Home إلّا السعودية أمام تحدّيات العزلة العربيّة والدوليّة

السعودية أمام تحدّيات العزلة العربيّة والدوليّة

by رئيس التحرير

أيمن الخطيب / كاتب وناشط سياسي فلسطيني – الأردن

مسلسل المصائب في نادي الحكم السعودي لم ينتهِ؛ الأمر الذي يدفع الرياض الآن أن تواجه ملفات حاسمة على مستوى مؤسّسة الحكم و مدى قابليّة استمرارها.

خاصّة في ظلّ صعود رغبة حقيقية للمجتمع الدولي الذي يريد ” تدويل ” قضيّة تصفية الكاتب ” جمال الخاشقجي ” وسحبها من حيّز مشكلة فرد إلى حيّز مشكلة دولة و سلوكها الأمني و السياسي خارجيّاً.

الرياض مشغولة في ترتيب وضعها، و إيجاد حلّ يرضي الطرفين التركي، والأمريكي أولا ثمّ أطراف متعدّدة قد تدخل على خطّ الأزمة لاحقاً، و قد تضّطر لدفع استحقاقات تتعلّق في آرامكو ، وفي بيع النفط لتركيا، بسعر تفضيلي، وفي موقع شخصية وليّ العهد نفسه.

مصيبة الرياض كانت فائدة على طبق من ذهب لدولتين تعانيان من تبعيّتهم للقرار السعودي؛ الأردن تنفّس الصعداء و سارع في استكمال إجراءات فتح الحدود مع سورية، مستغلّا حالة “الضوجان ” السعودي خاصّة بعد أن عطّلت الرياض إجراءات فتح المعابر أكثر من مرّة لحسابات تخشاها – تقارب أردني / سوري – و لبنان تستعدّ بعد فترة طويلة من حالة الفراغ السياسي لتشكيل حكومة في وقت تبدي فيه – الحريرية السياسية – مرونة سياسية ولغة خطاب ناعمة مع الفرقاء نبيه بري و الرئيس ميشيل عون و حزب الله وجميعهم أشد الخصوم.

الحريري الذي عانى قبل عام من تجهّم سعودي واضح يريد أن يستغلّ أزمة الرياض ويكسب موقفاً شعبياً لبنانياً يستثمره في المرحلة القادمة.

عموما.. أزمة السعودية في ملفّ اليمن، و تمويل الإرهاب وصفقة القرن، و الخاشقجي بدت تؤسّس لحالة عزلة ونبذ كبيرة للسعودية، و فقدان وزنها الإقليمي في المنطقة، و استنزافها سيما في ظلّ أحاديث جادة في حرب حقيقية مفتوحة مع إيران.

هنا يمكن لدول الأطراف أن تفكّر في إعادة صياغة تحالفاتها و أن تتخلّص هيمنة القرار السعودي بما يخدم مصلحتها، البيت الخليجي لم يعد سعوديا كما كان.

الكويت استبقت خطوة في هذا الصدد و أدارت ظهرها لو قليلا للرياض و سيتبعها عُمان، واذا قرّرت الأردن أن تحذو نفس حذو الكويت، فإنّ البيت السعودي سيفقد أعمدته و يبقى وحيداً في ظلّ خارطة سياسيّة جغرافية أمنية قيد التشكيل قريبا.

 

خاصّ – إلّا –

You may also like