هل نكسر الأقلام ؟!
لا أحد يستطيع حبس الهواء في كأس، لان حرية التعبير متنفس حضاري لكل الأفكار المبدعة والخلاقة في أي بلد بالعالم، خصوصا في عصر التواصل الاجتماعي الالكتروني.
من أهم عناصر الهوية الثقافية لكل أمة، وجود مساحة واسعة من الحرية، يتحرك خلالها الفرد/ المواطن ضمن إطارها الجميل الجذاب، حتى يتسنى له المشاركة الفاعلة في كل الأمور الثقافية لبلده من موقعه، والأهم شعوره بتلك الحرية والتوحد معها برغبة عالية.
كنا في ديرتنا الحرة الجميلة ولا نزال حتى اليوم نتمتع بمساحة من الحرية نُحسد عليها من الأشقاء قبل غيرهم.
والحمد لله أغلبنا يمتلك رقابة ذاتية بحيث يحاسب نفسه على كل كلمة يكتبها، أو يتفوه بها من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والالكترونية، قبل أن يحاسبه الرقيب. ولن ننكر هنا وجود من يتخطى بخطابه الخط الأحمر، وهؤلاء قلة.
اليوم، وقد أصبح العالم أصغر حتى من قرية، وتراكمت امام الإنسان في كل مكان، التكنولوجيا الحديثة، من وسائط التواصل الاجتماعي، (الفيسبوك والواتس آب والانستغرام والتويتر والمدونات)، وغيرها من نوافذ ومواقع الكتابة الالكترونية، بفضائها الواسع الرحب، الذي يتسع كل يوم للجديد والحديث والمتطور من هذه التقنيات، التي لا غنى عنها في عصرنا هذا.. ومع كل هذا الانفتاح الفضائي العالمي المستمر، فوجئنا بتقديم بعض أعضاء مجلس الأمة مقترحاً بشأن عودة الرقابة المسبقة على المطبوعات ، والكتب المستوردة من الخارج !
فهل نكسر الأقلام وندلق الأخبار ؟!
نعرف جيدا أن الحياة بكل مناحيها وصورها اليومية ،هذه الأيام معقدة وشائكة في الداخل والخارج، ولكن يجب ألا تؤثر سلبا هذه الأمور في حرية الفرد في التعبير عن رأيه، وهو حق كفله له الدستور الكويتي.
بصراحة كمبدعين وكتَّاب ومثقفين، ستظل أوراقنا ناصعة البياض، لأن الكتابة الإبداعية خصوصا لا تنمو إلا في ظل الحرية، فهي أوكسجين الإبداع.. فكيف نتنفس لنكتب؟!
ما الداعي إلى هذا التراجع اللاحضاري الذي سيفقد ديرتنا الجميلة مكانتها، كبلد الحريات بين الدول الأخرى المتحضرة؟!
( منى الشافعي)🌺
Share this content: