Home ضيوف إلّا لمى عرنوق: “الدكتور بشار الأسد دعمنا ماديّاً ومعنويّاً”

لمى عرنوق: “الدكتور بشار الأسد دعمنا ماديّاً ومعنويّاً”

by رئيس التحرير

سيدة أنيقة الفكر والمظهر, جميلة القلب والروح، صافية الذهن والتصرف، لائقة الحضور والصوت، جديرة بالنجاح لكثرة مثابرتها من أجل الإرتقاء بعالم الموسيقى إلى حيث يسبح حسّها المرهف، وحيث يتكوّن في داخلها سيمفونيات من المحبة، والتسامح، قوامهما كورال المحبة الذي أثمر سيرتها الذاتية العريقة، هي السيدة لمى عرنوق التي طبعت طرطوس في حناياها جوا من الرومنسية، والقضايا الانسانية الحالمة فكان ل”الا” النصيب الاكبر في هذا الحوار.

حوار- رلى الحلو/كاتبة وإعلامية لبنانية – بيروت

تعرفين عن نفسك بأنك ناشطة انسانية مستترة كيف ولماذا؟
أني على إيمان كامل بأن عمل الخير يفقد قيمته عند إعلانه.. الإنسانية حضارة ورقي، كلما قللنا من الإفصاح عما نفعل كلما زادت قيمة مانفعل وزاد احترامنا لأنفسنا ولمشاعر الآخر المحتاج

يقولون أن الموسيقى تهذب النفس ماذا فعلت الموسيقى بك؟

الموسيقى تهذب كل شيئ لأنها تعطي إشباعا للروح، ومتى شبعت الروح ستنطق تلقائيا بكل ماهو جميل وخيّر، فهي تهذّب الروح إذاً، ليتهذب بالتالي العقل.

أين تدرّسين الموسيقى وكيف علاقتك بالطلاب؟

بالنسبة للتعليم أنا حاليا مدرسة مستقيلة بعد 30 سنة خدمة في هذا المجال، طلابي أخوة صغار وأبناء.. بشهادتهم يقولون أني الأم الحنون والصديقة والأخت والمعلمة في نفس الوقت… في أي موقف سيئ من الطالب أنا كنت أقف دائما معه لأن استفزاز الأساتذة، وغطرستهم على الطالب هي التي توصلهم لحالة الشغب، والدليل أنهم معي كانوا من أشطر الطلاب وأعقلهم.. التعليم إن لم ترافقه التربية فهو فاشل لا محالة. 

كيف أسست كورال المحبة في طرطوس ومتى،.. حدّثينا عن تجربتك؟
بالنسبة للكورال ولد كولادة الطفل، هي فكرة سُقيت بعناية ومحبة، لتنبت بذرة الفكرة وتتجذّر سنة 1998..في البداية كنا 4 أشخاص متعاونين، بقينا سوية لمدة خمس سنوات وبعدها تابعت وحدي حتى الآن، الكورال هو ابن حقيقي وفي، أعطيته الجهد والحب والوقت والإخلاص وأعطاني الاسم والسمعة الطيبة في المجال الموسيقي، أعطاني المعرفة واللقاء وصداقة موسيقيين على مستوى عالي جدا من الحرفية، أعطاني القوة والثبات والثقة والإصرار على الاستمرار رغم الحرب ورغم كل الظروف السيئة، هو ولدي المخلص وانا أمه الطموحة والمثابرة.

قمتم ككورال بالكثير من الحفلات الراقية أبرزها حضور السيد الرئيس بشار الاسد كيف تم التنسيق من اجل ذلك وكيف كانت ردة فعله هو وزوجته السيدة الاولى أسماء الأسد؟

في كل لحظة أشكر الله على كل شيء.. اسم الكورال أصبح مهمّاً ومعروفاً، وأمسياتنا الموسيقية تلاقي نصيبها الرائع من النجاح، لنا رصيد من المحبين والمتابعين، يجعلنا نرفع رأسنا عاليا.

السيدة الأولى أسماء الأسد كانت راعية لإحدى أمسياتنا المهمة وكان لها من قبلنا درع تكريمي، سعينا لإيصاله لشخصها الكريم، اتصلنا بمكتبها وتمّ تحديد الموعد، وكان الموعد يؤكد دعوة الكورال للحضور كاملاً، طبعاً الدعوة التي وجهها مكتب السيدة الاولى كانت تشمل كل العناية بأدق تفاصيل التكاليف والالتزامات لاستضافة الفرقة وبحرص شديد، وكان اللقاء التاريخي والمشرّف في حينه لكورال المحبّة سوريا بسيادتها وكانت المفاجئة الأكبر والتي لم نعرف بها مسبقاً أبدا إلا عند وصوله بيننا تواجد رئيسنا الدكتور بشار الأسد…. لا أستطيع وصف اختلاط المشاعر في ذلك الوقت ولكن استطيع أن أقول بأننا لمسنا كل الحب والتواضع والتقدير والرقي من سيادتهما معاً.. وحصلنا بعدها على الاهتمام المادي والمعنوي…. كان اسمنا كورال المحبة ولكن بعد هذه الزيارة غيرنا الاسم ليصبح كورال المحبة سوريا..

لمى عرنوق متمسّكة بإيمانك المسيحي جداً، وبالوقت عينه منفتحة على الأديان الاخرى، وكان هذا هدف كورال المحبة ما أهمية انفتاح المسيحي على الاخر في أوطان غارقة بالحروب والمناحرات الطائفية؟! 

أفخر أن تربيتي كانت في بيت سوري قومي اجتماعي، وأفكاري وعنفواني وحبّي لسورية نابع من تربيتي الاسرية، ومن فكر الزعيم أنطون سعادة مع أنني غير منتسبة للحزب على الورق، الدين في شريعتي معاملة، والدين بتقديري حريّة وانفتاح، ورقيّ، والاهم تقبّل الآخر كما هو… ديانتي المسيحيّة أحبّها جداً، وأؤمن بمسيحي المخلّص، ولكن لا يمكن أن أُسخّف ديانة الآخر…. ديني علمني أنّ المحبّة والإنسانية هما معبدي، وصلاتي، وبهما تتقدّس أيامي…. أكره التعصّب، وأكره الطائفية، وأحرص على المعاملة الطيبة مع الآخر، مهما كان دينه، المعاملة برأي هي وحدها قادرة على إلغاء تلك الحواجز.

تتمتعين بشخصية قيادية جميلة ما سبب هذه الروح القيادية؟

 التنظيم في العمل هو ترتيب أفكار، ترتيب الأولويات اليومية والانطلاق للتنفيذ.. نظاميّة جدا، وأحبّ الصراحة، وأكره المجاملات الجوفاء والمُستهلكة للوقت والنفس والاعصاب، أحبّ الصدق وأحبّ أصحاب الوجه الواحد مهما كانت طباعه، تنظيم الوقت والمواعيد الدقيقة مهمين جدا في حياتي… الفوضى تدخلني في دوامة الأفكار غير البناءة وغير المفيدة.. الفوضى هدّامة لكل شيء وعدوة للنجاح.. 

بعد مرور عام وأكثر على وباء كورونا، كيف يستعيد كورال المحبّة نشاطه.. ؟! 

لقد عدنا من جديد لتدريباتنا الأسبوعية، مع الكثير من الحذر ومراعاة قواعد ونُظم السلامة، لأننا لانستطيع أن ننفي وجودها… أصبحنا مجبرين جميعا على اتباع نمط حياة مغاير لما تعودنا عليه.. وأستطيع الإعلان عن اننا قيد التحضير حاليا لأمسية الميلاد القادم، رغم اننا لم نتأكد بعد ما إذا كنا سنتمكن من تقديمها على المسرح في ظلّ الكورونا.. ولكن التدريب ضروري للجميع فهو كالرياضة الروحية لنا سواء على صعيد الكورال او على صعيد المدربين ايضا. 

سيدة مجتمع، ربة بيت، وأم.. ما أهمية أن تجمع المرأة في كيانها كل هذا؟

ليكتمل الكيان يجب أن تكون المرأة أكثر من ربة منزل وأم…. بناء الشخصية يكتمل عند الالتحام الكامل بالمجتمع وبجميع أوجهه وكافة أطيافه

المحبة بصدق،، الإنسانية،، الثقة بالنفس،، الانفتاح،، الحديث،، الفكر،، الطموح،، المثابرة،،الاعتراف بأخطائي والعمل بحب على إصلاحها،، دعم العائلة، و جميع ماذكرت كياني الذي أوصلني إلى ما أنا عليه وأخيرا إيماني الذي أتنفسه واعتقادي الذي لايتزعزع بأن كل مايحصل معي جيدا كان أو سيئاً، هو ترتيب إلهي وأجزم أنه لخيري دائما..

كلمة اخيرة؟

كل الشكر على هذا اللقاء الشيق في مجلة على درجة كبيرة من الرقي والجديّة الملموسة، وعلى اللطف الجميل من قبلك عزيزتي رلى، وعلى أسئلتك اللماحة الذكيّة التي أتاحت لي ولكورال المحبة هذه الفرصة لتعريف القارىء العربي الكريم على تجربتنا الحقيقيّة الجادة والمميزة.

خاصّ – إلا – 

You may also like