Home إلّا فيلم “بلال ” فرصة ذهبية ضائعة عمداً

فيلم “بلال ” فرصة ذهبية ضائعة عمداً

by رئيس التحرير
%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d8%af%d9%8a

قراءة في فيلم بلال مؤذن الرسول “ص ” بقلم د. وليد السعدي كاتب سوري – الإمارات

 

نتيجة بحث الصور عن فيلم بلال

دعيت مؤخراً إلى حفل افتتاح الفيلم الكرتوني العالمي (بلال)، وهو فيلم مستوحى من قصة الصحابي بلال بن رباح – مؤذن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم – منذ طفولته عندما جاء من الحبشة إلى أن دخل الإسلام، وقد تطرق الفيلم إلى 88 شخصية من صحابة رسول الله، وشارك في أداء أحداث الفيلم 360 مؤدياً من مختلف دول العالم،

نتيجة بحث الصور عن أديوالي أكينوي أجباجي

أديوالي أكينوي أجباجي

بينهم أديوالي أكينوي أجباجي (مؤدي صوت بلال)، وجاكوب لاتيمور، وأيان ماكشين، وكيث فارلي الذي أدى صوت الصحابي أبو بكر الصديق، وتوماس أيان نيكولاس، ومايكل جروس، وأندريه روبنسون الذي أدى صوت الصحابي بلال عندما كان صغيراً، وقد سلط الفيلم الضوء على قصة عبودية بلال وإسلامه في مكة بعد أن اختطف هو وشقيقته من الحبشة إلى أرض الجزيرة العربية، ليواجه فيها الكثير من الجشع والظلم والتعذيب، إلا أن بعد نظره وحكمته وبطولته وشجاعته أدت إلى رفض العبودية والظلم، استغرق الفيلم حوالي 6 سنوات من العمل، وتم تنفيذه خلال 3 سنوات، ودخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية لاحتوائه على أطول مقطع كرتون لمعركة حربية امتدت لـ 101 دقيقة ونصف الدقيقة.

نتيجة بحث الصور عن

توماس أيان نيكولاس

كل ما سبق عمل ضخم وجميل ومبدع، فقد أبدعت الشركة المنتجة والمخرج في كل شيء، خاصة الصوت والصورة والإخراج، والحركة والدقة في التعابير فقد كانت مذهلة، ما عدا القصة، لكن ما دعاني للمقالة هنا أن أسلط الضوء وأتساءل: لماذا لم تعلن الشركة المنتجة والمخرج صراحة اسم رسول الله، والدعوة الإسلامية الصريحة، والأذان الصريح الواضح، فكان مؤذن الرسول (ص) بلال هو أول مؤذن في الإسلام يتمتم بأعلى السطح بأحرف وكلمات لم يفهمها أحد، وكان هو الأذان المقدس المنادي للصلاة، لماذا لم تعلن بشكل واضح الدعوة الإسلامية في بداياتها وهي في غاية الروعة والتسامح والوفاء وحب الناس والعدل وطرد الظلم والاضطهاد، هل هو الخوف من التسويق لدى الغرب؟ هل هو الخوف من الدعوة الإسلامية الواضحة والحقة؟.

نتيجة بحث الصور عن الأذان

المآذن الإسلامية

هل أصبحنا نخاف من ديننا الحنيف، وهو دين التسامح والعدل والمحبة وليس دين هؤلاء المارقين أمثال داعش وأخواتها، وعندما كان المسلمون يأسرون كافراً كانوا يخيرونه بالبقاء أو اعتناق الإسلام أو الصفح عنه، ولم يكن أحد مظلوماً في دين الإسلام حينها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهذا ما يعرفه الغرب والشرق وكل العالم – أعدل الناس وأحكمهم، إذاً لماذا لم يتم تداول الدعوة صراحة؟.ولماذا لم يتم عرض واقع الإسلام الحقيقي؟ وهذا ما يؤكد ويدحض مآرب هؤلاء اللا إسلاميين اليوم، وهذا ما يرفض كل جرائم القتلة الارهابيين المتطرفين الذين ظهروا في أيامنا هذه، بل على العكس هي فرصة للتأكيد على أهمية الإسلام وعلى نزاهة الإسلام من كل ما علق به من لفظ واتهامات هنا وهناك، لكن الشركة أو القائمين على هذا العمل الضخم آثروا جميعاً أن ينظروا نظرة الربح والخسارة على ما يبدو بمفهوم الأفلام العالمية، بعيدين كل البعد عن أهمية هذه القصة ومدلولاتها، وأنا أعتقد أن الغرب أو العروض العالمية ستنبهر بالإنتاج لكنها لم ولن تفهم من هو محمد (ص) ومن هو بلال ومن هو أبو بكر،

نتيجة بحث الصور عن وفيلم الرسالة

المخرج العالمي مصطفى العقاد صانع فيلم الرسالة

وخاصة الجيل الناشئ في الغرب أو الشرق، مع العلم أنه قد جسدت شخصية الصحابي بلال في أكثر من عمل تلفزيوني وسينمائي، كان أهمها فيلم الرسالة من إخراج السوري العالمي مصطفى العقاد، وكذلك في مسلسل خالد بن الوليد للمخرج السوري محمد عزيزية، ومسلسل قمر بني هاشم من إخراج محمد شيخ نجيب، والعديد من الأعمال التي جسدت هذه الشخصية الهامة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت بالفعل تلقي الضوء بوضوح وصراحة من دون مواربة، لكن فيلم (بلال) الكرتوني هو الأول من نوعه ومن ضخامة إنتاجه، وكانت فرصة ذهبية لإلقاء الضوء على هذه المسيرة العطرة بكل وضوح وشفافية. فالإسلام دين الاعتدال والوسطية والعدل والحق، كما قلنا، وكان الأجدر بالقائمين على (بلال) أن يطرحوا هذه المفاهيم صراحة وعلانية، وأن يفتخروا بها، كما يفتخر بها كل المسلمين دون كره أو تعصب لأي دين آخر.

 

المصدر مجلّة “المنارة ” الإماراتية

You may also like