×

كان يكفي أن أراها حتى أستعيد الجنّة

كان يكفي أن أراها حتى أستعيد الجنّة

Jashy-300x198 كان يكفي أن أراها حتى أستعيد الجنّة
فؤاد الجشّي / كاتب وقاص

أحسستُ أنّ الرياح لم تغدر بى ..وأحسستُ أنّ الحرية حولي …وأحسستُ أنّ صديقتى التي أراها الآن تتحدّث عنها وكأنها تنهل مني لتتكاثف حولي.. أحسستُ أنّ الجنة من مقامنا نحن، آثرتك وأنتِ المتّشحة بأسارير الحب والفضيلة، ترتقين بالكبرياء الشموخ الطالع من بهاء حضورك الذي أذهلني، وصبّ علي من فيض طيفك، فضولاً رأيتُ فيه الورود تسبقني إليك، لتراودني وتسقيني من عطرها ولم أحتفي بها إلا لأجلك، شجاعتك في مبدئك استوقفني ورأسي شبّت فيها الرياح وعصفتْ واندلعت لدهشتى فيما رأيت، وسمعت، وعرفت.

لحظات تلك التي كنت فيها أتابع، وكانت كافية تماماً لتربكَ فضولي، لتحضّني على السؤال بشراسة من هذه المرأة؟..!

التي أيقنتُ عبر الزمن أنّها المستحيلة حتى رأيتك، كنت أروي لنفسي ولم يُروَ لي أنّها حتماً امرأة الحلم الذي لا يصل الواقع إلى أن رأيتك، وأنا الذي لطالما بحثتُ في الأرض والسماء والكواكب، خجلاً من تردّدي وفجرت صراخي بين الناس ليشعروا بأني أريد قلباً يعبق بي في مسيرتي، وحين رأيتك خاطبتني الملائكة بأن أنسى دموعي، وأن أهجر أحاسيس السكون، ولم أستسلم لها إلى أن جاء الفجر في غير موعده، فتهلّلتْ أساريري، ورقصتُ فرحاً بل جنوناً فى مخدعي، و استبدّ بي الشرود إليك، شعرتُ أنّ الحقّ لكَ، ومعك، وفيك، ولا أحد يستحقّكِ إلا من يفهمكِ، وكان الصوت عالياً في داخلي ينادي: طلّي يارياح المحبّة على هذه المرأة وخذيها بعيداً عن همومها، وقريباً مني ولاتنسي أن ترأفي بحالها لأجلها، وحالي لأجلي، زفّي إليها الحبّ كي تسكن جنّتي.

تعالي ..تقرّبي مني.. لا تتهرّبي وارفعي كأسي واشربي… ودعي بريق شفتيك يجمع المطر والندى فى مسكني، وتشابكت كم تشابكت أيدينا مشدودةً إلى ظلال غابة خضراء، يحنو عليها نور الشمس، الذي يراوغك أينما حللتِ كظلّك الوضّاء، كانت الأرض سخية لاستقبالنا، فتحت ذراعيها لننام بصفاء قلوبنا ووداعة أحلامنا، التي امتدّت إلى خلوتنا، برقصةٍ جميلةٍ وخريرِ نهرٍ أخذ موسيقاه وايقاعاته من نبضينا، وصاحبتنا البسمة والضحاكات التي تركناها تعلو وتعلو، وكأنّ الهموم لا تعنينا، وسكبنا طعام الجنة، نتشاركه فى كل ناحيةٍ، ومن حولنا طيور ترقص بهيجةً بقدومنا، وماء النهر أخذ يقترب إليك يهديك فرحه، أيتها الحياة لا تبخلى على حبيبتى ..

يا من تسكنون الأرض والسماء صلّوا لأجلها.، لأجلي، لأجلنا، لأجلهم، ولأجلكم جميعاً كي تستعيد الأرض رونقها بعيداً عن مستنقعات “الدمّ ” التي شوّهت دنيانا وقتلت مشاعرنا وطغت بشاعتها على كامل أحلامنا وآمالنا وحوّلت واقعنا إلى كابوس عرضه الأرض والسماء، استعيدوا حقوقكم بالحب، لتستحقوا الحياة والجنّة معاً.

 

خاصّ – إلّا –

** المملكة العربية السعودية

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed