Home إلّا “الخاشقجي ” ورطة أم ورقة ضغط..؟!

“الخاشقجي ” ورطة أم ورقة ضغط..؟!

by رئيس التحرير

 

غادا فؤاد السمّان / شاعرة وكاتبة سورية – بيروت

في العام 2005 حدثت كارثة العصر باغتيال الرئيس رفيق الحريري رحمه الله، ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا وكما هو متوقع حتى سنة ال 2019 سيظّل الحسم رهن المحكمة الدولية التي استنفذت جميع السُبُل المتاحة للعثور على خيط يؤكد تورّط سورية في حادثة الإغتيال، لكن الحقائق تعيد الجميع إلى نقطة البداية التي انطلق منها القاضي آنذاك “عدنان عضوم ” سنة ال2005 تاريخ الاغتيال وتجزم أنّ الفان الأبيض هو موضع الشُبهة الأول الذي استخدمه “أحمد أبو عدس ” بعد عشرات الجلسات ومئات التحليلات الإعلامية وآلاف المقالات الصحافية وملايين الدولارات التي هُدِرَت على شرف المحكمة الدولية، المهم في حينه كان الرفض على أشدّه لنظرية الوزير السابق ومدّعي عام التمييز اللبناني عدنان عضّوم بأنّ الإرهابي أحمد أبو عدس هو مرتكب جريمة الإغتيال الأمر الذي يبعد الشُبُهات عن الطرف السوري، بل يذهب إلى أبعد من ذلك كأن يبرّيء ساحته بالكامل، وهذا الأمر لم يكن ليروق للعديد من الأطراف السياسية في لبنان وخارج لبنان من حلفاء ومتآمرين على سورية والذي بدأت تتجلى فيه ملامح المؤامرة في العام 2010 حتى اليوم، إكراماً لمصالح الدول الكبرى اللاعبة بالمنطقة وبثرواتها وحتى بمواقعها الاستراتيجية، وللأسف أن الرئيس الحريري كان كبش الفداء الأوحد للسيطرة على مفاصل المنطقة بقرارات متلاحقة أهمها خروج الجيش السوري من لبنان وإضعاف الخاصرة السورية، التي ساهم ضعفها في الكثير من المناطق الرخوة والمتداخلة جغرافيا واجتماعياً ببعضها البعض بتسلل الكثير الكثير من المتطرفين الإسلامويين، من لبنان إلى سورية وبالعكس عن طريق “طرابلس ” و “عرسال ” وغيرهما، هذه الحادثة المدوّية حتى يومنا هذا بفجيعتها، تذكرنا بحادثة اختفاء الصحافي “جمال الخاشقجي “، وعلى الرغم من اختلاف الوزن السياسي بين الحريري والخاشقجي، إلّا أنّ الخاشقجي لم يكن مجرّد صحافي يكتب ذاك النصّ البسيط المعبّاً والمشحون والذي يخدم تطلعاته على أكثر من صعيد بدأ استرضاءً لسياسة الملك على أكثر من صعيد، وانتهى في جريدة الواشنطن بوكس ككاتب مقال ينتقد الأوضاع الداخلية في السعودية وينتقد ولي العهد وصفقة الأسلحة التي ناهزت ال 650 مليار دولار، وغرق السياسة السعودية في حرب اليمن، وحرب سورية وباختصار أنه كان يلاحق أنفاس الملك وابنه وحاشيتهما المؤيدة على عواهن المرحلة وأخطائها المريعة، وكل ذلك لم يكن دافعاً أساسيّاً لتصريف الخاشقجي، بل كان بتقدير المملكة لا بد من تصفية هذا الرجل الذي كان يعمل لصالح المخابرات السعودية، ويعرف عن الكواليس المخابراتية الكثير الكثير من الأوراق والملفات، التي باتت بمثابة الألغام الموقوتة في يد الخاشقجي والذي خشيت بعد انقلابه أن يستخدمها ضدّها، فكان لا بد من وضع حدّ لوساوس المملكة وهواجسها المريبة، بالتخلّص من الخاشقجي بالتنسيق مع سفير بلاده في تركيا “وليد عبد الكريم الخريجي “، الذي تحوم حوله الشُبُهات، والذي تعرّض لأكثر من مساءلة آخرها في تاريخ هذا اليوم الإثنين 15/11/ 2018 – الغريب في هذه القضيّة، أنها خرجت من كونها حادثة اغتيال لنفرض جدلاً أنه تمّ البتّ بكونها حادثة اغتيال فعلية فوق الأراضي التركية، بل على العكس تماماً، فقد أصبحت قضيّة رأي عام يتحدّث فيها القاصي والداني والمفوّه والمكلّف والمتطفّل والمتعدّي والخبير، بل أصبحت أمّ القضايا الشائكة في يومنا هذا، الذي نسف جميع الملفات الساخنة ووضعها جانباً، فمع كل نشرة أخبار محلية أو عربية أو دولية وخاصّة على  يحضر خبر الخاشقجي بكل مافيه من غموض والتباسات وتخمينات وقرائن مصوّرة   CNN

ومسجّلة آخرها ساعة يدّ الخاشقجي التي وُجدت في جيب السفير السعودي والتي عثرت عليها الشرطة التركية أثناء التحقيق مع السفير الذي وقع فريسة الإتّهامات والشائعات بدوره، والذي يؤكد الإعلام طلبه من السلطات التركية بإعطائه حقّ اللجوء السياسي، خوفاً مما ستترتّب على اعترافاته بشأن الخاشقجي، ومن المصير الذي ينتظره في بلاده، وهنا وبعيداً عن جميع التكهنات التي فاضت بجميع الصحف، والتي غطّت فعلياً على جميع المحاور في العالم العربي والغربي على حدّ سواء، نجد أنه لا بدّ من السؤال وبعد هذا الطوفان الهائل من الفرضات المتناقضة والمتلاحق، هل حقاً بلغت السيي اسة السعودية هذه الدرجة من الغباء السياسي المكشوف، لإرتكاب جريمة بهذا الحجم، وبتلك الطريقة الدرامية التي بدأت تنتشر صور لأطراف رباعية مختلفة  التي تلقيت البعض منها من مصادر عديدة على وسائل التواصل يشار إلى أنها أطراف المغدور الخاشقجي والتي تفتقد جميعها إلى رأسه الذي قيل أنه تمّ فصله عن جسده بالمنشار الكهربائي، أم أنّ الهدف من هذه الحادثة المفتعلة ربّما والتي لم يؤكّد فيها أي شيء بعد، هي ورقة ضغط على المملكة العربية السعودية لابتزاز الملك سلمان وولي عهده ابنه محمد، واستكمال المليار ال 650 لتصل حدّ التريليونات التي أشار ترامب إلى أنّ المملكة تملكها، وأنه لابدّ من دفع الكثير منها، للمحافظة على العهد ومن فيه، أو يتمّ التصعيد والقضاء على سيادة المملكة وأمنها واستقرارها، وسقوطها الذي تلمّح به الولايات المتحدة الأميركية والتي باتت تتدخّل أكثر مما يجب بعدما استغلّت كامل الدور السعودي في إضعاف المنطقة، وبالتالي جاء الدور للإنقلاب الأميركي وحتى الإسرائيلي عليها، على الرغم من جميع المسايرات التي قدّمتها المملكة وليس آخرها الصمت على تهويد القدس وإعلانها عاصمة أبدية لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس تأكيداً على يهودية القدس.

 

خاصّ – إلا –

You may also like