غناء الوباء

by رئيس التحرير

شوقي بغدادي/ شاعر سورية الاول وكاتب – دمشق

عندما أستطيب الوباءَ
و أهمس في أذنهِ
أن يصاحبني نحو منفايَ
في آخر الكونِ
يسخر مني و يرفضني
أنني لست خصماً لهُ
عندها أستريحْ

أقول له أنت تجهلني
فأنا لا أطيق وجودك قربي
فكُفَّ بلاءك عن بلدي
و خذ الأغنياءَ
دع الفقراء إذن يا قبيح
يا قبيحْ

يصفق عندئذٍ
و يقهقه و هو يغمغمُ
يا للغبي الجهولِ
أتحسبهم أغنياءَ
إذا ما تعفَّفَ واحدهم
و هو دوماً جريحْ

يداري الدماء و يغسلها
قبل أن يتشوّهَ منظره
و هو مثل المسيحْ

فقيرٌ، نحيفٌ
كأن الهزال يُزَينُهُ
و السِقامُ يلوّنهُ
و خصومي سواهُ
فكيف تصير الثريَّ الكسيحْ

جميعُ الذي في يديكَ و بيتك
بعضٌ من الكلمات اللطيفةِ
ممّا تسمونه الشعر و النثر
إنهَضْ
تعال الى الزَهرِ
و العشبِ
و الماءِ
و الخضرةِ النامية

تعال الى فسحةٍ
للهواءِ النقيِّ
و غابات أرضٍ
مهدّدةٍ بالخرابِ
و طيرٍ يحلّق أنأى
فأعلى
مخافة أن يستباحَ
و أن الرياحَ
تداعب خدّيهِ
و البحر يصفو لمرآكَ
تقفز كل الطيور إليهِ

فكلُّ الفضاء لكمْ
و جميع السماءْ

و ما من وباءْ…

You may also like