×

وإنّ غداً لناظره قريب

وإنّ غداً لناظره قريب

IMG-20240213-WA0016 وإنّ غداً لناظره قريب
الرئيس سعد الحريري والسيد بسام عفيفي/ كاتب لبناني رئيس تحرير مجلة الهديل اللبنانية – بيروت

ننتظرك يوم الجمعه 

غداً سوف يقول الرئيس سعد الحريري ما يعتبر أنه يتوجب منه وطنياً أن يقوله.. سوف يحدد موقفه الوطني والسياسي وذلك بعد صمت عن الكلام السياسي قرر الالتزام به لأسباب قد يكشف عنها أيضاً الحريري غداً.

أغلب الظن أنه سيقول ثلاثة أمور هامة:

الأمر الأول: لماذا صمت عن الكلام السياسي في الفترة الماضية؟؟.

والأمر الثاني لماذا قرار العودة للكلام السياسي الآن؟.

والأمر الثالث وهو الأهم، ماذا عن هذه اللحظة السياسية كما يراها الرئيس الحريري، وكما يعرف عنها؛ وماذا عن المستقبل لجهة كيف سيقاربه عملياً وسياسياً ووطنياً؟؟.

اللبنانيون ينتظرون خطاب يوم الجمعة الذي يمكن للمراقب أن يضع له أكثر من عنوان: “خطاب الاستمرار” وبالتأكيد ليس خطاب العودة لأن معنى الغياب لم يكن موجوداً في صلة الناس به.. وأيضاً عنوان “خطاب العهد” كون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري تعني أن التضحيات الوطنية ليس لها حدود وستبقى إرثاً وطنياً مستداماً للمدرسة الوطنية الحريرية..

لا شك أن اللحظة السياسية الراهنة فيها الكثير من الأسباب التي تجعل الرئيس سعد الحريري يضع نقطة على آخر كلمة في سطر تعليقه نشاطه السياسي؛ وذلك لمصلحة أن يبدأ بوضع حبره الوطني في مجهود صياغة نهضة لبنان والدولة والاقتصاد والأمن، الخ..

IMG-20240213-WA0016 وإنّ غداً لناظره قريب

لقد دعا الرئيس سعد الحريري اللبنانيين كي يسمعونه يوم الجمعة؛ حيث كلامه سيكون صدى لمعنى الموقف الوطني لنهج الحريرية الوطنية التي تدعم كل جهد مخلص يهدف للخروج من الشلل، بغض النظر عن أية حسابات ضيقة وأنا

.. لو أن الرئيس ميشال عون مد يده بصدق لمقترح سعد الحريري آنذاك بتشكيل حكومة كفاءات ونوايا وطنية حسنة وإرادات إنقاذية لكان لبنان اختصر وقتاً ثميناً ولكان لبنان حقق منذ ذلك الوقت ما نحن في بدايته الآن.

ولكن سعد الحريري لن يقف عند “مربع لو”، سوف يضع طاقته الوطنية الفعالة في خدمة الدفع بحالة التفاؤل القائمة اليوم بعد انتخاب الرئيس، جوزاف عون، إلى الألا شك أن وقوفه يوم الجمعة على منبره السياسي سيعني الكثير محلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً؛ ذلك أن الرئيس الحريري هو زعيم سياسي بأبعاد جوهرية كثيرة وعديدة؛ فهو على المستوى العربي يعتبر رسالة تفاعل عربية في لبنان ومن لبنان إلى العرب.. وهو على مستوى المشرق يعتبر جسر تواصل بين متوسط مفتوح على أوروبا ومتوسط تتمركز فيه حركة المد والجزر الثقافية والحضارية والسياسية. وهو أيضاً وأيضاً ضمانة اعتدال السنة داخل عروبتهم وداخل زخم انفتاحهم كأمة على الآخر بكل أبعاده..

إن المعنى السياسي لسعد الحريري يشكل بحد ذاته إجابة عن سؤال جيوسياسي يطرحه على دول المشرق ومجتمعاتها المتنوعة التطور السوري الأخير والمستجد؛ وهو أيضاً ضمن نفس هذا السؤال، يشكل إجابة لبنانية ثمينة تحقق توازنه السلمي والوئامي داخل احتمالات الأحداث الداخلية والإقليمية المتوقعة مهما كانت اتجاهاتها.

في التوقيت الصحيح يقف الزعيم على منبره السياسي وعلى منبر الشعب الوطني، إنه سعد الحريري الزعيم الوطني المعتدل والوسطى والمنحاز لمشروع استعادة الدولة وإنقاذها من المحاصصة وأنانيات السياسات الشعبوية والمضحي من أجل السلم الأهلي ومن أجل تغيير سلمي واع وجذري متدرج إصلاحي ومنفتح على حقوق الجميع وليس انتقائياً مجتزءاً وفاعلاً وليس منفعلاً ومعبراً عن حال معاش اختاره وعاشه وليس عن واقع متخيل..

IMG-20240213-WA0016 وإنّ غداً لناظره قريب

نحن بانتظار الكلام الحريري الوطني الصاعد من تاريخ رفيق الحريري الشهيد والرئيس الذي عمّر وعلّم ودفع دمه من أجل لبنان..

غداً يوم الجمعة سيكون كل كلامه له معنى واحد: عاش لبنان..

المصدر: مجلة الهديل اللبنانية

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

إرسال التعليق

You May Have Missed