Home أقلام إلّامسـاهمـات الأزمة الوجودية للمدعو “زيوس”

الأزمة الوجودية للمدعو “زيوس”

by رئيس التحرير

 

???? ??? ???

عصام أبو زيد شاعر وكاتب جمهورية مصر العربية

  • 1 –

كبير الآلهة في المصيف

مع أولاده الصغار وزوجته الطيبة

يدخن في ملل

ويراقب الكلب الذي يتقافز في رأسه

كلب طيب آخر يتقافز ويموت

صعبة هي الحياة على الآلهة عندما تتكرر الأنماط

بلا طعم أو لون أو رائحة

حتى عشيقاته المنثورات مع الريح والرمل والمطر

يجلبن المزيد من الملل

أووووه… ماذا أنت فاعل بحياتك يا زيوس ؟!

وإلى أين يمكنك الصعود وأنت أغلقت السماء عليك ؟!

 

  • 2

نعم يا صديقتي نعم

اطلبي الرحمة لكبير الآلهة

فهو في أسوأ حالاته

ويتمنى أن يجد في الفندق

غرفة صغيرة

يجلس في الغرفة

ويسحب المستنقع السماوي الكبير

يسحبه مع ضحكات الضفادع الصفراء

والعشب الأسود المالح

يقول لنفسه معاتبا

لا يحتاج احد إلى السماء

كيف فعلت هذا ؟!

ثم يلوم نفسه كثيرا

ويحطم كأس الويسكي.

 

  • 3

في جولته العظيمة بين عشيقاته الليلة

تجرع الكثير من الألم

كان مندهشا و هو يضحك بكل هذه الفتوة والعرامة

كأنّ سيفا حادّاً قطع رأس الحزن، وترك الجسد يتلوى

كان سعيداً لأنه تجاوز حدّ الغفران لنفسه أو لغيره

وأصبح مسموما عن آخره بلوثة لا شفاء منها

لا يعرف بالضبط مكمن الألم

ومن أين يخرج هذا الصوت الرهيب

كأنه صوت ماكينة تكسير الحجر

في المنجم القريب من رأسه

وكلما صافح إحدى عشيقاته

رأى وجهها يسيل ويتبدد

ويتحول إلى رغوة تجف على الأرض

قال لنفسه ربما أنا في أحد كوابيسي

كوابيسه المكتومة التي

يقول كاذبا إنها غير موجودة.

 

  • 4

لم يعد يعنيه أنه يعمل ضد نفسه

وأن أفكاره حول الخطيئة تغيرت تماماً

وأنه أخذ الحرية من أبوابها الواسعة

حتى تكسرت جميع الأبواب

ثم إنه لم يعد يخشى وقوفه أمام المرايا

ما يراه لن يجلب الرضا

وأيضًا لن يجلب التعاسة.

هو في الأغلب ينزلق الآن تحت جلده

ويستكشف اللحظات المقطوعة من الزمن

ويجمعها بين يديه

ثم يعود بها إلى الخارج

حيث الصهد والأمنيات والفزع.

 

  • 5 –

هو أصلاً شخص ملعون

وجوده في الأعالي لم يمنحه شيئاً

وكلما هبط إلى صالة الفندق

اكتشف ضآلة ما يسعى إليه

لن يقف إلى جواره أحد

ولن يغادر أبداً منصة الحزن الكثيف

هو أصلاً يلتصق بالمنصة ليشعر أنه حقيقي

ولكنه في صميم روحه لا يعرف الحزن

لأنه في الأغلب أحمق

وذراعاه تتطوحان مع موسيقى لا يحبّها أحد

وكثيرًا ما رأيناه يرقص فوق الشاطيء

ممسكا في يده بعلبة الكولا.

 

عصام أبو زيد/ شاعر وكاتب جمهورية مصر العربية

خاصّ – إلّا

You may also like