×

كيف بيقولوها بالعربي ؟!!

كيف بيقولوها بالعربي ؟!!

أمتل-300x266 كيف بيقولوها بالعربي ؟!!
أمثل اسماعيل / شاعر وكاتب لبناني – بيروت

كلٌٍ من الشيخ المهيب نديم الجميل و العميد الصنديد  كارلوس إدة، مثالاً لا حصراً، لبنانيٌّ فينيئيٌّ شطّور و فرانكوفونيٌّ قمّور، و نُمشّي الحال و أية حال.. لأنّ في الجينوم خاصتهما.. العروبة و العربية، للأسف، بالكاد لها وجود و لو محدود.
السؤال، عندما يصل شخصٌ فذٌّ و آسِرٌ مثلهما إلى موقع المسؤولية السياسية و الوطنية(…) التي تحتّم مقابلاتٍ و خطاباتٍ و تصريحاتٍ و تغريداتٍ، لماذا لا يكلّف خاطره و يجْبر بخاطر الجماهير التي تفتديه بالرخيص و الغالي.. و يعمل على تقوية لغته العربية المحكية على الأقل؟ لأنه لا شك طلْطميسٌ بالفصحى.
الجواب، لأنه كما ورث أن يرى ” قوة لبنان في ضعفه” ، ورث أيضاً ان لا يرى في ضعفه باللغة العربية ضعفاً، بل قوةً و حضارةً و مدنيةً و تطوراً!
طبيعيٌّ، في ظهرانينا، أن يقول شخصٌ عادي أو مسؤول ما: ” ما بعرف كيف بيقولوها بالعربي” .. فيما بسمةُ رضا غببةٌ  تعلو فمه، ثم يغتبط بنفسه لقوله الأخّاذ هذا، و يغتبط مَن معه و مَن يشاهده و مَن يسمعه، و يعمّ الاغتباط أرجاء مرقد العنزة، من أرز الرب المهمَل شمالاً، مروراً بالنفايات السامة و الكسّارات اللئيمة وسَطاً، و حتى نهاية مجرى مجرور الليطاني جنوباً.  
لنتصور ألمانياً أو إنكليزياً يقول: ” لا أعرف كيف أقولها بالألمانية او الإنكليزية “، أو يابانياً: ” لا أعرف كيف أقولها باليابانية “، أو من بلاد الغال يقول: ” لا أعرف كيف أقولها بالغاليّة “..، أو من واق الواق: ” لا أعرف كيف أقولها بالواقِلْواقية ” (…)
لغةُ الإنسان هويتُه، و عدم احترامها، بالدرجة الأولى، هو عدم احترام لذاته، و انتقاصٌ من كيانه، و استخفافٌ بجذوره. و الذي لا يعرف كيف يقولها بالعربي.. عمره ما يعرف.. و عمره ما يقول  
و عمره أيضاً ما يكون.

ملاحظة: الأفكار الواردة في المقال أعلاه تمثّل صاحبها،
وليست بالضرورة تمثّل – إلّا – 

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed