Home ضيوف إلّا تولين البكري، لؤلؤة الشاشة السورية

تولين البكري، لؤلؤة الشاشة السورية

by admin
تولين البكري

الفنانة السورية تولين البكري

  • تولين البكري.. اسم حجز موقعه في الشاشة السورية الصغيرة باستثناءات كبيرة، وعبر الشاشة العربية بجدارة كبيرة، لم تعتمد تولين البكري على جمالها الأخّاذ، بل استهلكت كامل عواطفها الداخلية، وبكل ما لديها من أحاسيس مرهفة ومرهقة في آن، لتعزيز حضورها المميز على الشاشة، بدأت في سنٍّ مبكرة جداً لا تتعدى سنوات المراهقة، ولكنها كانت في أدائها دائما بمنتهى النضج والجديّة والوضوح لموهبة حفرت في وجدان المشاهد أخدوداً لا يمكن أن يردمه الزمن وقد ابتعدت فترة لا يستهان بها، كانت كفيلة لطمس معالم أيّة شخصية فنية وقد بلغت قرابة العقد من الزمن، إلّا أنّ تولين البكري عادت بمحبّة جمهور مضاعفة لها وهي التي حوّلت أحزانها لإبداع متواصل في الحضور والأداء وتقمّص الأدوار بدرجة عالية المهنية وفائقة القدر على التعبير، وقد عاهدت نفسها ألّا تسترقّ النظر إلى الماضي، فالذاكرة مكتظّة، وصمت المستقبل مجهول. بعد كلّ الذي حصل في كواليس القلب؟ أهو استيقاظ الفنان الطموح أم توتر هارب إلى ذلك اليوم الذي لم يأت بعد… والذي قد يحمل في طياته ذلك الرجل الخارق الذي لا ترضى إلاه… بعد تجربة قاسية جعلتها أوسع أفقاً ليأخذ بيدها إلى عالمها الذي تتمناه فنياً واجتماعياً. الفنانة تولين بكري (أم طلال) صاحبة الشخصيات المثيرة والمتنوعة في الدراما السورية بدأت موهبتها في عام 1992 بدور الطفلة فتحية في مسلسل أيام شامية واستمرت مسيرتها عطاء في أكثر من عمل أغنى الدراما السورية وعزز مشوارها. من أشهر أعمالها أيام شامية_طقوس الحب والكراهية_ فارس بني مروان_ عائد إلى حيفا_ليالي الصالحية_على طول الأيام_الواهمون_ مشاريع صغيرة_أسياد المال_أهل الغرام_وصمة عار_زمن الخوف_ممرات ضيقة-سيرة الحب_شركاء يتقاسمون الخراب_الحصرم الشامي ج2_الصندوق الأسود_البقعة السوداء_تخت شرقي_ مطلوب رجال_الأميبي_ بقعة ضوء9_بنات العيلة_سوبر فاميلي_صرخة روح_سنعود بعد قليل_ الغربال_ دنيا 2_ حرائر.

tolin

ويسرّ مجلّة – إلّا – أن تنشر معها الحوار التالي:

-ظهرت موهبتك مبكرا في سن التاسعة كطفلة إعلانات ثم بدأ مشوارك الفني في الخامسة عشرة عندما اختارك المخرج بسام الملا لدور “فتحية ” في مسلسل “أيام شامية “،حدّثينا عن البدايات ؟

ج1_ بالفعل بدايتي تتخلصّ بما ذكرت..كان في موهبة بداخلي اتجاه الفن من الصغر وهالموهبة مع الوقت كبرت لتنمو معي لأنتقل من مرحلة الترفيه والتسلية بتقديم الاعلانات الى فتاة بتعشق فن التمثيل وأول عمل بدأت فيه للحقيقة قبل مسلسل أيام شامية بسنتين تقريبآ يعني بوقتها كان عمري حوالي ال13 سنة اشتغلت سهرة تلفزيونية بعنوان بنت المحطة إخراج الأستاذ سالم الكردي وكانت بطولة مطلقة لي والعنوان بيحكي عني كنت أنا بنت المحطة.. وبعدها شاركت بمسلسل أسمه طقوس الحب والكراهية إخراج الأستاذ رياض ديار بكرلي وبعدها اشتغلت ثلاثية من إخراج هيثم حقي، بعنوان موزاييك وسهرة تلفزيونية بعنوان لعبة الكراسي للأستاز يوسف رزق وآخر مرحلة كانت قبل اعتزالي الفن لفترة مسلسل أيام شامية اخراج الأستاذ بسام الملا ونخبة من نجوم الدراما بالوطن العربي.

10408971_431433890346909_7676244039344394884_n

-هل عكست الدراما حقيقة البيئة الشاميّة أم شوّهتها كما يقول البعض؟

ج2_بكل صراحة وشفافية أنا والكثير من المتابعين لأعمال البيئة الشاميّة وكمتلقية لتلك الأعمال وبين قوسين كفتاة شامية ولدت وترعرعت على يد أم وجدة و والد من بيئة شامية صالحانية لم أجد في معظم أعمال تلك البيئة ما يُحاكي واقع المجتمع الشامي بشكل عام، والمرأة الدمشقية بشكل خاص..فمجتمعات البيئة الشامية لم تكن فقط شوارب وصراخ ونواح وثرثرة ونميمة وتبعيّة مطلقة، ولم تكن الزوجة الشاميّة على شكل خادمة في بيت زوجها في يوم من الأيام ونظرية “سي السيّد ” كما في المجتمع المصري لم تكن حاضرة في الأسرة الشامية.. بل على العكس كانت المرأة الشامية دائما صاحبة رأي وموقف ونقاش وفكر ودور كبير تُستشار من قبل زوجها كشريك حياة وليس كسيّد يأمر ويشخط وينهي، والعمل الوحيد برأيي في هذه الفترة الذي يُحاكي ويقارب البيئة الشامية الواقعية في فترة ال 1915 هو مسلسل “حرائر ” الذي يُعرض حالياً على أكثر من شاشة في شهر رمضان المبارك للكاتبة العنود خالد والمخرج باسل الخطيب

10942590_434049723418659_8456643218230946181_n

-هل تعتبرين أنّ زواجك المبكّر قد حال دون الطموح الفني وألغاه أم على العكس تجدين أنه قد أغناه وأثراه؟

ج3_لا أستطيع المقارنة بين طموحي الفني، وطموحي العائلي لأن طموحي في الأمومة والاستقرار الأسري لا يضاهيه أيّ شعور آخر.. وفي النهاية كل شيء قسمة ونصيب.

-ترفضين المشاركة في أعمال تشعرين بأنك لن تقدمي فيها أي جديد والدليل شعور المتعة والنجاح في مسلسل(سنعود بعد قليل) الذي اعتبرتيه أجمل ما قدّمت ما رأيك؟

ج4_فعلآ أنا من الممثلات المقلّة في الظهور، وذلك بكل صراحة يعود لعدة أسباب منها يخصّني وبعضها لا ذنب لي فيه.. ففي موزاييك تلك الأعمال الكثيرة التي قدّمت آخر هذه السنوات، وبصراحة تامّة ألاحظ أنه لم تعد الشركة المُنتجة تعتمد الاعتماد الكلي على موهبة هذا الفنان أو ذاك، ولم تعد تهتم حتى  بمضمون السيناريو وما يحمل، فقط صار الاهتما للشكل والديكور، ولم يعد يعنيهم الفنان الحقيقي بقدر ماهم مهتمين بأشكالهم الخارجية أولآ، وثانيآ صار الاهتمام بأسماء النجوم البياعة والمربحة تسويقياً..

10540354_389222167901415_3808069046510430172_n

فلم أعد أجد مكان لي، الا بالقليل من الخيارات التي تُقدم في هذه الفترة التي انشقّ فيه الصفّ الفني السوري وتشرذم إلى معظم الأعمال والشركات والشاشات، ولأنني قنوعة أعتبر أن ما أحصل عليه يعتبر الأفضل الموجود على الساحة الفنية.. وبحكم أنني لا أعرف ولن أعرف أن أعتاش وأحب مهنة غير التمثيل فغالبآ أقبل بأفضل السيء من تلك العروض..ولكن لابد من التعقيب بأنه فعلآ هناك أعمال قليلة أقدّمها بمنتهى المتعة وهذا يعود للمخرج الذي أعمل معه، وطبعاً النصّ الجيد، والشخصية، وكافة العناصر المهمّة الأخرى، كالفنانين والكاست المشارك بالعمل كلّه يلعب دوراُ حيوياً في إنعاش العمل وحماستي له..ومن تلك الأعمال التي شعرت بمتعة حقيقية فيها هي مسلسل “سنعود بعد قليل ” للمخرج الليث حجو مع أني كنت ضيفة بدور صغير في هذا العمل…ومسلسل “تخت شرقي ” للمخرجة المميزة رشا شربتجي التي أحبّ العمل معها فعلاً.

-هل كانت عودتك إلى الفن في 2004 انتصارا لذاتك خاصّة أنّ التوقّف كان بسبب زواج كلّل بالإنفصال بعد 15 سنة؟

ج5_النصر الحقيقي بالنسبة لي هو أن أنجح في عملي مهما كان هذا المجال سواء كان في الوسط الفني أو خارجه، أو كربّة منزل أو أينما وُجِدت، المهم هو إصراري على النجاح بغضّ النظر عن موضوع الزواج والانفصال لأنه كما سبق وذكرت كل ما يحصل يحصل تحت طائلة القسمة والنصيب.

10610665_364355437054755_210566016971564306_n

– مَن تشبهين؟ أومَن تتمنين أن تشبهي وماذا عن شبهك بالنجمة الأمريكية جودي فوستر التي تعرّض بسببها ريغان لمحاولة اغتيال من قبل أحد المهووسين.

ج6_ فعلآ أنا لا أرى أني أشبه الا نفسي وفخورة بذلك ولكن كل من حولي منذ أن كنت طفلة يشبهونني بالراحلة رومي شنايدر كثيرآ والبعض يقول لي أني أشبه جودي فوستر أما أنا لا أستطيع تشبيه نفسي بأحد ولكن بكلّ الأحوال تسرّني هذه المقارنة لأنهم بالنهاية يشبهونني لشخصيات عالمية مهمة ولها حضورها المبهر.

-حققت نجاحا مميزا ولافتاً في مسلسل (دنيا)، كيف توصلت إلى أتقان اللهجة بهذه الحرفية؟

ج7_شكرآ على هذه الشهادة، أمّا بخصوص اتقاني لهجة شخصية “خضرا ” في مسلسل “دنيا ” مع العلم أني جلّادة لذاتي في هذا الشأن ودائمآ أعتقد أني كنت يجب أن أكون أفضل.. بكل صراحة في البداية توتّرت قليلآ وخفت من اللهجة، ولكن مع مساعدة من حولي لي كالمخرج زهير قنوع والنجمة أمل عرفة وهي زميلة وصديقة عزيزة على قلبي، استطعت تجاوز مخاوفي، ويومآ بعد يوم أصبحت أسهل بالنسبة لي.

-سؤال أخير سيدة أم طلال قليل من الأنفاس بقيت في الشريان السوري النازف وحزن يرافقه أمل وحذر من المستقبل هل استطاعت الدراما السورية إعادة الثقة إلى الشارع السوري أم كانت مجرد تنفيس ومتعة تتلاشى ولا تتجاوز سطح الهموم السورية؟

ج8_أتمنى أن تشاركني أنت الرأي بهذا الخصوص ماهو رأيك شخصيآ…!! أنا برأيي إنو كتر خير الله اللي الدراما السورية لهلأ محافظة على نفس السوية السابقة وخصوصآ خروج معظم المنتجين ورؤوس الأموال خارج سوريا..فمع كل هذه الأزمة التي يعانيها الشارع السوري عمومآ والمواطن خصوصآ الدراما السورية برأيي ماتزال واقفة وقفة شموخ في التعاطي بمصداقية عالية جداً مع هموم الشارع السوري خصوصاً  والعربي عموماً.

دمشق خاصّ مجلّة – إلّا – الصحافي علي عطية ليلى..

 

You may also like