Home لـوثـة إلّاأدب رسائل سناء البنا إلى مولاها

رسائل سناء البنا إلى مولاها

by رئيس التحرير

عواطف الزين / كاتبة وقاصّة لبنانية – الكويت –

رسائل إلى مولانا لسناء البنا هي مجموعة نثرية محفوفة بالصدق بلغة عاشقة .. بين الفلسفة والتصوّف، معادلة محكية، حالة خاصة جداً تحملنا إليها سناء البنا عبر رسائلها الشعرية إلى مولانا” جلال الدين الرومي ” وتحلّق بنا في فضاءات من صنعها بكلمات ذات رنين عالي الشفافية والعمق في آن معا.

أما الصدق فهو علاقة حميمية بينها وبين لغتها التي تتّسع لكل هذا الكم من المفردات والمعاني والصور لترسخ معادلة العشق ولكن بصورة تشبهها وتشبه زمنها وإسقاطاته الفلسفية والصوفية. فلسفة الغياب غياب المعشوق عن العاشق، ومحاولة الوصول إليه، وصوفية اللحظة التائهة الباحثة عن الضوء.

“”كلما وثبت من أفق إلى أفق وجدتك في المدى الأبعد تناظرني كأن يدي لا تطال وجهها المرتسم في عينيك أو أنها وسط السحب تاهت عن الوصول إليك “”.

نتيجة بحث الصور عن رسائل إلى مولانا

من أين نبدأ ؟ سؤال قد يبدو بديهيا وأنت تتصفح الكتاب الذي يحوي الكثير الكثير من الأسئلة بصيغ مختلفة تصبّ جميعها في السؤال الفلسفي الكبير..المُتَمَحور حول الخلاص والوصول إلى الحقيقة الكاملة في الحب والعشق والوصال .

تقول سناء: خذ بيدي الى ألف باء غرامك أغفو .. بين ضم وسكون، وفي مقام آخر تقول: سأعانقك في فضاء أوسع المجرات تعيق عناقي عيني على غيابك وقلبي يلتفّ بذراعيه من مدار إلى مدار هل وصلت الرسائل إلى مولانا أم ضلّت طريقها إليه ؟ وتعثر بياضها الشعري بسوداويات من صنع البشر وتناثر أنينها الصامت في كل اتجاه ..حيث لا يكتمل عقد النجاة من دون تضحية..

أعاقني التحليق في فضاء ترابي لست كائنا يجيد حراثة المقلب الآخر لتنبت له الأجنحة اهبط عاليا فوق مدرج مضمخ بالسفر لا أرجلي تطال الارض ولا عيني تستقطب الشمس غريبة … وكيف ننتهي ؟

في الشعر الحقيقي لا تنتهي القصيدة بآخر حروفها وإنما تبدأ عند نهايته بسبر أغوار الذات ..ذات الشاعر وما يحيط بها من عوالم عصية إلا عليه حيث يلبسها ثوب قصائده ويسقط فوقها رذاذ معانيه ليكتمل البهاء ابتهلت في حضرة المعشوق كدت من شدة الغوى أن أذوي وما زلت أفوح فوق كل التلال في الريح ..في الموج ..في السماء لا أنت أتيت ولا أنا انتهيت . …

نتيجة بحث الصور عن رسائل إلى مولانا

من لقاء قصر الأونيسكو بيروت 2016

ديوان “رسائل الى مولانا ” للشاعرة سناء البنا هو تسجيل حيْ لتجربتها الشعرية الثانية بعد ديوانها الأول آدم وتاء الغواية الذي صدر عام 2011 .. قدم له وقتئذِ بعض قصائده وفسر مدلولاتها الفلسفية والتصوفية الشيخ الدكتور حسين شحادة رئيس منتدى المعارج “الامين العام لملتقى الاديان والثقافات للتنمية والحوار , وهو صدار عن دار نلسن ..السويد – لبنان لوحة الغلاف للفنان فائق حداد يقع الكتاب في 190 صفحة من القطع المتوسط كلمة اخيرة هذا الكتاب –الديوان هو إضافة نثرية حقيقية لهذا النوع الخاص من الشعر الذي يتّسِمْ بخصوصيّة علاقة الشاعر بالقصيدة تماما كما علاقة الانسان بخالقه ..

 

خصّ – إلا –

 

 

 

 

You may also like