Home إلّا كلمات “متشائكة “

كلمات “متشائكة “

by رئيس التحرير

هبة محمد اسماعيل / صحافية لبنانية – صيدا

 
لم يخطر ببالي في يوم من الأيام  أنني قد أتكلّم عن الحب، وأن قلمي ستعجبه الحكاية، وكلما رأى ورقة أولى كلماته ستفيض حبا… بالنسبة لي ليس الأمر سيّئاً أما بالنسبة لقلمي فقد راقت له الفكرة جدا… شكرا لمن نفخ الحياة في قلمي وجعله يحيا ليحب… لا أعلم إن كان لي الحق بالتكلم عن الحب، ولكن سأتكلم لأنني واثقة من أن وجهة نظري تتقارب مع فئة معينة من الناس وإن كانت هذه الفئة صغيرة نسبيّاً.
لقد سبق وأوضحت أن من تقرأ هي أكثر من تحب بكل جوارحها، لكن بدقة وبطريقة مدروسة وتمتلك القدرة أيضا على تغيير الاختلاف إلى شيء يلامس روحها ولتحبه أكثر وأكثر رغم الاختلاف… ولكن تتأذى كثيرا في رحلة التغيير هذه، أو – بطريقة – أخرى في رحلة أن تحيا مع الاختلاف.
تقع في منتصف الطريق، فتكون هذه أول مرّة تسقط فيها، تتألّم كثيراً، وتظهر عليها ندوبا تترك في داخلها آثارا عميقة جدا.
ولكنها لا تستسلم، تعود لتقف، ولتنفض عنها غبار ما سقطت عليه، ولا تكترث لمن رآها تسقط حتى ذاك الذي يقف في وجهها مباشرة… لا تخاف أن تخفي الندوب التي ظهرت عليها، بل العكس، تكمّل دون أن تشعر بحرج من هذه الندوب، لأنها بعد أن نهضت من سقوطها، خلقت من جديد، وجعلت من نفسها شخصا أقوى، ينظر إلى ندوبه ليستمدّ منها القوة… من هنا تدخل في حالة الحرب مع الحب ذاته، ومع العلم أن الحرب تولد من الكراهية، إلا أن من ولّد الحرب هنا هو الحب، فقد وَجَبَتْ الحرب للدفاع عن الحب.
وتعيش في كل يوم باستراتيجيّة جديدة، مختلفة، تستخدمها للدفاع عن حبها، ويكون بذلك الأمل والإيمان والمحبة سلاحها الوحيد… هل تسامح على الأذى الذي تعرضت له خلال هذه الحرب؟ أم تسعى للثأر واستعادة ما فقدته؟ هكذا تقع وسط دوّامة، وصراع طويل بين الاستبعاد أو الاستمرار، ولكن استمرارها لا يكون بداعي الثأر، إنما بداعي إكمال ما بدأته.
هي لا تعرف سبيلا للتراجع… تحاصرها دائما أفكار سوداوية، شيطانية ربّما، وتتساءل ما إذا كان عليها اللجوء إلى الأذى لما سبّبته هذه الحرب من جروح عميقة في داخلها.
ثم تعود لتهدأ وتفكّر بتروٍّ، وبدقةٍ، وتختار أن تكمّل الحرب باردةً، بمواساةِ نفسها ومواساته، لتكمل لأنه كما قلت لا للتراجع… تقف دائما إلى جانبه في أصعب المواقف، مهما كانت لا تعنيها، لأنها ترى أنه يستحق كل طاقتها، وحكمتها.
الأهم من ذلك أنه من المهم جدا في هذه الحرب أن يقفا إلى جانب بعضهما ليكملا ما بدآه. وهنا تنتظره هو ليقوم بدوره بالوقوف إلى جانبها حين تتعثر. وتعيش دائما على أهبة الاستعداد لمجابهة أي موقف كان، معه أو ضده، وتنتظر دائما سماع ناقوس الخطر الذي يهدد حربها بالهزيمة. ولكن هل فعلا هناك هزيمة في حرب الحب؟
ملحوظة: أن من تحارب من أجله هو شخص يستحقّ المحاربة فعلا، لأنك رأيت ذلك منذ اليوم الأول، وأن لم تنتصر في حربك، ولم يكن من المقدّر أن تكملا الطريق معا.
لكن هذه الحرب حملت نتائج عظيمة وخلقت منك ما أنت عليه اليوم. ولكن كن على قدرٍ عالٍ من الوعي أنه ليس كل شخص جدير بالمحاولة حتى… 
 
خاصّ – إلّا –

You may also like