“دنيا” يحياها الجميع للمرّة الثانية

فراس نعناع
ممثل سوري وصاحب شركة إنتاج

    أمل عرفة 
    بمسلسل –دنيا – تجسيد لمفهوم فرحة الذكاء الشعبي

    فراس نعناع

    مجرّد رأي

إن الفن ضرب من النشاط البشري الذي يتمثّل في قيام الانسان بتوصيل عواطفه إلى الآخرين بطريقة شعورية إرادية مستعملاً في ذلك بعض العلامات الخارجية حسب رأي “تولستوي”.

أمل عرفة الصديقة وزميلة الدراسة والتي أطلقُ عليها دائما مصطلح “فيض الطاقة ” .

الفنانة أمل عرفة في دور: “دنيا”

في مسلسل دنيا تتأثر بالانطباعية المجتمعية وتضيف مفرداتها الخاصة وبنفس الوقت لم تتأثر بالنزعة التقليدية ” التقليد الأعمى ” حسب (ابن خلدون ) بل نقلتها وشكلتها عبر اسلوب أو محاكاة لنمط الانسان المشبع بالبساطة والطاقة مثل روحها .

وهذا النقل أو التأثّر الانطباعي إن صحّ التعبير يحتاج إلى ثقافة وذكاء عدا عن الموهبة الموجودة أصلاً.

ورغم أنني أميز بين أشكال الكوميديا وتعاريفها الأكاديمية ، وأمقت الفعل أو الكلمة أو الجملة اللفظية المنطوقة من قبل الممثل ليرى المشاهد ردة الفعل من قبل الممثل المقابل لينفجر ضاحكا ، والذي أصبح سائدا في أعمالنا العربية المندرجة تحت مسمى

” كوميديا “الا أنني أيضا أميز هنا الى أن أمل عرفة بكل انفعالاتها وخاصة لغة الجسد قد هربت من هذا النمط الممجوج بحيث لم تستسهل ادائها وغيرتها لموهبتها رغم مرور خمسة عشر عاما على دنيا الجزء الاول، ومن الطبيعي بمكان أن تفقد بعض ملامح الشخصية الاولى البكر “دنيا “الا انها كانت كخمير ” العرق سوس ” بالمصطلح الشعبي بل كانت فرحة الذكاء الشعبي .

والواقع أن أمل عرفة تمتلك صبغة بنائية تجعل منها دائمة النشاط الخلاق ذو القدرة الابداعية، وبما أن الفن هو نشاط صنعي إبداعي حسب ” دولاكروا” فقد قامت أمل عرفة بهذا النشاط الصنعي بتصنيع العالم الداخلي لدنيا حيث صنعت الإنسان مضافاً إلى حركة ونشاط الطبيعة المجتمعية من أصالةٍ أو فرديّةٍ في العواطف المعبّر عنها، ودرجة الوضوح في التعبير .

واخلاصها في الغوص عبر مكنونات تعابير روحها وعقلها وردات أفعالها بصنعة ومهارة وموهبة وهي قوة خلاقة استطاعت عبرها أن تبني عالما شخصيا بأكمله “لدنيا” هذا العالم الساحر العجيب والبسيط بألوانه المتناقضة الذي يوجه للمتفرج ضربة قاضية ضمن هذا الخراب البصري وكأنها منبه شديد الادمان .

“أمل عرفة تحتاج الى نصّ ذكي ومخرج مثقف علها تجدهم دائما 
أمل عرفة :
أنا شهرزاد القصيدة وصوتي غناء الجراح 
أنا كل يوم جديدة أهاجر عند الصباح”. 

فراس نعناع / ممثل سوري وصاحب شركة إنتاج،

وصاحب وجهة نظر يصرّ على أنها خارج أصول النقد وأنها مجرّد رأي.

القاهرة 9-7-2015