Home إلّا الفرق نقطة.. والمفارقة قواميس

الفرق نقطة.. والمفارقة قواميس

by رئيس التحرير

غابي مقدسي / كاتب وناشط سياسي لبناني – زغرتا

 

في النطق و الصورة الإختلاف بين الكلمتين بسيط،.. في الواقع والحقيقة، الإختلاف فاضح بين التطوّر و التخلّف فالعرب مجموعات لم تكن تفرّقهم أيّة حدود، فقد كانوا  منضوين تحت راية عربية واحدة متماسكة، حتى أتاهم الإستعمار وقام بتجزئة الأراضي وتقسيم الشعوب وفق مزاجيته الديموغرافية فقد هجّر ذاك من أرض أجداده ونفى أولئك وطرد ما تيسر من السكان الأصليين لصالح الوافدين الجدد، ومن أجل ذلك كان يفتعل الحروب، ويسهل خوضها فيما بينهم، بهدف إلغاء الآخر محوّلين حاضرنا لدماء مهدورة، و مستقبلنا لأوطان مدمّرة.

أمّا الغرب، وخاصّة بلاد أوروبا وأمريكا، فهي مجموعات خاضت، حروبا طاحنة في ما بينها بهدف التوسّع والسيطرة، لكنهم استفادوا من تاريخهم، بتحويل اختلافهم لوحدة، وتشتّتهم لقوّة، فأصبحوا رواد العالم الحالي.

بينما العرب ورغم وجود عوامل قوّة من الخيرات الباطنية والظاهرية، إلا إنهم متخلّفين على كافة الأصعدة، وإننا بعودة بسيطة للتاريخ لوجدنا ملوك،و رؤوساء العرب، أنهم وصلوا للسلطة عن طريق إنقلابات دعمها الغرب بحجّة الإصلاح، فما لبثوا أن إنقلبوا على أنفسهم محولين أوطانهم لمزارع تابعة لأملاكهم وقد أهانوا أوطانهم و قدسيتها بمباركة رجال دين باعوا دنياهم وآخرتهم ليتحولوا إلى جنرالات برتبة شيطان، وبمباركة مرتزقة الإعلام، و الإعلان، و تجّار السياسة، و المتنفّذين من أصحاب المصالح الضيقة.

الغرب آمن بالديمقراطية فاستطاع أن يوجد الشعب المسؤول، بحيث يسائل و يحاسب حكّامه، الذين  أطلقوا العنان للحريات العامة، كما شرّعوا قوانين، تصون حقوق الإنسان، و الحيوان، و البيئة، فأصبح القانون هو المقدس، لا الرئيس ولا الملك فأبدع المواطن الغربي، وأعطى كل ما لديه من طاقة، محوّلا غَربه لقوى عظمى، تتحكّم حتى في إزدياد درجة تخلّف الشعوب العربية.

بين العرب و الغرب مجرّد نقطة تفصل بين الإنسان، و بين الحيوان الناطق، تفصل بين كرامة المواطن و حيونة مواطن آخر يسهل رعيه، تفصل بين أوطان و أوطان تحولت لمزارع تضاف لممتلكات الرؤوساء و الملوك.

هي مجرّد نقطة تخبرك إن أبسط حقوق الإنسان في الوطن العربي، هي مجرّد حقوق يتمتّع بها أيّ حيوان في العالم الغربي.

لو أردت سرد المفارقات لما انتهيت، يكفي أن نسحب الخيط لتكرّ السُبحة لدى كل قارىء عربي، صار من واجبه أن يتجشّم عناء البحث عن إنسانيته عبر وطنه، وعن كرامته المهدورة جملة وتفصيلاً.

 

خاصّ – إلّا –

 

 

You may also like