للثقافةِ السوريّة.. وزير، وللإلتباسات المُغرِضة ألف تأويل وتأويل..

أكثر من عشرة منشورات، ومنها لكتّاب عرب، قرأتها في صفحات الأصدقاء، تنتقد وزير الثقافة السورية الجديد محمد صالح لأنه قال في كلمته ” …. دمشق لنا إلى يوم القيامة”، لم ينتبهوا إلى ما أوضحه حين قال ” حين نقول دمشق لنا، نقول سوريا لنا، وهذه استعاضة بالبعض عن الكل. حين نقول لنا فنعني أنها للجميع عرقاً ولوناً ومبتدأً ومنتهى”.
إلاّ أننا ما زلنا نقيّم على طريقة من يقرأ “…. لا تقربوا الصلاة….” ويقف من دون أن يتابع قراءة بقية الجملة ” وأنتم سكارى” التي من دونها لا معنى للنهي في الجملة القرآنية. وكأننا كسوريين صرنا مهرةً فقط في التصيّد ، وغالباً يكون التصيّد خطأً.
المشكلة الثانية في استنكارهم أنه قال دمشق ولم يقل سوريا، رغم أنه أوضح أن الجزء يختصر الكل، وهذه لم يبتكرها الوزير فهي معروفة وشائعة، وكلنا نقول مسافرون للشام ونعني دمشق، فهل دمشق هي كل الشام؟! ثم إن الرجل أوضح ذلك، فهل لا تجيدون الإصغاء؟!
المشكلة الثالثة نبهت بعض المنشورات أنه كان يجب أن يكون الوزير مختصاً بالآثار ليحافظ على آثار سوريا ويهتم بها لما أصابها في الحرب من تخريب وسرقة. ومن استنكر ذلك نسي أنه لدينا مديرية عامة للآثار والمتاحف يتولاها عادة أحد الاختصاصيين، وليس بالضرورة أن تكون هذه مهمة الوزير.
ثالثاً ولأنني دائماً أُتهم بأني أدافع عن العهد الجديد سأقول أنا لم تعجبني كلمة الوزير ولا أستبشر به خيراً لكن ليس من باب مآخذكم بل من باب أن مفهوم الثقافة لديه كما قال :”هي ثقافة عمل الخير والإحسان، ثقافة التآخي. العمل البنّاء لا يمكن بحال من الأحوال أن نذهب إلى ترف المعرفة في وقت تسود فيه الحاجة ويسود فيه البؤس، لا بد أن تتوازى الثقافة مع العمل الإنساني من أجل أن تكون بناءةً….”. وهذا ما غفلتم عن التنبّه له والإشارة إليه، ولذلك أقول اعذرني سيادة الوزير فوزارة الثقافة هي لإحياء سلطة العقل وتفعيلها من خلال كل أنشطتها لعلها تساعد على كسر حدّة اليقين التي في أذهان الناس، ولرفع مستوى وعي الإنسان من خلال الفن والأدب، لتحقيق الثالوث المقدس “الحق والخير والجمال”، ولن يتم ذلك إلاّ من خلال السخاء بالإنفاق الثقافي. أمّا الإخاء والمسامحة هما من وظيفة وزارة الأوقاف وبقية أماكن العبادة، ومن اختصاص وزارة التربية في إشاعة خطاب كهذا ضمن المناهج.
فكيف نعوّل عليك وأنت تعتبر المعرفة ترفاً؟!
خاص – إلا
Share this content: