×

محي الدين صالح فقيد الشعر والنيل

محي الدين صالح فقيد الشعر والنيل

ناصر-رمضان-300x217 محي الدين صالح فقيد الشعر والنيل
ناصر رمضان عبد الحميد/ كاتب وشاعر مصري- عضو اتحاد كتاب مصر – القاهرة

 

بطاقة..

محي الدين صالح ١٩٥١-٢٠١٨ الى رحاب الله طار محلّقا إلى جوار ربٍّ كريمٍ، أخي وصديقي الشاعر محي الدين صالح، بعد رحلة امتدت لخمسة عشر عاما من الصداقة والأخوّة والشعر.

محي الدين صالح كان شاعراً وأديباً وصحافياً وناقداً وكاتباً من طراز فريد، ثار مع القوافي، وحلم مع الجرح، وغرّد مع النوبة فصار صنّاجتها، كما اطلق عليه الشاعر الكبير ابراهيم شعراوي، والصناجة : لقب يطلق على من شعره جيد ويصلح للغناء، والصنج : آلة للطرب. وهو لقب الشاعر أعشى قيس الذي سمّي صنّاجة العرب.

محي الدين صالح ابن النوبة المصري السوداني الذي حمل همّ النوبة وهمّ العرب، فصارت تجربتة الشعرية صادقة، عبّرت عنه وعن حزنه وفرحه، وما الشعر سوى ذاتك التي تفيض على الكون، والإنسانية.. متأثّراً ومتفاعلاً وراسماً على وجه الحياة شمس أمل تسطع لأجيال فقدتِ الأمل……..

34268783_814686105390609_4009750075629633536_n محي الدين صالح فقيد الشعر والنيل
الشاعر السوداني الراحل محي الدين صالح

 

لك يا رفيق الشعر

كيف الشعر بعدك يا رفيق

ولقد ضللت عن الطريق

وهدني طول الطريق

وبكيت من ألمي عليك

كأنني طفل غريق

ومشيت دونك في الحياة

وما الحياة بلا صديق

ونعيت نفسي في رثاك

لعلني بك استفيق

ما زال صوتك في اللقاء

يشدّني نحو اللقاء

مازال عذبا كالغريد

وكالبلابل في الغناء

ما زال شعرك شامخاً

فوق السحاب وفي السماء

ما زال حرفك باقياً

ما ملّ من فيض العطاء

مازلت حيا في جبين الدهر مخضر الرواء

مازال صوتك في المسامع هاطلا مثل المطر

ما زلت اصعد صوب روحك حينما يحلو السمر

واغيب عنك ولا اعود كأنما قلبي حجر

ويجيء طيفك بالمنام يعيدني نحو الزهر

قمْ يا قرين الروح أرهقني الترحّل و السفر

مازلت أذكر ليلنا المطوي في زمن القيود

وتعود وحدك للحياة وكيف وحدك لا تعود

وتركتني بين الذئاب ألوذ في

سعف الجريد

كالنسر صرت محلّقاً

وتركتني وسط العبيد

ومضيت تصعد للجمال

وانا أخيّم في الرعود

مازلت وحدي في الضياع

أخاف من هول الضياع والموت حقّ بيننا

مهما تكاثرت القلاع

مهما تكاثرت الحصون

وكنت كالأسد الشجاع

حقٌّ

وحقُّ الله أولى بالرجوع وبالوداع

نَمْ يا رفيق الشعر والحبر المعتّق في اليراع

أنا بانتظارك فوق أرصفة الحروف وفي الشراع

 

خاصّ – إلّا –

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed