Home إلّا حديث – السبت –
  • محمد-حسن-الالفى184

    محمد حسن الألفي / كاتب وروائي مصري – القاهرة

    من واجب أى مواطن مصرى وهبه الله القدرة على التعبير ، بعقلانية ودون غل مأجور ، أن يسدى النصح لمن يحكمه ، خصوصا ان كتم النصح فتح للخراب ، واهدار لسنوات ثلاث من الصبر والمجاهدة للوصول الى بر الأمان ، بعد إجلاء عصابة الاخوان الارهابية عن مصر ظاهريا ، وتحولهم الى العمل السرى . راجع ما يحدث فى وزارات خدمية عديدة ابرزها التربية والتعليم والصحة. ليس من قبيل المبالغة أو التخويف القول بأن الرئيس يستطيع أن يتلمس بنفسه ، وسط اهله فى حي الحسين ، اهلنا جميعا ، ان مشاعر الغضب تنمو ، وتتراكم ، وإذا ارتقت الى السخط ، فقد حققنا للاخوان خطتهم بأيدينا ، وصرنا مقاولى أنفار عملنا معهم ولهم دون أن ندرى ، دون ان ندرى حتى أن منا خونة اخوان منتشرون فى المناصب العليا . أول أسباب الغضب الذى يتجمع ، ونحذر منه ونحن على مشارف الاحتفال بأعظم وأمجد أيام التاريخ المصرى ، عيد ثورة الشعب فى الثلاثين من يونيو على الاحتلال العثمانى الثانى المتشح بعباءة الاخوان ، أقول أن أول اسباب الغضب وأخرها هو حكومة اسماعيل الحالية ،التى كشف أداؤها عن غياب اي حس سياسي أو اعلامى ، وظهرت جزرا منعزلة ، تتجمع فقط حين يزجرها الرئيس ليعيد ترتيب صفوفها . وبصراحة فإن الفم الواسع والخيال الفسيح لوزير مثل وزير التموين ، ومن قبله وزير الري حسام المغازى كذاب سد النهضة ، وحاليا وزير فاشل يرعى- من الانتشار وليس من الرعاية – الفساد فى عبه مثل وزير الصحة ، احمد عماد الدين ، وكارثة الكوارث المسمى وزير التعليم الهلالى الشربينى الجالس على مقعد اخوانى بجدارة ، عرضه وطوله وارتفاعه ، على مقاس بديع والشاطر . ووزير تعليم عال شاحب الأداء ، متخف كالمهدي المنتظر ، يخشى أن يعمل فيخطئ ، أضف الى هذا كله أن الكوتش اسماعيل ذات نفسه يحتاج لمن يدربه ، ولقد يبدو رزينا صامتا ، لكنها رزانة من يكره الحكمة التقليدية : تحدث حتى أراك ! هو لا يتحدث ، ولعله يتأسى فى ذلك بالدكتور عاطف صدقي مهندس الاصلاح الاقتصادى في عصر مبارك ، لكن عاطف الذى وصف وقتها بانه ابو الهول ، كان يرقد على خير وبيض وفير ، اما وزيرنا الاول الحالى فأداؤه وصمته خواء فى خواء . وتحت القبه هواء. ومن العجيب ان الرجل يدرك مصيبة ، اعلم أنها لن ولا تغيب عن فطنة الرئيس ، وهىى ان الشعب لايتهمه هو ، ولا يطلق عليه الدعوات ساعة آذان المغرب ، ولا يتوعده بالغضب ،ولا يعتبره المسئول الأول عن فشل وزراء يكذبون ، ويسوقون الوهم ويطلقون ارقاما ، لتخدير الناس ، يحسبون ان عين الدولة ناعسة . الغضب يتجه الى صدر الرئيس ، ويخصم من محبته ، ومكانته لدى ملايين أنقذها من مصير محتوم وخراب مقدور . الشعب لايعتبر شريف اسماعيل مسئولا عن توحش وتغول الأسعار التى قصمت وتوالى قصم ظهر الطبقة المتوسطة والدنيا ، بل تعتبر الرئيس هو الساكت ، وهو المسئول ، وحتى اذا وجه وزجر وشخط وأمر بمراعاة الناس والاسعار ، فإن كلامه لا يتعدى شاشات التليفزيون ، بينما الحكومة ضعيفة خاضعة لتجار مجرمين يعملون فى خدمة الاخوان ، من أجل تأليب الرأى العام على الرئيس عبد الفتاح السيسي. ولما تتسرب امتحانات الثانوية العامة ، ويبدو الوزير المسئول كالفرخة الدائخة ، يكتم نزيفا وتسريبا ، فيفاجئه نزيف آخر وتسريب آخر ، ولما تظهر على الفيسبوك صفحة فاجرة لتأجير خدمات البلطجة ، خمسمائة جنيه للتهزيق والتجريس والف جنيه لحتطيم السيارة ، بدعوى عجز الشرطة عن رد الحقوق وكبح جماح البلطجية ولما تصبح شوارعنا نهبا لبلطجة اباطرة التوكتوك ، والميكروباص ، يقودها عيال وصبية ومبرشمون ، وبلا ارقام ، وفى اتجاه معاكس ، واذا احتج عاقل ، وجد الضرب والاهانة وحرق سيارته هو الرد ، وغير هذا كثير وخطير ، فإن الشعب يعتبرك أنت يا أيها الرئيس وليس أحدا غيرك ، المسئول الأول عن كل ما يقع وليس هذه الحكومة الفاشلة بامتياز . لست بحاجة لقلم مواطن يحبك وينصح ويحذر ، فانت أنت تعلم أنك الراعى وأنك المسئول عن حياة التسعين مليونا كما تحب أن ترددها دوما ، لكن هل أحسنت أيها الرئيس اختيار رجالك ؟ لا يحيط بك منهم فى هذه الحكومة الإ الفشلة ، وأنت تريد النجاح وتسابق الزمن ، وصار شائعا أن الرئيس يجري وحكومته سلحفاة عجوز شمطاء غبية مكسحة الرؤية والأدوات والأداء . ومن بين من يقدمون الرأي والمشورة فى الاعلام ، نرى تخبطا يكشف عن قصور فى فهم السياسات الاعلامية والدوافع المعقدة لجماهير الوسيلة الاعلامية ، بل يفشلون فى طرح أنسب الأوقات التى يجب على الرئيس ان يخرج على الناس فيها بقرار أو رؤية أوفكرة . هل رب البيت شديد صارم حتى ليخاف من حوله أن يتكلموا بالحق ؟! ستكون مصيبة لو كانت تلك فكرتهم عن رجل اختار الحرية للشعب وقدم روحه لينقذ المصريين من براثن العصور الوسطى العثمانلية . استبعد الخائفين منك وهما وخيالا ، وأزح الكاذبين المزوقين ، وقرب اليك من يعارضك بعقل ، ويعرض عن المنفعة . نعم يوجد غضب ، يأكل من حقول التأييد الخضراء الواسعة للرئيس ، واحباب الرئيس يدافعون ويبررون ، لكن ليس بلا تحفظ ، وعلى الرئيس ان يساعد المخلصين على ابداء آرائهم ، واستبعاد من يقولون سمعا وطاعة . أنت لا تنشد الطاعة العمياء ، والذين يتصرفون على طريقة اربط الحمار مطرح ما صاحبه عايز ، هم شرارة الانفجار. هم يعتقدون أنهم مجرد سكرتارية للرئيس . لايزالون يرددون عبارت مستفزة تسئ اليك مثل ” حسب توجيهات الرئيس . حسب توجيهات القيادة السياسية ” هل توجههم طيلة الأربع والعشرين ساعة ، سبعة أيام في الأسبوع ، اثنى عشر شهرا فى العام ؟ أليست هناك خطة نتصرف على ضوئها ؟ لم أقرأ لوزير غربي قط عبارة حسب توجيها الرئيس اوباما أو كاميرون أو بوتين ! يساعدك ابطال جيشنا ولا يخذلونك ، ولا يكذبون ، ولا يسرقون ، والناس تثق فيهم ، فلماذا تسكت عن الفشلة ، يكذبون ، ويعجزون عن الوفاء بأحلام الناس؟ . قلت كلمتى لأنى أحب وطنى وأخشى عليه من مصير أسود كالذي بدأ في يناير المشئوم . ولا تزال آثاره طاف

     المصدر – صوت الأمّة –

You may also like