إجر بالبور.. و إجر بالفلاحة

كاتب المقال

غي خياط / أكاديمي لبناني وناشط سياسي – بيروت

بداية أودّ القول إني أحترم المملكة العربية السعودية… لأنني لبناني…احترم المملكة العربية السعودية… لأنني مع العهد صرت احترم المملكة العربية السعودية أكثر فأكثر… من سنة ١٩٩١ حتى ٢٠٠٥ لم تقم السعودية بأي عمل دنيء او تقوم بالدسائس او تدعم بالخفاء او تقبّ باطاً لمن يضمر شرّاً لحليفها الشهيد رفيق الحريري …لم نسمع يوماً ان السنيورة او اي نائب آخر او حتى رئيس حكومة سابق تجرّأ على الغدر بالشيخ رفيق عندما كان رئيسا للحكومة ام لم يكن…لم نسمع يوما ان الإمارات او الكويت او البحرين حلفاء السعودية حاولوا النيل او وضع العصي في دواليب الرئيس الشهيد…بالأحرى لم يتجرّأ احد من حلفاء السعودية على الغدر برجلها الاول… إن كنت حليف المملكة يمكنك أن تنام قرير العين طالما اللبن صافٍ بينكما اما إذا انتهجت مسارا لا يلائمها او يضر ّ بمصالحها فلا تسرّ لأحد رجالاتها او حلفائها بمحاربتك من تحت الطاولة بل تستدعيك و تقتصّ منك عيناً بعين… ما كان سائداّ مع الشهيد رفيق ظلّ مكمّلاً مع الشيخ سعد من ٢٠٠٥ لغاية ٢٠١٨ الى ان غرّد الاخير مرة خارج السرب فكان ما كان و اقتصّت منه السعودية وجها لوجه… احترم السعودية لأنها ظلّت وفيّة لحلفائها من ١٩٩١ إلى ٢٠١٨ و لم تسمح مرة واحدة لأي حليف او دولة حليفة ان تتصرّف بغدر مع أيّ من رجالاتها في لبنان… احترم السعودية و عذرا إن قلت… انني لم اعد احترم سياسة حزب الله… حليف يغدقون على مرشحيه حديثاً بالآلاف من اصواتهم و يمنحونه قرابة ١٣ نائباً… هذا الحليف لم يتورّع لحظة طوال السنين عن الغدر ب”حليفهم” الآخر من مار مخايل…و ما يزال…و كأن شيئا لم و لا يحدث…!!!

حليف عايش أطول فترة فساد من١٩٩١ و حتى يومنا هذا، و من موقع مسؤولية كبرى و يدّعون محاربة الفساد..!!!. احترم السعودية و أطلب من حزب الله أن يسمّي مرّةً واحدة قام فيها العماد أو جبران بأيّة محاولة غدر به…و بالمقابل تدعمون من زرع كل خناجره في ظهرهما و ما يزال …لا بل تسلّمونه وزارة المالية ليمضي في غيضه و تفرضون ربيبه الولد الحاقد الجحود في الاشغال …و كأن هذا لا يكفي ، تخلقون أزمة تمثيل بالحكومة لمروحة سنّة من كل وادي عصا…سؤال مشروع :لماذا لا تتسلمون أنتم وزارة المالية ؟

و لماذا تخصّصوها دائما لعدو العهد و التيار؟؟؟…تريدون حقوق الأقلية السنّة في التمثيل الوزاري؟؟نريد عندئذ أن تكون المالية بعهدة الحزب… عذرا إن قلت لكم :”طفح الكيل”… عذراً إن طلبت من العهد أن يقلب الطاولة على الجميع و لتكن هنالك حكومة موالاة و ليتمترّس الباقون في المعارضة حتى لو كان الثنائي الشيعي من ضمنها و يمكن عندها تشكيل حكومة ميثاقيّة من شيعة موالاة من خارج المجلس…

عذراً لكن على ما يبدو أنه الحلّ الوحيد لقيام الحكم بالقانون الذي لن يكون الضعفاء.. . عذرا إن لم نعد نثق باتفاق مار مخايل فرغم ما لاح مؤخرا من حرب غادرة من القوات الا أنها تبقى نقطة مالحة في محيط غدر حليفهم و ما يمكن أن يصبّرنا على مُرّ القوات هو الأمرّ منهم… الرسالة يجب ان تصل و من له أذنان سامعتان فليسمع …محبة قاعدة التيار لحزب الله تآكلت بشكل فظيع بحيث بات من الصعب ردم الفجوات…و على ما يبدو، وصل الوضع المكروه إلى القيادة حتى أنه بدأ يدغدغ كرامة سيد العهد… إمّا الحلف مع الفساد أم مع الدولة العادلة بقضائها…

لا تستطيع يا سماحة السيّد أن “تحطّ إجر بالبور و إجر بالفلاحة “… الطابة اليوم بملعبكم، و القرار قراركم ،و بعده يكون حقّنا بالتصرّف…

خاصّ – إلّا –

الآراء الواردة في المقال أعلاه لا تمثّل مجلّة – إلا – هي تعكس قناعة وأسلوب كاتبها لا غير.