Home إلّا نقاط على الحروف المعتلّة

نقاط على الحروف المعتلّة

by رئيس التحرير

غابي مقدسي / كاتب وناشط سياسي لبناني – زغرتا

أيها اللبنانيون.. صدرت نتائج الانتخابات النيابية فاستقبلتها فوّهات بنادق الشبيحة، برصاصٍ عشوائيٍّ عَبّدَ طريق البرلمان الجديد بدماء شبابنا و دموع أمهاتهم..

وفود شعبيّة تناست قهرها اليومي فزحفت لقصور جلاديها، قصور لطالما طالت عتباتها كراماتهم، ليباركوا لأسيادها بالنصر الإنتخابي العظيم، وفود لم تدرك ليومنا هذا أنّ ذاك المُنتَخَب هو مجرّد موظّفٌ لديها، واجبه التشريع و محاسبة الحكومات، و واجبها محاسبته لا تبجيله.

ثمّة فرحة جماهيرية عارمة لكن سرعان ما ستتبخّر، فالاستحقاقات كبيرة و كثيرة إن كان على الصعيد الوطني أو الإقليمي، فالوطن سيشهد تغيرات جذرية في التكتلات، و التحالفات النيابيّة، و السياسيّة..

تغيّرات لن يكون أساسها الوطن و المواطن، بل المصالح و المنافع الشخصيّة، فهذا قسم تعتريه اللهفة للحصول على وزراة المال و مقدّراتها من مؤتمر سيدرّ الهبات والعطايا وحتى الديون، وهذا قسم سيفتح جبهة في سبيل الحصول على وزارة الطاقة و المياه فالنفط و الغاز اللبناني مردود مالي يثير الشهوة لتتبعها تلك الاستحقاقات الإقليمية الدخيلة، فالسعودية أرهقت حلفاءها اللبنانيين بسياستها المتهوّرة المتقلّبة بين ليلةٍ و ضحاها، و أرهقت نفسها في حروبها العبثيّة في لبنان و سوريا و العراق و اليمن ضدّ إيران.

إيران التي التهم دورها الدبّ الروسي في سوريا، إيران التي ستنكفئ عنوةً و تحاول إيجاد مخرج يحفظ رغبتها بنفوذ ما في هلالنا العربي التي ساهمت في تخصيبه بالدم.

سوريا التي ستُبقِي على بشّارها رئيساً لجمهوريتها ستدفع الجميع للتعامل مع هذا الواقع..

واقع سيجعل من أخصام الأسد في لبنان اليوم، يتنازلون غداً، معلنين الطاعة، علّهم يُدخِلُون شركاتهم في صفقاتِ الاستثمار، لإعادةِ إعمار سوريا، فهم في الواقع.. ليسوا سوى رجال أعمال، بغلافٍ سياسيّ وحصانات متعددة الصلاحيات.

أيها اللبنانيون.. إنّ المرحلة القادمة قاتمة جداً دون ريب، فمن تهللون لفوزهم اليوم، لن تكونوا في أيّ يوم آخرَ ضمن حساباتهم و أولوياتهم..

من تبايعونهم الوطن و مقدّراته منذ عشرات السنين، لن يعملوا على إنقاذ الوطن، أو على إنقاذكم من هذا البؤس الذي تتخبطون فيه..

أيها اللبنانيون إنّ الشعب الذي يسلّم الوطن لمجرمين، هو ليس بشعب بريء، بل هو شريك أساسيّ في الجريمة و الإجرام، لا بل سيكون أول من يدفع ثمن خيانة الذات وخيانة الوطن العظمى.

 

خاصّ – إلّا –

الآراء الواردة في المقال ليست بالضرورة تمثل توجّه مجلة – إلّا –

You may also like