image1

ذكرى الحربي كاتبة وشاعرة سعودية- الرياض

 

10 / 7 / 2007  الساعة 11.15   مساءً

مجد : أأنتِ هنا ؟

شاهدْتُ تصميمَكِ في الصحيفةِ  أمس.. كم إنّ روحَكِ تطغى على أناملك !!

 

ماريا : شكـراً .. وأنتَ , خيالُكَ يطغى على تصميمي .

مجد : هيّا متى تعلّمينني التصميمَ على الفوتوشوب ؟

ماريا : يكفيكَ ما تلمُّ به من تصاميم ، لماذا تريدُ المزيدَ منها ؟

مجد : لماذا غبْتِ عنّي طيلةَ الأيامِ السابقة ؟

لمَ لا تمنحينني شرفَ اعتذارِِكِ لأمنحَكِ شرفَ قبولِه ؟

 

ماريا : لا يا عزيزي , بل سأمنحُكَ الآن شــرفَ خروجي .

مجد : تعالي لا تذهبي أرجوكِ ، فقط كنتُ أمزح ..

ماريا : ———

 

مجد : لا تتركيني أتضوَّرُ حزناً بعد الآن أرجوكِ ، لا تغيبي وتتجاهلي كلَّ رسائلي

الإلكترونية تسوحُ إثرَ تجاهلكِ وحظرِك ، لا تحصريني في أنبوبةِ غيابِك ..

 

ماريا : ——–

 

مجد : هيّا حدّثيني , لوّني حياتي بقوسِ قزحِك ، أعيديني أرجوكِ ..

ماريا : ” يُسمعني حين يراقصني كلماتٍ ليست كالكلمات “..

مجد : لكنكِ لن تعودي لطاولتكِ بمجرّدِ كلمات ..

ماريا : إذاً ســأعودُ إليها بحفنةِ دوخات ..

مجد :لا  يا سيدتي, فأنـا أجيدُ الدهسَ على الأرجل , وقد تكونين مُثبتةً في مكانكِ طيلةَ الرقص .

ماريا : يا لدمِك !! تذكّرني بمن لا يجيدون النكتة ..

 

مجد : أيتها النــزقة ..إنما أريدُ فقـط أن أهيّئَكِ لمحادثتي , أشعرُ أني منذ زمنٍ

لـم أشاكسْ أعصابَكِ وأباغتْ نـزقك ..

 

ماريا : ومن قال إنكَ لا تتمركزُ في العصبِ الحسّي طوالَ الأربعِ والعشرين ساعة !؟

أرقبُكَ كيف تُنمّـــلُ مجملَ أطـرافي بتشويشٍ منقطعِ النظير، وأنا , محشورةٌ ما بين أعصابي وما بين قـرارِِ إفلاتِها .

 

مجد : هل سبقَ أن قلتُ لكِ إنكِ تجيدين تكريري كمـا يكُرَّرُ الماءُ المالحُ ليصبحَ

صالحاً ( للطفح بشراهةٍ بعد عطشٍ فادح ) ..ثمّ , بعد ذلك تتجرّعينني على دفعاتٍ من التتالي الممحق ..؟

 

ماريا : لكني في بعض الأحيان أغصُّ بملوحةٍ خانقةٍ تتبنّى فشلي بعناية ..!

 

مجد : لا تغيبي عني . إنّ غيابَكِ أشبهُ بانقطاعٍ مشيميٍّ عن الروح ..

تذكّري دوماً أنّ هذا الحبلَ السريَّ يربطُ روحينا بعلاقةٍ فارطةٍ في  التوغّل,

وأنا لا أجيدُ السقوطَ الاّ على رأسي .

 

ماريا : و رأسُكَ هو مبعثُ القلقِِ دائماً فلا تحزنْ عليه كثيراً .

مجد : لن أندمَ على ما قلتُ , لأني أحادثُ الروحَ بطمأنينةٍ فائقة. لن تنجحي في ذلك.

 

ماريا : ومن قال لك إني أسعى لذلك ؟

يكفيني سقوطُك على رأسِك، هذا بحدِّ ذاتِه يُعــزِّزُ لهجتي الحاليةَ معك.

هل تعرف أنّك كالمفردة ؟ هناك من يكتبُها دون تشكيلٍ فتكونُ مؤذيةً للقلبِ ,وهناك من يُشكِّلُها بطريقةٍ برّاقـةٍ زائدةٍ عن الحاجة , لدرجة أنكَ تشعر وكأنّ تشكيلَها يطفحُ من زواياها “بطشاش “.

 

مجد : بغضّ النظـرِ عن معنى التشبيه , سأنصرفُ لبلاغتِكِ فيه، فقد ذكّرتِني بأمّي,عندما كنتُ صغيراً , كانت تعاقبُني لمجرّدِ ارتمائي في أحضانِها و تمريغها بأكبرِ قدرٍ من اللعاب.

 

ماريا : وأنتَ كذلك بالفعل . تأتي مرةً واحدة .. وتنقطعُ مرات في تسلسلٍ رهيب .

وعندما تعـود ,تعود مُحمّلاً بالهدايا تاركاً اعتذارَكَ على عاتقِ الوقت، تجُسُّ المزاجَ

إنْ كان يحتاجُ الضحيةُ اعتذارَك أم هداياك . ثمّ ما تلبثُ أنْ تنهمـرَ بالبكـاءِ الباهتِ

لتستقطبَ الحــسَّ والشريان ..

 

مجد : تستمتعين بإفلاسي و كأنّ اللغةَ  انفرطتْ  مني دون نقاش .

ماريا : وهل يخلو بيتُ الأسدِ أيُّها الشاعرُ المخضرم ؟ إبحثْ عمّا يؤهّلُكَ لاكتراثي بك .. فقـد تجـدُ المفـردةَ المناسبةَ جـداً لقيصرية حالتِك. كمْ يهمُّني اكتراثي بكَ الآن، كما لم يهمَّني من قبل .

 

مجد : ولكنَّ الفيـضَ مُعـرّضٌ للكارثـة .. ولغتي أصبحتْ (مُستحقّة الدفعِ ) وأنا , لا أملكُ بطاقةَ ائتمانٍ منـاسبةً لإفلاسي أيّتها الحذقة ..

ماريا : إذن , حاولْ في المرّاتِ القادمة أن تتواكبَ ووضعَك أيها الفيلسوف.

مجد : أظنّكِ لا تقلّين عنّي براعةً في التحدّث، وتملكين قوالبَ رائعةً لتصبّي فيها ما طوّعهُ نبضُك , فتواصلين حرصَك على إمساكِ شهيّتي في الإبحارِ والتوغّل.

 

ماريا : تماماً  كما تحرصُ أنتَ على ســدّ شهيّتي النهمة لبـذخِ حديثِك باستمرار. تأكّد أنّي سأفلسُ معك فور إشهارِكَ لهذا الإفلاسِ العصيب.

 

مجد : ولماذا لم تتجاوبي مع ( إيميلي ) الهــادر، أيّتها الهادرةُ في دمي وشرياني؟

ماريا : أردتُ أن أحيــدَ قليلاً عن روحي .

مجد : وهل فعلتِ؟

ماريا : دوماً تبحثُ عن إجاباتٍ مُفخّخـــة، في الوقتِ الذي تعتقـدُ أنّك الوحيدُ القادرُ على صُـنــعِِ الأفـخاخ بمهارةٍ و إتقان!

مجد : على العكس, وأنتِ تدركين حتماً كيف أقــعُ فيه دوماً بمنتهى الحـــذاقـة.

ماريا : وأنـا الآن سأقــعُ في فخّ هذا النعاسِ المستنفـرِ في رأسي . تُصبـح على مـودّةٍ إذاً .

مجد : تصبحين على إشــراقٍ يُلهــبُ مُخيّلتَك أيّتها الخلاّقـة.

يتبع……….

خاصّ – إلّا

**مقاطع ستنفرد مجلّة – إلا – بنشرها  تباعاً من كتاب /تسجيل خروج /

للكاتبة السعودية “ذكرى الحربي”، والذي كان من المقرّر إصداره عن “دار الغاوون ” بيروت، إلا أنّ الدار لم تلتزم الاتفاق مع الكاتبة علماً بأنها قد سدّدت كامل المُستحقات المادية بالكامل، وعفّت عن اللجوء إلى القضاء لملاحقة الدار وصاحبها مكتفية بالاستياء والصمت.

جميع الآراء الواردة أعلاه تعبّر عن موقف كاتبها ولا تمثل موقف مجلّة – إلّا – نهائيّا..اقتضى التنويه.

You may also like