ما زبطت معك يا جورج

هلأ بيطلع الحق على مدير المدرسة لأنو ما عطاك إفادة، متل ما عم يطلع الحق على المستشفى لأنو ما معك مصاري تفوت ابنك المريض، ليش صاحب المستشفى أو المدرسة ما عندو موظفين، و عائلات برقبتو، و حقو إنو ياخود قسط مدرسة أو فاتورة..؟

رح نشوف هلأ إنزال بَرّي، جوي، بحري على المدرسة و اعتقال مديرها و تسابق القوى السياسية و القضائية و الأمنية على التنكيل بالمدير مع شن حملة إعلامية مقصودة ليطلع كل الحقّ على هالمدير “الواطي”.

لأ.. يا جورج، إنتَ ما حرقت حالك كرمال قسط المدرسة، إنت متت أبشع موته حرقاً، لأنك كل يوم عم تموت ألف مرّة من الذلّ، و القهر بلقمة عيشك، و محاولة تأمين رزق و كرامة عيلتك بسبب الأوضاع الاقتصادية يلي مسؤول عنها عصابة اللصوص الوقحة المذهبية الميليشياوية الفاسدة المرتهنة الظالمة التي تحكم وطننا.

دخلك يا جورج، لو بدل ما تحرق حالك نقيتلك شي زعيم محرز كامل الدسم و حرقتلو بيتو أو مكتبو أو سيارتو بس على أساس إنك مواطن فقير و هل مسؤول هوّي السبب الحقيقي ورا قهرك و ذلك مش كنا هلأ شفنا الزعماء و المسؤولين في كل لبنان عم يهربوا أولادهم و زوجاتهم و أصهرتهم على أول طيارة طالعة من لبنان خوفاً من شي جورج ثاني و ثالث و رابع..؟!!

إنت مش عارف يا جورج إنو لو الشعب اللبناني كلو حرق حالو تأكد إنو عصابة اللصوص الوقحة التي تحكم وطننا مش رح يرفّلها جفن..!!

الله يسامحك، ما زبطت معك يا جورج، كان لازم تنتقم من يلي ذلّك و ذلّ عيلتك بدل ما تنتقم من نفسك و من عيلتك .

يلا، الله يرحمك و يسامحك، خيرها بغيرها يا جورج.. لكل فرعون موسى، و ما حدا أقوى من الله عزّ و جلّ. 

ملحوظة: تعمّدتُ كتابة المادّة باللغة المحكيّة لأنه حوار وجداني بين روحي الحزينة على روح جورج المعذّبة التي استطاعت الإفلات من ظلامها، والهرب بعيداً، تاركة في أعناقنا جميعاً أسرة لم يستطع معيلها أن يعيلها في حياته فكيف بعد مماته..؟! سؤال أتركه في ذمّة الحكومة اللبنانية بجميع فعالياتها الرسميّة والشعبيّة على حدٍّ سواء.

خاصّ – إلا –

كلّ الآراء الواردة في المجلّة تمثّل رأي كاتبها، ومجلّة إلا الألكترونية غير مسؤولة عما ورد في النصّ.