×

في فلسطين وحدها يتعادل الموت مع الولادة

في فلسطين وحدها يتعادل الموت مع الولادة

أيمن-191x300 في فلسطين وحدها يتعادل الموت مع الولادة
أيمن الخطيب / كاتب وناشط سياسي فلسطيني – الأردن

كيف يمكن أن تقتنع ” خديجة “وباقي نسائنا الباسلات بيهودية الدولة !..

وماذا يعني لهنّ الاختلاف بين السفارديم والأشكناز !

وهل يمكن لدبابة ” ميركافا ” أن تنهي علاقة الأمهات مع تنور الخبز والرصيع والمرواد !

تلك النساء هنّ أحاديث البلاد .

الموت في الأرض المحتلة له معنى آخر..

الموت هناك ليس نهايةً، بل إنذاراً مدوّياً لاستمرار المشوار، آذاناً حيٌاً للمواصلة على خط النار، وجرسَ كنيسةٍ في صبيحة يوم الأحد.. يؤكّد في خبر ليس عاجلاً  أبداً، لكنّه حقيقي بأنّ أرض ميلاد يسوع أكثر طهارة.

الموت هناك له معادلات تزنها الواثقات من اجتياز المستحيل وعبور الصدى، مقابل كل إمرأة تموت في الوطن هناك نساء طازجات جداً اكتسبنّ لون الأرض سريعا؛ جاهزات لأن يلدنّ بغزارة طوابيرا من الأبطال.

معادلة حفظتها ” خديجة ” التي انتظرت ابنها ستةَ عشر عاماً غصّة بغصّة و أدلتها في صدور باقي نساء البلد . الموت هناك تعويذة انتصار تتلوها النساء آناء الليل وأطراف النهار، الموت هناك ضرورة لتأكيد المعاناة – تلك المعاناة الممتدة تاريخيّاً لكنها لا تملك رفاهية الهزيمة والإنكسار – ضرورة تامة؛ تخزّنه النساء في صدورهنّ ” الحرّة ” ليرضعنّ الصمود والثبات حليبا لأولادهنّ قطرة قطرة ليصير الأولاد ثواراً .

لا تعرف ” خديجة ” أيّ شيء فيما يتعلّق بخريطة السلام، فكل نساء هذا الوطن المجروح لا يعبأنَ بمفاوضات الحلّ النهائي، ولا بأسماء أعضاء الليكود، ولا يبالينَ بفريق المباحثات، والتنسيق الأمني، مجرّد ” غبرة ” يمسحنهّ بخرقة الثورة .

ولا يكترثنّ ما إذا كان الرصاص الذي يخترق الهوية والجسد له صوت أم كاتم؛ لأنّ مقابل كلّ جسدٍ يسقط هناك ألف جسد ينضج و يواصل أو إذا كان القيد أكثر صلابة؛ فالساعد هناك لا بدّ أن يصهر الحديد واثقاً من الحرية.

كل النساء هناك يتشابهنّ في الحسرة لكنّ المعجزات بين يديهنّ حقيقة، والحقيقة الأكثر وضوحاً في زمن الموت السريع هذا، ومراحل الاشتباه.. أن بيّارة البرتقال أكثر تاريخاً وثباتاً من ” زعرنة ” الاحتلال ككلّ…. 

خاصّ – إلّا –

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed