Home إلّا الإعلامي جمال فيّاض للأسف أغلب جمهورنا تركيزه ما زال في المؤخّرة

الإعلامي جمال فيّاض للأسف أغلب جمهورنا تركيزه ما زال في المؤخّرة

by رئيس التحرير

 

????

الإعلامي اللبناني جمال فياض

كما للزمن الجميل أعلامه من فنانين وفنانات، أيضاً له إعلامه الحصيف الرصين بإعلامييه وإعلامياته، وجمال فيّاض الذي بدأ المهنة باكراً وعاصر الكبار وعرفهم عن قرب، حافظ على مكانته وكلمته وقلمه ونزاهته، كان هو في كل مقام، يحبّه الجميع رغم صراحته ونقده واختياره أقصر الطرق للحقيقة دائماً، أينما كان أثبت حضوره وجدارته، وهو موضع ثقة كبيرة للكثيرين، وكلّما تقدّم بالعمر ازداد ألقاً ليس بمراياه فقط بل بثقافته وعراقته وأصالته،

وكان لمجلة – إلا – الألكترونية شرف وشغف الحديث معه

حوار رولا الحلو – بيروت

جمال فياض يعتبر من أشهر الإعلاميين في لبنان والعالم العربي وأكثرهم تواضعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أهمية أن يتواضع الإعلامي برأيك؟

+ لست أشهر الإعلاميين، ولو أني أعرف أنها مجاملة لطيفة منك، وأشكرك عليها. أما أهمية أن يتواضع الإعلامي فهذا أمر ضروري جداً، المهم ألا “يتضّع “، أو يتنازل أمام بريق النجومية لبعض المشاهير، وألا يخاف قول كلمة الحق لإرضاء غرور هذا النجم أو ذاك. كنت وما زلت أؤمن، أن الرأي دون شجاعة الشجعان، واللي مش عاجبو، بس يعجبو يخبرني!

 

(null)

مِنْ مدرسة مَنْ تخرّجتَ إعلامياً وماذا تعلمت؟

+ تخرّجت من مدرسة الحقيقة، وفزت بمعرفة الذات واحترامها وأهم مكاسبي كانت الثقافة، وبتقديري من لا يعرف ولا يملك المعرفة، لا يحقّ له إبداء الرأي. ولكن للأسف أغلب من يتمسّحون بالصحافة هم دون علم، وهم لا يعرفون ومع ذلك يريدون أن يفتوا، وأن ينتقدوا وأن يتفاصحوا، ودائماً أصرّ على القول إذا كنت لا تعلم فلا تنتقد ولا تعطينا رأيك. وخصوصاً إذا كان الرأي مبنياً على موقف شخصي لا أكثر.

هل الجمال هو بوابة عبور الضوء والشهرة للإعلاميات العرب وخاصة اللبنانيات؟

قد يكون الجمال بوابة من بوابات العبور إلى عالم التمثيل والدراما، لكن في الإعلام لا ينفع أبداً، فكم من مذيعة جاءت بجمالها، فخرجت بجمالها. وجمالها كان مفتاحا لخيبة وسخرية وملامة ونقد، وكمُشاهد بماذا ينفعني جمال المذيعة إذا كانت لا تفقه من موضوع الحوار شيئاً. وماذا يفيد القارىء إذا كانت الكاتبة جميلة ولا تعرف الألف من كوز الذرة؟ في الصحافة والإعلام الثقافة وحدها هي بوابة النجاح.

IMG_2487

هل تتابع الدراما السياسية في لبنان؟

أتابعها بكثير من الدقّة، نحن نعيش حياتنا بدراما يوميّة مؤلمة، لا نعرف متى بدأت ولن نعرف متى ستنتهي، وأبطال الدراما السياسية في لبنان، هم مجموعة من الانتهازيين واللصوص، والتافهين المحكومين لبعض الزعامات ذات الذكاء الشرير. نعم، زعاماتنا بمنتهى الذكاء الأسود. وتدير بعض الأغنام من نواب ووزراء ومسؤولين. وللأسف نحن نشاهد ولا نتدخّل أو ننفعل. لأن المخرج يضع خطّة سير الأحداث ونحن نشاهد فقط. وأسوأ ما في دراما السياسة، أن الحكّام يتشاركون بالحكم ولكلٍ رأيه المناقض. ولو كنا في دولة توتاليتارية، لكان الأمر أكثر استقراراً. كنا سنعرف رئيساً حاكماً مستبدّاً واحداً. أما أن يكون لنا كما هو الحال الآن عشر رؤساء وكل يستبدّ على طريقته، فهذه كارثة مستمرة ولا خاتمة سعيدة لها كما هو واضح.

لو فكرت العمل خارج لبنان أين تذهب ولماذا؟

تلقيت عشرات العروض منذ سنوات، ورفضتها لأني رفضت فكرة الهجرة من أساسها. حتى عندما سافرت الى فرنسا لإكمال تعليمي العالي، عدت فور انتهائي من الدراسة. لكني اليوم أفكّر جدياً بالسفر والهجرة، لكن إلى أميركا. وليس للعمل في الإعلام والصحافة، لأنني سأتركها للجيل الجديد المليء بالأميين والدخلاء، كما سأتركها لنقابة المحرّرين، وللذين سرقوا ويسرقون حقوق الصحفيين والمحررين الحقيقيين، بعدما أعطوها للدخلاء والذين لا مهنة لهم، فجاؤوا إلى الصحافة وحوّلوها إلى صحافة النميمة واللقلقة والسخافة.

????

إلى أميركا؟ ألست معارضاً للسياسة الأميركية؟

أعارض السياسة الأميركية بموضوع فلسطين وتأييدها للعدوان الإسرائيلي علينا كعرب. خلافنا مع أميركا محصور غالباً بموضوع تأييدها للعدو الصهيوني المحتل.  في ما عدا ذلك، أميركا  دولة متحضّرة تحترم الإنسان فيها. والقوانين تُطبّق على الجميع بدون تمييز أو واسطة.

هل أخذت حقك في مسيرتك الإعلامية؟

لم أدخل عالم الصحافة لآخذ حقي أو أعطي حقاً لأحد. الصحافة هوايتي وشغفي. وضميري تجاهها مرتاح تماماً، وخاصّة أنه ما من أحد يمكن أن يسجّل عليّ وأقولها بكل فخر وكبرياء، أني أخذت أيّة رشوة أو حتى قبلت أيّة هدية لأكتبَ رأياً مخالفاً لقناعتي. حتى الذين عملتُ معهم كمستشار  إعلامي، كتبت فيهم نقداً حرّاً، ولم يستطع أن يردعني أحد عن مثل هذا.

253

من ينافسك اليوم؟

ينافسني الصحفيون الذن يكتبون عن المشاهير وزيجاتهم وحياتهم الخاصة، لأني لا أستطيع أن أكتب في مثل هذه المواضيع الرخيصة، أنا أكتب نقداً مبنياً على معرفتي ودرايتي وثقافتي الفنيّة، وغيري  يكتب عن الزيجات والطلاقات والنميمة والشائعات من باب الثرثرة لا أكثر. وللأسف أغلب الجمهور يفضّل الحديث عن مؤخرة النجمة فلانه، على أن يقرأ عن أعمالها الفنية وأغانيها وأفلامها. أغلب جمهورنا ما زال في المؤخّرة، وهو يفضل أن يقرأ عن المؤخرة. والبوتكس والسيليكون.

ما رأيك في الدراما اللبنانية ومن يتصدرها؟

برافو أن الدراما ما زالت تحبو بعد غيبوبة طويلة. وهذا يعود لتشاركها مع السوريين والمصريين. نحن بدأنا نرى الدراما اللبنانية تتوسّع على الشاشات العربية، بفضل الممثلين السوريين والمصريين الذين شاركوا فيها. وعلى الممثلين اللبنانيين ألا ينكروا هذا الأمر، كي لا تعود الدراما السورية والمصرية لمقاطعتهم ويعودوا إلى الدراما المحلّية فقط. ومن يتصدّر الدراما المحلية؟ يتصدرها بعض الممثلات الجميلات، عندما حوّلن جمالهن إلى موهبة وإستطعن تنميتها لتصبحن ممثلات، وليس فقط عارضات مفاتن. والشباب أيضاً ينطبق عليهن هذا. مش عيب أن يكون الجمال أو الوسامة باباً لدخول الممثلين إلى الدراما، لكن العيب أن يظلّ هذا هو كل رصيدهم أو رصيدهنّ من فنّ التمثيل.

HDW4-7yy

نرى لك صداقات عريقة من فنانين وممثلين مصريين، ماذا تعني لك مصر؟

صداقاتي كبيرة، لأني أعتبر مصر هي قلب الوطن العربي الكبير. هي قلبه وروحه، وأنا مصري الهوى ، وإن كنت أؤمن أن كلّ بلد عربي هو وطني، فأنا أنتمي إلى سورية ومصر والسعودية والجزائر والمغرب والكويت والإمارات والأردن والسودان والبحرين وقطر وعُمان واليمن والعراق وموريتانيا وجيبوتي وجزر القُمُر وليبيا وتونس ، أنتمي إلى كل هذه البلاد كما أنتمي إلى لبنان. وأؤمن وأتمنى أننا يوماً ما سنحمل جواز سفر عربي، تماماً كما يحمل الأوروبيون اليوم جواز سفر واحد. مع أننا أحقّ بأن نحمله قبلهم، لأننا نملك روابط وأواصر أكبر بكثير تجمعنا وهي وحدة اللغة والتاريخ والمصير والقضايا والإقتصاد والمصالح المشتركة وللأسف تفرقنا المذاهب بكلّ غباء.  

هل يمكن أن تذهب يوماً ما إلى التلفزيون المصري؟

لي الشرف وسأكون سعيداً جداً، وأعتقد أني أعرف عن الفنون المصرية والموسيقى والغناء والسينما مثل أي صحفي مصري خبير، وربما أكثر. فأنا أعرف مصر كما لا يعرفها بعض المصريين.  

لماذا أنت بعيد عن الشاشة واخترت البقاء في عالم النقد الفني؟

ليس لديّ شغف كبير للكاميرا، وإن كنت لا أخفي أني تلقيت عروضاً لتقديم بعض البرامج التلفزيونية. وآخرها كان دعوة مدير المرئي والمسموع في شبكة أوربت المخرج نيكولا صبّاغه. لأعدّ نفسي لتقديم برنامج خاص على شبكة أوربت حيث أعمل حالياً من خلف الكاميرا. ولا أخفي أني قد بدأت أفكّر جدّياً بالموضوع.

عمّن تبتعد اليوم وممّن تقترب؟

أبتعد عن النمّام وطويل اللسان، واللي فاضي وبدو يعمل قاضي. أبتعد عن الكاذب والمتملّق والمنافق. أبتعد عن أبو وجهين، الذي في كل مكان له حديث يناقض كلامه في مكان آخر. وقناعتي دائما تتلخص في المثل القائل “عاشر الفهيم بتفهم، وعاشر السخيف بترخص” !

20150523_124545_3718

ماذا تعني لكَ عائلتك؟

زوجتي هي حبيبتي الدائمة وقطعة من قلبي وابنتي قطعة من روحي وكياني.

ما رأيك في المجلات الالكترونية؟

بعضها يستحق الإحترام تماماً كما يحترم عقل القاريء، وبعضها سطحي لا يستحق مجرّد النظر. والمؤسف أن أي سطحي يستطيع بتكلفة بسيطة أن يفتح دكاناً له. ويستمر ويبتزّ على راحته. وعلى الجميع أن يعي مسؤولياته الأدبية أمام الناس.

 

BCXL8xuCEAEZcOr

جمال فياض وبعض النجوم الأصدقاء

 

كلّما لمحتَ متطفّلاً في عالم الإعلام نراك تبرز قلمك كالسيف دون رحمة، هل ما زال هناك من يتقبّل تلك الصراحة الحقّة منك؟

أغلبهم تعوّدوا على صراحتي، لأني صريح بلا تجريح. والنقد يظلّ عندي محصوراً بالعمل الفني لا بالسيرة الشخصية والسلوك الخاص. للأسف المتطفّلون على مهنة الصحافة كثُر وأكثر مما يحتمل الوضع. وعلى جميع النقابات وخاصّة نقابة (المحررين والصحافة ومجلس الوطني للإعلام) أن يفعلوا شيئاً لتنظيم المهنة. لماذا ممنوع على الطبيب والمحامي والاستاذ الجامعي أن يمارسوا المهنة دون شهادة كفاءة، ومسموح لأيٍّ كان أن يعمل في الصحافة؟ أليس الصحفي يؤثّر في المجتمع وله دوره الهام على الرأي العام؟ الخطأ الطبي قد يقتل مريضاً واحداً، لكن الخطأ الصحفي قد يدمّر مجتمعاً برمّته.  

 

كيف تقيّم جائزة “موركس دور” كونك أحد أعضاء اللجنة التحكيميّة.

أعتقد أنها الجائزة الأقرب إلى المواصفات الصحيحة لاختيار النخبة من الناجحين. وإن كنت أرفض أحياناً، ظهور بعض الأسماء في الحفل الختامي ، التي تظهر فجأة دون علمنا، لأن المحطة الناقلة تريد أن تضيف بعض الأصدقاء لأسباب لم أفهمها بعد. لكني أراها جائزة تذهب غالباً، إلى مستحقيها.

كلمة أخيرة لمن توجهها؟

أوجهها للترحيب بمجلّة “إلّا “… وأراها تستحق المتابعة ، لأنها مبنيّة على وعي. وكما يقول الراحل عاصي الرحباني “الفنّ إبن الوعي”. وما أحوجنا هذه الأيام للوعي بكل شيء.

خاصّ – إلّا –

** جمال فياض/ إعلامي لبناني ومُشرِف برامج قناة الأوربت – لبنان

 

You may also like