Home أقلام إلّامسـاهمـات من صفحة بلون المساء

من صفحة بلون المساء

by رئيس التحرير
    هشام أزكيض / قاص وشاعر وصحافي مغربي – تيزنيت

إنها الثانية عشر ليلاً
أجلس وحدي في هذا المكان الذي لم يكن يوماً

على مقاس أحلامي …
أخيط الوقت وأعبر الدقائق كالغرز …
نحن الكادحون يصعُب علينا البكاء أو الانهيار

أو حتى التنهيدة الطويلة …
نكتفي بالصمت وكتمان الزلازل في دواخلنا …

أقدم للزبائن كل أنواع البضائع
أضحك مع الجميع وابتسم لكل طفل
واداري كل شيء لأن لقمة العيش

ينتظرها أهلي في البيت …
أنا أخوض الحرب لا لأنتصر وإنما للنجاة فقط …
لا أحد في الخارج
العتمة والصمت يقيمان معاهدة سلام مع الوقت …
وأنا أقلب حطب الوقت منتظراً الرجوع

إلى زاويتي المهدودة لأحاول ترميم جسدي

من الوقوف لستة عشر ساعة

لا أعلم ما الحل
ولكني أثق بأن الله سينتصر لي في النهاية …

كل الأشياء أسعارها مرتفع في الوطن …

وحدها قيمة الإنسانية تهوي إلى القاع …
أشعر للحظة بأن نهاية هذه الأرض قد اقتربت …
وأن هذه الحروب التي ملأت خرائط الكوكب بالدم

ستطفئ أي محاولات واردة للنجاة …
الذبول ملامحهُ بدأت تظهر على وجه هذا الكوكب …

هناك صوت كلاب تعوي في الخارج،

يبدو بأن علي المغادرة قبل أن ينهشني أحدهم
الكل في هذا الوطن جائع
جائع للحياة والجزء الباقي جائعاً للموت ..
‏قبل أن تناموا …
اطفئوا أضواء الذاكرة …
عتمة النسيان أفضل بكثير
من أضواء الماضي !!

تصبحون على حياة

…………….

خاص – إلا –

You may also like