Home ضيوف إلّا أرفض جميع مراحل “الربيع العربي”، الذي أوقع الجميع بأزمات أكبر من مفهوم تحرر الشعوب من القادة الديكتاتوريين في العالم العربي

أرفض جميع مراحل “الربيع العربي”، الذي أوقع الجميع بأزمات أكبر من مفهوم تحرر الشعوب من القادة الديكتاتوريين في العالم العربي

by رئيس التحرير

ماتيلدا فرج الله سليلة الينابيع

“ماتيلدا فرج الله “، من صُلْبِ الصخر هي وصلابته، انبثقت وكأنّها أميرة من سلالة الينابيع، امرأةٌ أعدّت عدّتها للريح، وانطلقت تتحدّى الآفاق، أينما حلّت فهي الرقم الأول، وأينما كانت وجهتها، كان الضوء المُبهر خادمها المطيع، تعرف متى، وتعرف كيف، وتعرف ماذا، لكنها لا تعرف المُستحيل، تقول لتفعل، وعندما تفعل يكون الأثر الأكيد بصمة تعقبها البصمة، هكذا تراكمت نجاحاتها، وهكذا قرأ من عرفها.. سيرتها البهيّة بشغفٍ وتوق…

عندما هاتفتني للمرّة الأولى قبل عقدٍ ونصف من الزمن تسألني عن موعدٍ للقاء، كان الالتزام أعلى نبرة في صوتها، نبرة جعلتني أصدّقُ عمق جدارتها الواثقة وهي تحاورني، جعلتني أؤمنُ بقدرتها البليغة على تكسير الجليد من حولي، حين شاءت أن تخرجني من ثلاجة الوقت والانتظار، ضاربة عرض الحائط  بجميع التكهّنات المعلنة بوجوب اغتيالي المعنوي، وإحالتي إلى السراب، وكرّت سُبحة اللقاءات بيننا ضمن دائرتها المتوهّجة أينما حلّت من شاشة إلى أخرى، حتى سألتها إلى هذا الحدّ أنتِ تشهدين لقلمي؟ فأجابت: أنا أشهد لكِ، هكذا هي إعلامية من طرازٍ فريد، تُخلصُ لشغفها فتلاحظ ما يُوجب المُلاحظة، التي يتغاضى عنها الكثيرين، وتحترم حميميّتها الشخصية فتدرك قيمة الحوار مع الآخر، وتولي عنايتها لمرآتها فتتصفّح كلّ ما ينبغي حتى تُضاعفَ أبعادها بكلّ ما أوتيتْ من أبعاد، لم تعرف الغرور على الرغم من أكداس الأوسمة التي زيّنتْ وجدان مسيرتها التي تفيض منها كامل عبارات الإسهاب والإطناب والتأييد التي أكسبتها روح النشوة بمنتهى البشاشة على الدوام، لم تبخل يوماً بابتسامتها الودود على أحدٍ، وزيراً كان أم غفيراً أم عابر سبيل، إنها على الدوام هي، وبجميع المحافل هي، وبجميع المواقف هي، عندما قُدّرَ لي هذا اللقاء معها، بحكم الصداقة أولاً، وبحكم المودّة دائما، وبحكم مشاطرتها العمل في مجلتها ” sinye” التي تَصْدُرُ منذ سبع سنوات وتحتلّ مكانتها اللائقة بين الإصدارات في مدينة الحرف والَحرفة الإعلامية بيروت، كنت على قَدْرٍ وافٍ من الغبطة، لأنّ الحوار معها تكامل وبناء وإضافة، فأوجزت لهفتي بلملمة السؤال ما أمكن كصحفيّة مبتدئة تعشق مهنتها وترهبها في آن، ليكون لي متّسع للاغتراف من بيانها الرصين وفكرها المتّقد وحضورها الأخاذ الذي سيلمسه القارىء تماماً كما تبدّى لي مباشرة ودون مقدّمات…

تقديم وحوار / غ. س

 

 

 

 

غ – ماتيلدا فرج الله، شخصية بمنتهى الرقّة، تماماً كما هي بمنتهى القوّة، كيف اكتسبت هذا المزيج الذي صنع طبيعتك؟

 

م – معك حقّ أنا مزيج مما ذكرتِ، ربّما لأنّ جنسيتي هي خليط لبلدين مختلفين فأنا بالأساس عراقية، واكتسبت الجنسية اللبنانية بعد زواجي، فأنا امرأة بوطنين، كلاهما يرزحان تحت المعاناة، وألم الوطن الواحد كفيل بصناعة الانسان فما بالك عندما يكونا اثنين، بالتأكيد هما من صنع عمقي، وكل ما تبقى تفاصيل، أمّا الضوء والكاميرا والشعور بالامتلاء كل ذلك لحظات عابرة بحياة الإنسان.

 

matilda 2

غ – سميتِ العراق وطن، هل سبق وزرتيه لهذا الوطن واختلطتِ بيومياته؟

 

م – طبعا أنا لي أهل بالعراق، وزرتهم من بعد سنوات لم أكن أعرفهم فيها، فعندما كنتُ طفلة أخدنا أبي إلى  العراق بسنة ال 75، وكانت صورة الأهل بعقلي، باهتة وضبابية، إلى أن عاودت زيارتهم وأنا على نضج وخبرة وعمر،شعرت كأنّي أكتب قصّة ما، ولستُ أنا التي تعيش ذاك الواقع فعلاً، جزء منهم ب”السليمانية” وجزء آخر في “إربيل ” وتعرّفت لبعض الأفراد من العيله والأهل.

غ- هل عشتِ معهم الحنين، وعشتِ النوستالجي ؟.

م- ملامح عمتي هي ملامح أبي، شعرت بذاك الوجه الضايع من تاريخ حياتي كله، أعرفه ولا أعرفه، وخاصّة أني لم أتعايش معه، لذلك أؤكّد أني شعرت بكتابة قصّة حزينة، لا علاقة لها بلحظة واقعية.

 

غ – ماتيلدا فرج الله الإعلام رسالة، ماهي رسالتك الشخصية للإعلام ؟

م- أن نحافظ على الحدّ الأدنى من المصداقيّة، لن أقول مصداقيّة كاملة لأن جميعاً وقعنا بمتاهات المصالح، وتجاوزنا فيها خطوط الحمر إكراماً للمؤسسات التي نعمل بها، لهذا لايمكنك البقاء ببيتك وتتمسكين بالقول: أريد مدينة أفلاطون، لا بدّ أن تعيشي ضمن واقع معين وتجاريه، لكني أقول: لا يزال  ثمّة هامش لئلا نكون ببغاء لمصالح الآخرين.

 

matilda 3

غ: حتى تخلقي توازنك الداخلي وتتصالحي مع الوسط هل تتخيلين أنّ الإعلام حقل ألغام، لتبدأي، أم هناك خطّة أخرى لمسيرك؟

م – فعلاً الإعلام حقل ألغام ليس متصالحاً مع أحد، الإعلام هو جملة مشاريع سياسية متنقّلة بالوطن العربي، فقد الجميع فيها رسالته الإعلاميه، فأصبحت المنابر التلفزيونية بمجملها، جزء أساس لا يتجزّء من تكملة المشروع السياسي، لذلك عليك أن تكوني فعلاً بحقل الالغام، الأمر الذي يشدّك له، أو أنه قادر أن يشوّه صورتك، أو قادر على جعلك إنسانة غير موضوعيّة، قناعتك أنك بحقل ألغام، بهامش ضيّق جدّاً من الموضوعيّة، التي لا أحد يطلبها منك أساساً، إلا أنّ كرامتك، ونظرتك لنفسك كمهنية، هي التي تفرض عليك كل النهار لتحاربي، كي تحافظي عليها.

 

غ- هل تشعرين بانحياز، لفئةٍ أو فريق دون آخر، يعني هل لك موقف سياسي معلن، وأنت صاحبة وعي معروف لدى الجميع؟ .

 

م- أبداً لا أتحيّز لأي فريق، “قرفانه ” من كل الطبقة السياسية بلبنان، لأنها ما قدّمت سوى وضع مهزوز غير مستقرّ بشيء، أمّا الوطن العربي فهو بلون رمادي تماماً اليوم ولا أحد يستطيع أن يقرأ أي تفاؤل باللون الرمادي.

 

غ – هل تعتقدين أنك خبرتِ وجهات نظر جميع الأفرقاء؟.

 

م- يكفي أّنّي جرّبت حياتي بهذا الوطن الذي لم يُبنى بعد، هذا ما جربت، ربما في موقف ما تشعرين أنك تعاطفتِ بهذا الموقف، ورفضتِ غيره، لكن هذا لا يعني أنّك، مع الانسياق الكامل لجهةٍ دون جهةٍ أخرى، كل منّا يشعر بلحظة معينة أن منطق هذا الفريق يتماشى مع عقله، أكتر من منطق آخر، لكن على الهواء المهنيّة تحتّم عليك عدم إظهار شعورك كجزء من مشروع ضدّ مشروع آخر، وهذا ما ألتزمه بعملي عادة.

IMG_2887

غ: لبنان المقسّم لطوائف ومذاهب وفئات سياسية هل في تحزّبت في يوم من الأيام لفئة أو أخرى ؟ .

 

م – لا يمكن أن تكوني إعلامية حقيقيّة، وتتحزّبين لفئةٍ أو لأخرى، لا يمكن للمحاور أن يخوض حوار بخلفيةٍ حزبيّة، يمكنكِ أن تكوني صاحبة قلم، تكتبين مقالاً في جريدة وقتها لديك الحرية لتقولي الموقف الذي يمثلك، امّا كإعلامية، فالانحياز لطرف يصفق يخلق طرف يكره بالمقابل، الأمر الذي يجعل الإعلامي عرضة للإتّهام والإدانة بعدم النزاهة ومعلوم وقتها أنّه مجرّد بوق رخيص مهما كان حجم الرشوة التي قبلها لتمرير المشروع السياسي الهادف باصطياد المتلقي وخاصّة عندما تكونين إعلامية فجريمتك أفدح، فالأنثى مطلوبة في الإعلام، وقلّة هنّ من استطعن احترام أنفسهنّ فعلاً، لهذا بحياتي لم اقتنع أنّ الأحزاب يمكن أن تصنع شخص مثلي.

 

غ – الرجل بحياتك هل كان داعماً أم كان عائقاً؟ ومامحلّه من الإعراب في حياة ماتيلدا فرج الله؟

 

م –  بتقديري لو لم يكن الرجل هو الداعم فعلاً، ما كنت نجحت بشيء، لأنه مهما توفّر لدى المرأة من طاقات وكان هناك رجل يقف ليحاربها أو يعيق خطواتها، فستسقط حتماً، وخاصّة عندما تكون عرضة للتخيير بين العيلة والبيت، أو المهنة وحرّيتها وطموحاتها، لهذا أقول أنا عندي رجل استثنائي بالحياة، ولو رجعت للوراء عشرين سنة للحظة زواجي، لن أختار غير الذي عشت معه عمري كله، لأنّه عزّز أنانيّتي عزّز طموحي عزّز إحساسي بالحريّة، بعكس الكثير من رجال الشرق فالرجل هنا، يريد من المرأة فقط، أن تخضع لملذاته الصغيرة، وفي المقابل يحرمها من استقلالية كيانها ومن تحقيق أبسط طموحاتها.

غ – وأنت في غمرة الشهرة والنجاح، هل لاحظتِ هذا الرجل الداعم قد انتابه شيء من الغيرة أو شي من الندم؟.

م : أبدا.. بسبب كوني امرأة عقلانية أولاً، ثالنياً لأني ولا مرّة حملت الشهره معي إلى حيطان بيتي، أنا أترك الشهره خارجاً، وعندما أفتح بمفتاح البيت أكون ماتيلداالانسانة المسالمة المتلقية لريح كل أفراد عائلتي ولديّ هاجس دائم أن يكون الجميع فرحين لانهم أعطوني ودعموني بما فيه الكفاية من الوقت الذي يجب أن يكون لهم بالأساس، أحاول دائما ألا أكون صاحبة قرار في البيت بل أتركهم يقررون عني ليفرحوا بقراراتهم، وكلّي قناعة أنّ الشهرة حالة تافهة وعابرة والحقيقة هي أساسات البيت التي صنعتها مع أولادي.

 

matilda 1

 

غ – ع ذكر الأولاد في مسافات بينك وبينهم مسافات اعلامية كبيرة وواسعة، يا ترى خلقت شي نوع من المداميك والحواجز بينك وبينهم ؟.

 

م – بالعكس تماماً، والحديث هنا ينطبق على ابنتي //ليا  لأنّ “ورد ” بعده بعمر بعمر -14 – بعد ما بتعرفي أي نوع من التواصل الناجح معه، لكن “ليا “عمرها 23- سنة أستطيع القول أنه يوجد أجمل نوع تواصل بيني وبينها، والمجال المهني أعطاها الفخر بأمّها، حتى لو يأخدني منها بكثير من الوقت لكنّها متفهّمة وراضية.

غ : ماذا أخذت “ليا ” من والدتها ؟.

م: أخدت الطيبة، أخذت التواضع العميق، ليس لأني متواضعة بل لأني أملك فلسفة في الحياة، فنحن  بالآخر  كلّنا تحت التراب، و مهما أعطتنا الحياة، من تفاصيل إضافية، نعيشها بفرح من دون ربح جميلة الناس، أيضاً أخذت ليا مني السلاسة بالتعامل مع الناس، رغم أن الناس تعتقد أني شرسة أو قوية، ربّما أكون هكذا بالمهنه لكن أختلف على صعيد علاقاتي الإنسانية.

غ- علاقتك بالأهل كيف هي؟

م- أمي وأخواتي ووالدي الله يرحمه، وما بقيلي غيرهم وعلاقاتنا متماسكه جداً جداً، نحن جسد واحد، وقلب واحد، وروح وحده.

 

غ: اختك “كارن عابد” هل لك دور بوصولها لمراحلها الإعلاميه المتقدمه ؟.

 

م – بحسّها تحمّست وقت شافتني منغمسة بالإعلام، لكن كارن عندها استقلاليه بشخصيتها، وعندها عقل كتير قوي، وعندها ثبات بطموحاتها، تحب هذا المجال فانطلقت فيه، عبر مجال آخر إخباري مختلف.

 

غ- مجلّتك الخاصّة “سينييه ” هل كانت منبراً رديفاً للمنابر التي اشتغلت فيها أو كانت منبراً تعويضيّاً للمنابر التي خسرتيها، أو ستخسرينها في المستقبل؟ .

م- اعتبريها منبراً لو شئتِ، لتراكم التجربة، هي منبر ليقول أني لا أخضع لمصالح الآخرين، بل أخضع لقناعتي الشخصيه دائماً، اشتغلت بمنابر يقولون فيها هذا خط أحمر لا يحقّ التعاطي معه، ولا يحقّ السؤال عن السبب، إذ ثمّة مصالح تتعارض مع قناعاتي، يمكن أن تسبب خلافات مع سياسة المحطات، لهذا عملت المجله لأقول هذا هو الاعلام الذي أريد، وهؤلاء هم الأشخاص الذين أريد تسليط الضوء عليهم، هؤلاء الناس هم من أقتنع بهم، لهذا كانت سينييه خلاصة حلم صغير ولا أعلم كم يمكن أن نستمر فيه، وذاك هو التحدّي، فنحن في ظروف مخيفة إعلانيّاً، والاسواق شبه خاوية حالياً من الإعلانات، ولبنان يعتبر دائرة مصغّرة لسوق مشلول، نتيجة وضع اقتصادي متدهور، ومع ذلك طالما لا يزال الحلم يمشي وإن شوي شوي فأنا بألف خير، وإن شاء الله أستمر بهذا الحلم الصغير.

 

غ- حالياً هل يمكنك التفاؤل بالنسبة للأوضاع بالعالم العربي عموماً، وبالنسبه للبنان تحديداً؟ .

 

م- لستُ متفائلة لسوء الحظ لأني أرى الأمور تتعقد أكثر فأكثر، ولبنان للأسف ينزلق أكثر فأكثر إلى ما يجري في سوريا، رغم كل شعارات النأي بالنفس خلال الفترة الماضية، وكل ما يجري في سوريا يفرض الانخراط بصميم الأزمة التي استجرتنا لها لأسباب عديدة، لذلك أنا أتخوّف من وضع متدهور أمنيا أكثر مما نتوقع.

 

غ-  هل مخاوفك بسبب الحركات المتأسلمه التي تحاول أن تفرض وجودها ع الساحة العربية؟.

 

م- أصلا هذه الحركات وجودها جاء رد فعل على وجود أمور أخرى وأنا لا أبرر وجودها بالتأكيد، لكن لا بدّ أن نسأل عن أسباب وجودها، بهذا الوقت بالذات، ولماذا طلعت اليوم على السطح بهذه القوّة، ولماذا هذه الحالات التكفيرية لم نكن نراها في السابق، حتى لو كان لها وجود لكنها لم تكن ظاهرة بهذه الطريقة المُستفزّة، ولم يكن بوسعها أن تفتعل أمور أمنيه مترديّة مثلما تفعل اليوم، ولا شكّ أنّ الأحداث السياسيه أوجدت هذه الحالات، وأنا طبعاً أرفضها، وأرفض كل ما يحصل بالدول العربية، وأرفض جميع مراحل “الربيع العربي”، الذي أوقع الجميع بأزمات أكبر من مفهوم تحرر الشعوب من القادة الديكتاتوريين في العالم العربي، ولي طلب واحد في كلّ ما يجري هو ترك الدول العربية تعيش مراحل التغيير بنفسها، وكفى ضغطاً على قراراتها الداخلية، والهدف الواضح مما حصل هو أن تظلّ مناطق وشعوب مفككة ومجتمعات فوضى يصعب إصلاح أوضاعها.

غ- ماذا تودّين أن تقولي كلمة أخيره لمجلّة “إلّا “؟.

م- مشكورة جدّاً صديقتي لأنك جئت باكراً جدا لنعمل هذه المقابله أعلم أنّك نؤوم الضحى، وأقول لمجلّة “إلّا ” بتمنالها الاستمرارية لأني أفهم تماماً ما معنى الواحد يحافظ على مجلة بزمن انحدار إعلامي وإعلاني رهيب وأعلم أنّك تشقين طريقك أن وإلا عبر الصخر وهو طريق ليس بالسهل أو اليسير، لكنّي على ثقة بشعلة النور في داخلك التي تضمن لك قوّة الإرادة على الأقل، ولا بدّ أن تجدي من يفتح لك الطريق أنت وإلا ولو بعد حين، كما أتمنى للشعوب العربية مراحل أفضل مما هي عليه الآن، وربيع عربي بالمعنى الفعلي للكلمة، حتى تخرج من كل المطبات التي يعيشها اليوم أهل لبنان وجميع أهل الوطن العربي.

غ- برأيك هل يمكن للأنترنيت أن يزاحم الإعلام الحالي المقروء والمرئي؟.

م- الأنترنيت اليوم يزاحم كل شي، ولا تنسي أن النت وكافّة وسائل الإعلام الالكتروني، أصبحت منابر مستقلّة، لكل إنسان قاعد ببيته، وكل إنسان عادي وأقل من عادي، أصبح قادراً أن يصرخ على طريقته ويعترض على طريقته، لذلك أقول وبثقة تامّة، يمكن للإعلام  الألكتروني أن يلتهم كافّة وسائل الإعلام الراسخة والمكرّسة في الساحة الإعلامية.

 

غ- برأيك هل يجب أن يكون ثمّة رقابة إعلامية على النت أو الأفضل أن تظلّ مفتوحة والزمن هو الذي يغربل؟ .

 

م – برأي لازم تفضل مفتوحة لأنّ هذه المنابر متنفّس حقيقي للبشر، ولا يجب أن تكون مضبوطة، بل تبقى مفتوحة على الأقل يشعر الشعب العربي الذي يعيش المأساة بكل مكان، بأنه قادر أن يتنفّس من مكان ما، ولا تنسي أنّ شعاع التغير انطلق من النت فكم من المهم وجود وسائل الإعلام الالكترونية أن تتوفر في حياتنا.

 

غ-  ما هي النقطه التي تحبين أنتِ شخصيّاً التركيز عليها وفاتتني؟.

 

م-  ما عندي أي شيء إضافي، أشعر أنك سألتِ كل أنواع الأسئلة، الخاصة، والعامة، فقط أريد أن أنصح زملائي بالمهنة أو الجيل الجديد الذي ينخرط في المهنة، الأحلام التي يحلمها الصبايا الصغار اللواتي يتخرّجن من الإعلام يمكن أن تتكسّر على أرض الواقع، وليس من المهم أن يعملن بالإعلام للبحث عن الشهرة، وقتها ستصبحن مجرّد أرقام عابرة تصعد بسرعة بفضل إعجاب الجمهور العربي، لهذا يجب أن يحلمن بشكل جيد ويتحصنّ بالعلم، وبالثقافة، والتجربة، وعيب ثم عيب، أن يدخل الجسد بلعبة الاستهلاك التي نراها اليوم بمعظم الشاشات والقنوات والبرامج.

 

 ماتيلدا فرج الله- إعلامية لبنانية وصاحبة مجلة “سينييه “.

خاصّ – إلّا

 

 

 

 

 

 

 

You may also like

3 comments

سمر عبد الرحمن 03/08/2015 - 9:11 صباحًا

لقاء جميل مع اعلامية تميزت لانها متصالحة مع نفسها
لم تمشي خلف اشياء مبهمة بل راقبت واستكشفت واخيرا ابدت رايها

لارا 06/09/2015 - 9:56 مساءً

موقعكم جميل وحواراتكم مميزه جدا بأسئلتكم الغير مكرره
نتمنى عليكم اجراء لقاء مع الشاعر والملحن المبدع نقيب الموسيقيين بلبنان الفنان مروان خوري

رئيس التحرير 09/09/2015 - 12:16 صباحًا

تحياتي لارا.. شكراً لرأيك اللطيف، والسؤال هل تضمنين لنا قبول العزيز مروان خوري الموافقة على الحوار وقتها لن نتأخر أبدا.

Comments are closed.