Home إلّا لو كنتُ الزعيم

لو كنتُ الزعيم

by رئيس التحرير

 توفيق شومان / كاتب ومحلل سياسي لبناني – بيروت

لو كنتُ الزعيم لصارحتُ جماهيري وقلت:كيف تشكون من روائح النفايات وهي روائح زعيمكم، أيعقل أن تستنكروا روائحي أيّها الناكرون؟.
لو كنتُ الزعيم لصارحتُ جماهيري قائلاً: كيف تشكون الظﻻم والعتمة وانقطاع الكهرباء، ألست أنا نوركم أيها الجاحدون المارقون؟.
لو كنتُ الزعيم لصارحتُ جماهيري زاعقا بهم وقلت: كيف تشكون وتتشاكون من الفساد، ألست أنا قدس أقداسكم كما تزعمون وتقولون أيها العاقّون العابثون، وكيف أكون قدس اأقداس ومفسد الفاسدين أيّها الحمقى المتطاولون؟.
لو كنت الزعيم لصارحتُ جماهيري وقلتُ: كيف تندبون تلوث الماء والهواء وشيوع السرطانات في دمائكم ورئاتكم، ألست أنا الذي في دمائكم يسري، وفي رئاتكم يشهق ويزفر، فكيف أكون أنا الذي يزهقكم مرضاً، وأنتم القائلون أني شريان حياتكم، وكيف تستقيم الحياة مع ما تزعمونه أمراضاً أيّها المرضى في نفوسكم وعقولكم؟.
لو كنتُ الزعيم لصارحتُ جماهيري وقلتُ: كيف تدعون أني سارق للمال العام، أﻻ تقولون وتصيحون وتصرخون جهارا وليلاً ونهاراً أني رأسمالكم، فما الفرق أيها اﻻغبياء الجاهلون بين المال العام الذي هو مالكم وبين رأسمالكم الذي هو أنا؟.
لو كنتُ الزعيم لصارحتُ جماهيري وقلت: أيّها الجاهلون بما تقولون، وأيّها الزاعمون بزعيمكم الشيء وضده، فساعة تتغزّل ألسنتكم بحسنه، وساعة تلوك السنتكم بقبحه، أﻻ ترون أنّ لكم أكثر من وجه، وأكثر من لسان، وأكثر من ذات ونفس ؟،
ومن يكون على هذا الشكل وعلى هذا النوع، كيف يكون سليما و معافى؟، ولذلك أصارحكم يا جماهيري وأقول:أنتم لستم أصحاء…أنتم لستم أصحاء.
خاصّ – إلّا –

You may also like