من الأمم المتحدة إلى الشعوب المتحدة.. الفيتو خنجر العدالة في خاصرة الإنسانية

حسان القاسم- عمّان

لعلّ أكثر ما يلفت نظر المطالع لكتاب “من الأمم المتحدة إلى الشعوب المتحدة”، تركيز مؤلفه الدكتور
طلال أبوغزاله على قضية “الفيتو”، وتمسّك المفكّر العربي بمقترح إلغاء “الفيتو”، باعتبار ذلك أهمّ
ضمانات سيادة العدالة العالمية لكلّ الدول.
وتحت عنوان “عدالة للبعض فقط”، يشير الدكتور أبوغزاله إلى أن “الفيتو” طالما أفشل الكثير من
مشاريع القرارات التي بحثها مجلس الأمن، حتى أنه شلّ قدرة المجلس على ايقاف أو منع النزاعات،
الأمر الذي أدى لتشويه صورة المجلس وشجّع في بعض الأحيان الدول الأعضاء على تجاهل القوانين
الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
والحقيقة أن المتابع للأحداث التي يشهدها العالم خلال السنوات والعقود الماضية، يُدرك جيّدا أن الدكتور
أبوغزاله قد وضع يده على الجرح تماما، فطالما أفلتت الدول والكيانات والأنظمة المجرمة من العقاب لا
لشيء إلا لكونها تحظى بدعم من أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، في حين تتم معاقبة الدول
الضعيفة والتي لا تملك حليفا بين الأعضاء الدائمين بسرعة مريبة!
ولعلّ أحد أبرز النماذج الماثلة أمامنا اليوم، ما يعيشه الفلسطينيون من حرب إبادة جماعية يشنّها جيش
الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، دون أن يتمكّن مجلس الأمن والأمم المتحدة من اتخاذ أي قرار يُجبر
فيه الاحتلال على وقف تلك الإبادة الجماعية، والسبب الواضح للجميع هو استمرار الولايات المتحدة
باستخدام “الفيتو” في وجه أيّ مشروع قرار يستهدف إنهاء تلك الحرب!

خاص – إلا