Home لـوثـة إلّاأدب ” بيلتي ” شاعرة سورية مؤلفاتها حاضرة ما قبل الميلاد ب600 عام حتى اليوم

” بيلتي ” شاعرة سورية مؤلفاتها حاضرة ما قبل الميلاد ب600 عام حتى اليوم

by رئيس التحرير

سوريا الحضارة والتاريخ – اعداد المهندس – كمال شاهين

نتيجة بحث الصور عن

الشاعره السوريه بيلتي قبل الميلاد شمال منطقة اللاذقية

للشاعرة السورية المعروفة باسمها الأول فقط “بيلتي” حكاية غريبة دفعت بالبعض حتى إلى إنكار وجودها التاريخي، ولكن مع هذا النكران فإنها قد شغلت العالم حتى وقت قريب.

ولدت “بيلتي” وعاشت في الفترة بين 610 و675 قبل الميلاد، في قرية جبلية تقع حالياً شمالي الحدود السورية- التركية من أم سورية فينيقية، وأب ٍهيليني قد يكون سورياً هو الآخر، ولكونها لم تتعرف على أبيها، فإن اسمها الفينيقي يدل على أن أمها الفينيقية التي تعلقت بها كثيراً أعطتها إياه.

قضت الشاعرة طفولتها في الحقول والجبال، ورعي القطعان، قبل أن تغادر إلى “ميتيلينا” على الساحل التركي الغربي في السادسة من عمرها، حيث عاشت مع شمس المتوسط وجمال الطبيعة، قبل أن تنتقل إلى قبرص العاصمة الدولية الفينيقية حينها، والتي تمتزج فيها موسيقا وأحلام وملاحم وأساطير العالمين الفينيقي والإغريقي معاً.

عاشت بيلتي في قبرص وتوفيت فيها ولكن قبرها- وهو تقريباً المصدر الوحيد للمعلومات عنها- وجد قرب مدينة بورسعيد المصرية مما زاد من الأسئلة حولها، ودفع بالبعض إلى اعتبارها شخصية مختلقة قام باختلاقها الشاعر الفرنسي (بيير لويس) الذي نشر أشعارها بعنوان “أغاني بيلتي” عام 1894م،

أغاني بيلتي” هي مجموعة من 143 قصيدة من الأشعار الايروتيكية بالإضافة إلى ثلاثة منقوشات ضريحية في رثاء الذات، وقد لفقها بيير لويس ونشرت في باريس مثيرة ضجة كبرى باعتبارها قصائد من زمن غابر ومهم أدبياً وثقافياً وجدت محفوظة في مكان سري دون نقص أو تشويه.

و الكتاب يضم قصائد حسية مكتوبة على نمط أشعار سافو وقد ضلل هذا الكتاب حتى الخبراء في المخطوطات التاريخية، وقد ترجمه الشاعر السوري الكبير أدونيس إلى العربية قبل فترة ونشره تحت نفس العنوان.

نتيجة بحث الصور عن

تتميز الشاعره بالتفرد الخاص لأشعارها، والتميز الخاص لحياتها، وسيرتها وطبيعة حياتها الجبلية التي وصفتها بدقة كبيرة وتفاصيل للحياة الرعوية في ذلك الزمن (القرن السادس قبل الميلاد)، أما اللمسة الأنثوية (الزائدة عن الحد تأنيثاً) فلا أعتقد أن بإمكان رجلٍ أن ينشد أغانٍ كهذه، ثم ينسبها إلى امرأةٍ متخيلة!.

المؤرخون القلائل الذين تحدثوا عنها كانوا فقراء جدا ً في المعلومات حول شخصيتها، حتى إنهم لم يعرفوا متى وفي أي عمر ماتت. لكنه بمقارنات مع بعض ما ذكرت من النساء في قصائدها- ومنهم سافو- تمكنوا من معرفة الفترة الزمنية التي عاشت فيها.

كان قبر بيلتي هو المصدر شبه الوحيد عن شعرها وحياتها، وقد اكتشف قبرها العالم الألماني (م.ج. هايم) في منطقة قريبة من بور سعيد وليس في قبرص كما يقول البعض، وما ساهم في الحفاظ على قبرها هو أن التقليد الفينيقي في تلك الفترة كان الدفن على أعماق جيدة في الأرض مما ساهم في عدم تمكن سارقي ونابشي القبور من سرقة قبرها وتخريبه.

نتيجة بحث الصور عن

و قد كانت بيلتي ترقد في تابوت نحته نحاتٌ ماهرٌ، ونحت على سطحه وجه بيلتي، ويقال عندما فتح القبر: إن يديها كانتا ممددتين بالقلم- كما لو أنها ما تزال حية- وذلك بعد 2400 سنة من وفاتها، وكانت زجاجات العطر تملأ المكان، ويؤكد (م، هايم) أن إحدى هذه الزجاجات كانت ما تزال تضوع برائحة العطر. والأهم أن منحوتةً صغيرةً لعشتار (الآلهة السورية) كانت ممددةً إلى جانبها، أما في القبر وحوله فقد نقشت التواريخ التي تدل على صاحبة القبر ومجموعة كبيرة من أشعارها التي سمتها أغانٍ.

ومن قصائدها التي ترجمها الشاعر السوري “أدونيس” نقتطف مقطعاً تؤرخ فيه لولادتها ولقبرها بعنوان “التاريخ الأول”: في الوطن الذي تنفجر فيه الينابيع من البحر وتكون صفائح الصخر مجرى الأنهار في هذا الوطن أنا بيلتي، رأت عيناي النور كانت أمي فينيقية وأبي هيلينياً لقنتني أمي أغاني (جبيل) الكئيبة، كالسحر الأول عبدت عشتار في قبرص غنيت حبي كما هو، بلى، قضيت عمري سعيدة فيا ابن السبيل: قص ذلك على ابنتك لا تضحي لأجلي بعنزتك السوداء ولكن اعتصر ثدييها وخله، يدفق هادئاً على قبري.

نشرت طبعة ثانية من كتاب “أغاني بيلتي” عام 1928 ولم يطبع بعد ذلك حتى سبعينيات القرن العشرين، وقد أنتج عن قصائدها العديد من المقطوعات الموسيقية والأفلام.

 

المصدر : صفحات سوريا الحضارة والتاريخ

You may also like