Home سياسة إلّا ” معناش ” إذ تنتصر

” معناش ” إذ تنتصر

by رئيس التحرير

أيمن الخطيب / كاتب فلسطيني وناشط سياسي – قطر

بسبب تعذّر وفشل وجود قيادة وطنية حقيقية قادرة على تحمل المسؤولية و الانخراط في مواجهة مركز القرار ضد كل السياسات والإجراءات التعسفية باختلاف أنواعها سياسية وأمنية و إقتصادية و ثقافية، وبسبب تعذر وجود النموذج والبرنامج الحقيقي الذي يعبّر عن نفسه جيدا في الميدان خارج دوائر العرض والاستقطاب الأيديولوجي ، استطاعت السلطة أن تنفرد في الشعب الأردني وتزيد في بؤسه و هزيمته و تفتيته وتهشيمه والمساومة على أمنه و رغيف الخبز، وتنميط سلوكه و وعيه داخل ” عُلب ” جاهزة وفي إطار سلوك مجزوء و تفكير تابع، و استطاعت في معرض تحالفاتها التاريخية مع القوى الجاهزة والعكسية وفي معرض تغذيتها للهويات الفرعية والثانوية ونسج أحبال كل التناقضات أن تبني علاقة مشوّهة مع الشعب علاقة _ الجلاد _ الضحية و السلطة والتابع علاقة لا يتحقّق فيها مفهوم اللقاء الإنساني الذي يبني الدول و مجتمعاتها ويزيد من معدلات إنتاجها.
اليوم ، يكون ويقرر الشعب _ كل الشعب _ من شتى الأصول والمنابت أن يكون هو القيادة والبرنامج، وينسجم في وحدة حال نضالية وطنية حقيقية لإسترداد وعيه وحقوقه والتصدّي لكل مشاريع تفكيك الأردن وإعادة تركيبه بما يخدم مشروع التسوية في المنطقة، و التصدّي لكل ممارسات الضغط والتفقير و التجويع .
الشعب القائد _ الشعب، دون أي فرز أو إستقطاب جهوي و إقليمي ومناطقي _ هو الذي سيخوض معركة الكرامة والإنتصار ضد المركز الأمني الضيق و مؤسساته و أدواته، وهو الذي سيُفشل كل خطوة ومشروع و توجّه يهدف إلى المزيد من النهب والتبعيّة الوظيفية.
اليوم و كما كل يوم وعبر التاريخ، يبقى الشعب هو الخيل الرابح وهو بيده المُلك يمنح ويمنع الشرعية من يشاء، وهذه الهبة الشعبية ” معناش ” إذ تنتصر اليوم هي أفضل و أنجع مثال على أنّ الشعب لن يبقَى ليقبل هذا الهضم والإبتلاع والتشطير و سيقف صامدًا و ناضجاً ومثقّفاً ضد كل المشاريع المضادة، ولن يسمح لأن يكون صرّافاً آليّاً ليسدّد فاتورة الموقف السياسي الإقتصادي والأمني الذي إتخذته السلطة تاريخيا و بكل الهزيمة.
هذا شعبنا،
و هذه البلاد لنا،
وهذا الوطن موئلنا
وقصيدتنا و الطمأنينة و الأمان
فبأي آلاء البلد و الشعوب تكذّبان .
خاصّ – إلّا –
كلّ الآراء الواردة في المقال تمثّل كاتبها وليس بالضرورة تمثل توجّه كجلّة – إلّا –

You may also like