Home لـوثـة إلّاأدب بلاوي… قراءة “السمطي” العابرة

بلاوي… قراءة “السمطي” العابرة

by رئيس التحرير

د. عبد المجيد زراقط / كاتب وناقد أدبي لبناني – بيروت

كتب د.عبد الله السمطي “قراءة ” في قراءة لي قدَّمتها في “شهرياد” عن كتاب دارين حوماني “العبور بلا ضوء”. عنوان قراءة السمطي :”زراقط يعبر بلا ضوء صوب قصيدة النثر، فيخرج بنتائج غثّة يظنّها نقدا”.
أرسل لي عدد من الأصدقاء قراءة السمطي، وإذ قرأتها رأيت أنها لاتستأهل الاهتمام، فكيف بالرد!؟
فصاحبها نفسه يصفها ب”العابرة “، غير أن الاتّصالات والتعليقات الكثيرة جعلتني أقرّر بيان ماتفضي إليه القراءة العابرة من “بلاوٍ …”، على حدّ تعبير العاميّة المصريّة.
من هذه البلاوي أذكر مايأتي:
١- يصف السمطي قراءته ب” عابرة”، فلمَ يقدِّم مثل هذه القراءة ؟ولمَ يصرّح بذلك؟ هل يفعل ذلك استهانة بما يقرأ وإحساسا بعظمته؟ لكن هل توصل القراءة العابرة، مهما كان صاحبها عظيما، إلى مثل تلك النتيجة التي صاغها عنوانا لقراءته، فهذا العنوان يقتضي أن يكون نتيجة لقراءة منهجيّة متأنيّة، هذا إن لم نتوقّف عند عدائيته.
٢- الواضح أنّ هذه القراءة العابرة جعلت صاحبها لا يعرف ما يقرأه ويكتب عنه، وجعلته أيضاً يلجأ إلى إسقاطات ذاتيّة مشوِّهة ومضلِّلة في اَن، وسأوضح ما أذهب إليه في مايأتي.
٣- لم يعرف السمطي نوع مايقرأه، فمرّة يسميه مقالة، ومرّة أخرى يسميه دراسة، ولو قرأ عنوانه لعرف أنه”قراءة”، فهل يعني هذا أنه لايعرف الفرق بين هذه الأنواع النقدية؟ أو هل يعني هذا أنه لم يقرأ، أو لم يحسن قراءة، مايكتب عنه،وهو قراءة؟.
٤- لم يعرف السمطي أن موضوع قراءتي هو “الكتابات الجديدة…”، وهذا مايفيده عنوان القراءة ومتنها، وليس قصيدة النثر، فعبورها كان إلى هذه الكتابات، فكيف يكتب قراءة عن قراءة لايعرف موضوعها؟ ولمَ الخلط بين هذه الكتابات وقصيدة النثر؟ هل لأنه يرى أنّ كلّ من كتب أسطراً نثريّة يكتب قصيدة نثر؟ وهل يعني هذا أنّ قصيدة النثر سائبة الى هذه الدرجة؟.
٥- لم يعرف السمطي أنّ ” الكتابات الجديدة ” المعنيّة تمثّل ظاهرة شائعة في هذه الأيام، وقد بدأتُ قراءتي بتعريفها، وهي مختلفة عن النثر الشعري والشعر المنثور وقصيدة النثر…، فلم الخلط بينها وبين هذه الانواع؟.
ألا يعرف أنّ كتابات “الريحاني ” وأدباء النثر الشعري والشعر المنثور وقصيدة النثر ليست جديدة، وإنما قديمة.
إنّ هذه الكتابات الجديدة فيها الغثّ والثمين، وتحتاج إلى نقد يميّزها ويتبيّن خصائصها، ويصنّفها، فمنها ما قد يكون قصائد نثر، ومنها مالا يرقى إلى مستوى الأدب، فكيف يعدِّه شِعراً وقصيدة نثر؟.
إنّ هذا الاستسهال هو المشكلة الكبرى في هذه الأيام.
٦- لم يعرف السمطي أنّ المقصود ب” غياب النقد” هو غياب نقد هذه الكتابات، وليس غياب نقد قصيدة النثر، فكيف أقصد هذا الغياب، و لي ما يزيد على عشرين مقالة ودراسة في هذا الشأن منشورة في الصحف وفي مؤلفاتي؟.
ثم لِمَ إقحام قصيدة النثر دائما؟ هل لإثارة كتّابها واستعدائهم لي؟.
٧- لم يعرف السمطي، في مايتعلّق بالعبور إلى النصّ وبالنتائج، أنّ المنهج المُعتمَد في قراءتي هو المنهج”السيميائي”، وهو منهج يقتضي قراءة النصّ، بمختلف مكوّناته، بوصفه علامة، فيوصف بوصفه هذا، ثم يتمّ تبيّن دلالته، وهذا ما قامت به قراءتي، فبدأت بتعريف موضوع القراءة، وتحديد الإشكالية، وقراءة عتبات الكتاب:من حيث الغلاف،العنوان،المقدمة،الكلمة الأخيرة،ثمّ قدّمت رؤية عامّة إلى النصوص، وتمّ تصنيفها وفاقا لمعيار نقدي، ثمّ تَمّ اختيار نماذج لكلّ صنف، وقدّمت قراءة لها، خَلُصَتْ إلى نتائج أفضت إلى تحديد نوع النصوص وتصنيفها، ما اقتضى تعريف كل من الشعر والنثر والنظم وقصيدة النثر، وإمكانية صنع قصيدة من الشعر وقصيدة من النثر، وهذا يجعل قصيدة النثر نوعا أدبيّاً مثله مثل بقيّة الأنواع الأدبيّة الأخرى.
وهذا رأي جديد يُطرح للتداول.. هذا كله قُدِّم في قراءة مدّتها عشرون دقيقة فهل هذا عبور بلا ضوء؟.
وهل هذه النتائج غَثّة؟ وأين الهجوم على قصيدة النثر؟ الأمر على العكس من ذلك تماما.
٨-هذه المرّة عرّف السمطي أنّ عبّاس بيضون، و نعيم تلحوق لم يقدّما معرفة بالكتاب الذي كان عليهما أنْ يقدّماه للقرّاء، ويعرفاهم به، ورغم معرفته هذه دافع عنهما دفاعا إنشائيّاً، وعمل على تشويه قراءة قدّمت معرفة نقديّة، باستسهال غريب يشبه استسهال من يكتب اليوم أسطراً منثورة ،، ويسميهاقصيدة نثر كأن هذه القصيدة “حيط واط”، وكأنّ نقد ما يكتب و ينسب إليها ممنوع نقده، وإنْ فَعَلَ أحدهم ذلك سُلّطت عليه بلاوي القراءات العابرة.
بقي أنْ أقول: أنه لأمر مفرح أن يقرأ قراءتك شخص لم يحضر الندوة التي ألقيتها فيها، ويسعى إلى الحصول عليها من مصدر لا أعرفه، لأنها لم تنشر في أيّة وسيلة إعلاميّة، وهذا اهتمام وجهد يشكر عليهما، ولمزيد من الشكر يبدو لي أنّه من المفروض أن تكون قراءاته في مرات قادمة متأنيّة ودقيقة وغير عابرة …
خاصّ – إلّا –
ردّاً على مقالة الدكتور عبد الله السمطي المنشورة في – إلا –
https://illa-lazina.com/?p=3102

You may also like