لقاء العمر ..

والأم التي أذلت صغيرتها، حتى راحت تبحث بين الحكايا عن أمها المجهولة التي تركتها ربما عند باب مسجد، سوف تناديها الى فراش موتها في موعد ما عاد فيه الرجوع سهلا.. ” اختارت موعدا مصيريا لتموت .. اختارت الموعد نفسه الذي اخترته لأعيش“!

نصف دزينة من البنات.. وحدها جاءت دميمة.. عصية الشعر.. معتلة الجسم.. راسبة في صفها ومتشققة اليدين والقدمين..,هي بائعة ماء الزهر و الصابون البلدي.. مساعدة قسرية لجدتها” غسالة الشراشف” وقاطفة زهور النارنج وثمار الصبار وحبات البندورة..

وتلك الخالة الجميلة.. ” أسمع حفيف شعرها يدخل أحلامي ، فأستعيره لنفسي. أحلم أنه شعري وأنه يطير في الهواء وأنا أترجح في غصن لوز مزهر، وأنت تدفعني

و” أنت“.. تعني الحبيب المنتظر.. الذي سبب آلاماً كبيرة لعائلتها.. والذي حبها له جنون وخيانة..

*برجا( المستترة في الرواية تسميةً).. قرية لبنانية من قرى إقليم الخروب، تقع على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا من العاصمة اللبنانية جنوباً. نتعرف من خلال الرواية على زراعاتها وبعض منتجاتها المنزلية التي تضطلع بها النساء عادة. ويأتي في المقدمة منها تقطير زهور النارنج أو البرتقال المر. والجدة العاملة منذ صباها ستخبر عن صناعة الأكياس الورقية التي جلبت رزقا كثيرا للفتيات وذهباً فتح أمامهن أبواب الزواج… أما الرجال فكانت لهم تجارة حملوها إلى فلسطين و” الشام” والعراق.. ذاك القماش الذي اشتهرت قرى الشوف بصناعته . قُتلوا هناك غيلة.. أو عادوا بالربح الوفير.. وحكواتي القرية الأمّي حمل معه من فلسطين هدية .. حكايات ألف ليلة.. قرأها له أحدهم فحفظ منها و رواها.

نتعرف أيضا على مجتمع القرية، وعلى أحلام الفتيات التي يتفنن الرجال في حصارها كما إغوائهن،” حيث على كل أنثى – لم تختر أن تولد أنثى- أن تبرر قدومها الى العالم وبقاءها فيه، وضحكتها لو علت قليلا، وشهقتها لو ارتفعت… تبرر نجاتها من المرض والموت وإصرارها على التمسك بالحياة ، برغم أنها لا تنال منها سوى نقماتها وما علق في قعر الطنجرة من بقايا محترقة” ، وعلى المقاهي التي يملؤها الرجال بسحب الدخان والسباب وسماع الأغاني في أمسيات الضجر قبل أن يحاسبوا النساء على حجابهن ولا يسألوهن عن صلاتهن…

لكن ما تسرده فتاة الرواية عن رجال القرية ليس محايدا، فهي الدميمة التي جزم الجميع بأن رجلا لن يخطبها ولا حتى هي ستفكر بالزواج، حانقة على الرجال وغضبى حتى من وجودهم.. حتى أنها تستنكر الجهد الذي تبذله الفتيات للحصول على رجل .. كل هذا بينما تعيش عمرها كله وتنفق كل مدخراتها ومدخرات جدتها من أجل لقاء قصير مع رجل تحبه بدون أن يدري.. وتخاف إن جاء إلى موعده أن يضيع منها حلم انتظاره..

نطل من الرواية كذلك على بعض من النسيج الإجتماعي في القرية، وقد حافظ على تسامحه رغم الإختلاف. ها هي أم حسن الفلسطينية وعائلتها وابنها الفدائي الذي قضى .. وها هي أحاديث النسوة حول عاشوراء تنكر الإختلاف وتقترح حلولا لحسم الخلاف. وخيام النَّوَر كانت يوماً هناك وهم الذين اتهمتهم أم الرضيع الكردية بخطف وليدها. اختفت المرأة الكردية، كما اختفى أقاربها لكن الصغيرة بقيت تتذكر ترنيمتها وتسأل عنها وعن وليدها.. أنكر الجميع وجودها أصلا لكن الجدة  طلبت من الصغيرة أن تنسى الأمر” لأن المآسي تقع فوق رأس من يذكرها“.

على أساطير الجان في القرية نتعرف.. على شجرة الخروب التي يسكنوها.. وعلى بومة الخروب المتهمة البريئة.. وعلى الغروب الذي يطلق الجان فتمسك الأمهات والجدات بناتهن في البيوت.. على التمائم تعالج العقم وتحدد نوع الأجنة في الأرحام وذكور يخاف ملاك الموت من توحش أسمائهم فيعيشون.. وامرأة تجاوزت تفسير الأحلام لتحلم عن النساء والصبايا.. حلمت عن الجميع الا عن فتاة النارنج المسكينة..  

نرافق النسوة في زيارات المقابر ونعطف على الآس الذي بكى” السحبة” فيما ابنته لم تجد دمعة لتبكيه… الا بعد سنين حين اكتشفت أنه قضى منتحرا. بكته في تلك الليلة تحت المطر وهي التي تخيلته يوما رجلا من مطر.

تندس الصغيرة في فراش الجدة فنطمئن عليها.. ” شعرها الخفيف الذي يفوح برائحة صابون الزيت والقطران ، وملابسها المعطرة بالصعتر والسماق والحبق ، تشعرني بالأمان” .. لطالما ظنت أنها بطلة كل حكايات جدتها وكم خافت عليها” ان تموت جائعة..  اما هي فكانت تخشى أن تموت من دون ذاكرة“.. لم تعرف كيف تقول لها أنها تحبها ولا كيف تعتذر عن ترفعها عنها وتهربها من شخيرها..  

 نهلل للعيد في أهزوجة يرددها الصغار أمام أرجوحة العيد ويعصر القلب صوت الأرجوحة الصدئة وهمس طفلة صغيرة في ليل بارد..”  أنا روح العصفور“.. فستانها الصوف كان هناك.. وبقي يتأرجح في لياليها.. ” لو اني أتمكن من كر قميص طفولتي ومراهقتي! لو ان قطب السنوات الماضية تعود القهقرى ، لتبدأ صنارتان جديدتان حياكة عمري قطبة مختلفة!”

أتراه منام الارجوحة أفظع أم كابوس الشرفة والعصفور؟!

ثم.. أي ولع كان لأهل القرية بأرض الكنانة!!

كانت أمها تريد صبياً تسميه جمال.. على اسم الزعيم ” المصري” عبد الناصر الذي رحل أثناء حملها. أعجبُ للفتاة كيف لم تنتبه أن عبد الناصر كان يومها زعيما عربياً!.

والرجال لم تكن تطربهم غير أغنيات أم كلثوم وليلى مراد ووردة الجزائرية وفايزة أحمد وعبد الحليم حافظ..و” ما كان للبيانو ان يخطر ببال نساء الحي لولا أغنيات الأفلام مثل قلبي ومفتاحه .. و  أهواك” .

هي التي كبرت قبل أن تعثر على أغنية عمرها.. أغنية عن حب من طرف واحد بين شخصين لم يجتمعا في مكان واحد، ما إن هتف قلبها مع ” أغداً ألقاك” حتى عرفت أن سومة لم تغنها لرجلٍ تنتظره بل لنساء سينتظرن رجالا. كادت تحزن!

و” الحكيم” الذي بقي في روسيا ثم اختار قدرا آخر، يذكرنا بسنوات الحرب الباردة والعلاقات المتميزة لليسار اللبناني والعربي مع” الإتحاد السوفياتي”.. حينها كانت المنح الدراسية تتكفل بتمتين العلاقات وتعليم متوسطي الحال.. وكانت الأجواء تستنهض مناخات ثقافية عابرة للقارات..  

تعود بنا الحكايات إلى جروح على مساحة الوطن.. حرب الجبل القريبة وما تسببت فيه من تهجير ونهب وفظاعات.. وحروب بيروت والجنوب البعيدة ..

 بين دموع النساء ونزيف الوطن وبين قدور الطهي والقدَر المختبىء عند ناصية عمارة في بيروت.. تكفهرّ السماء ويكاد ينخلع القلب.. هل سيأتي؟ وهي التي كانت تقول له” إن أتيت وحدث هذا اللقاء، هل سيكون عندي ما أعيش لأجله؟

تحت المطر الغريب في بلاد بعيدة ذاب حبر رسالتها إليه ففاحت رائحة البرتقال المر وماء الزهر.. كتب” دموع النارنج” وأخرجها فيلما فتح له أبواب النجاح..

هل سيأتي؟ هل سيتذوق أطباقا طبخت بنار الشوق والحنين؟ هل سيتذكر؟

هي لا تنسى..

الظلمة ليست قاتمة. ستارة رماديّة.
يمكنني رؤية خيالاتهنّ، النسوة اللواتي رحن يجمعن عظامي من بين شقوق الأرض بأصابع سمينة ومقشّبة، كتلك التي يجمعن بها حبّات الزيتون من بين الشوك والحصى.
سمعتُ عظامي تتكسّر فوق التراب الجافّ والمتفسّخ، وجدّتي تصرخ مذعورة: «ماتت البنية ماتت».
وطبعاً أتت تلك الموسيقى.
تلك التي لا أعرف وصفها. التي أدندنها حتى في أكثر لحظاتي بؤساً. التي سترافقني دائماً من خلف جدار لا أراه، ولكنّي أتّكئ عليه. لأنّها على الأرجح موسيقى لا أسمعها، ولكنّي أتخيّلها عائمة حولي تحيطني كهالة، تصوّب نغماتها الحزينة نحو ظهري الذي يعيش ويلتصق بصدري رهبةً منها، ويوقظني من كابوسي.
أستيقظ، لكنّ لا أفتح عينيّ.
أحبّ تأمّل ظلام جفنيّ المطبقين.
أحبّ تخيّل أنّ الظلام استمرّ ولم أفتح عينيّ قطّ… وأنّ ما حدث لاحقاً هو محض كابوس في ظلمة قبر فتاة مدوّن على شاهدة التاريخ: 1970- 1975.
كان يمكن أن تنتهي الحكاية باكراً، وأموت خفيفة وبريئة. لو أنّ الأرض لم تكن مشبعةً بأمطار اليوم السابق، لو أنّ التي كانت تتجّه نحوي كانت «عيشة» كما ظننتُ، ولم تكن جدّتي خارجةً لتنتزعني من الموت، وتمسح الوحل بتنّورتها سامحةً للهواء بالدخول من أنفي. ولو أنّ جارتنا لم تقصد طالب الطبّ الوحيد في الحيّ، ليسعفني ويرتق مزق رقبتي. لو أنّ رائحة بنج أصابعه وبقايا عطر رجوليّ لم تستقرّ بين قطب الجرح.. وتبقى إلى اليوم.”

****

رواية من 294  صفحة .. تطلّ من بين صفحاتها طفلة بحلاقة سجناء ووجه مجرمين تلهث نحو أقرب منفذ.. ما تلبث أن تنظر إلى المرآة فتكاد لا تعرف نفسها.. حورية العشق بزغت من برتقالة مرة .. تذوب حباً.. تطلق الضحكات مرارا.. شقاوة” ابن السحبة” وليس ابنته..

جاء الموعد وهي وضعت برنامجا يغطي كل ساعة إلى حينه.. بعده لا شيء..

جاء الموعد وللعطر معها حكايات .. حتى لرائحة الأشرار في الذاكرة مكانها..

جاء الموعد وعبق القدور .. عبق ماضيه ينتظره وسط شتلات الحبق والريحان..

تنسكب الحوارات في الرواية بلهجة أهل القرية التي لم يألفها حتى أهل المدينة في البلد ذاته.. لكن هذا ما قالوه.. وما كانوا ليقولوا سواه!! أما ما عداها فلغة عربية جميلة تذوب رقة .. وصور تتزاحم على باب الوجع والوله المجنون..

بسمة الخطيب حفرت في عالم الأدب بصمة مؤكدة سيدور النقاش حولها طويلا.. وروايتها تكاد تكون نموذجاً متقنا في كتابة الرواية، فيما تتكامل عناصرها لنراها ربما قريباً على الشاشة .

 صبية تغطي شعرها بـ” قمطة” أهل القرية .. تتوسط قدور الطعام وقناني ماء الزهر، وبنيّة تتأرجح في غير مكانها.. ليتها كانت مكانها..  خلفها عصفور ميت على صحن..  وبرتقال.. برتقال مر.. من هذا الرسم على الغلاف الأمامي، سيعود القارىء مرات ليقف مع الصبية ويطل على ندبة روحها..

روايتها المهداة.. إلى ناجية.. حنيناً إلى جدتها وتكريما لذكراها،  أطلقتها بسمة الخطيب من جناح – دار الآداب- في معرض بيروت العربي والدولي للكتاب الذي أقيم بداية العام الحالي في العاصمة اللبنانية حيث حلت الرواية في المرتبة الثالثة للروايات الأكثر مبيعاً. ثم وقعت الرواية ثانية في معرض الدوحة الدولي للكتاب، قبل استضافتها في القاهرة وفي مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية. وما زالت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي اللبنانية والعربية تحتفل بـ..” برتقال مر”..  حدثا ومفصلا وإبداعاً على مقام الدهشة والعشق والحنين.

 

خاصّ – إلّا –

 

You may also like