Home سياسة إلّا سوريا بين فكين مأزوميْن الأميركي الروسي

سوريا بين فكين مأزوميْن الأميركي الروسي

by رئيس التحرير

توفيق شومان / كاتب وباحث ومحلل سياسي لبناني – بيروت

مع تحوّل الحرب السورية إلى صراع مفتوح بين روسيا والولايات المتّحدة الأميركية، تعود إلى الذاكرة السياسية أزمتا خليج الخنازير والصواريخ الكوبية بين الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي.

ففي العام 1960، دفعت محاولة الغزو الأميركية لكوبا، في عهد الرئيس دوايت إيزنهاور ، العلاقات الروسية ـ الأميركية إلى حافة الهاوية، ووقف الطرفان أمام احتمال الحرب المباشرة، فواشنطن من خلال هذه المحاولة، عملت على دعم المعارضة الكوبية لأجل إسقاط الرئيس الكوبي فيديل كاسترو.

وإذ فشلت هذه المحاولة، إلا أن إرتداداتها لم تنته، بل امتدّت إلى عهد الرئيس جون كنيدي في العام 1962، حين قال الأميركيون إنهم اكتشفوا شبكة صواريخ روسية نووية في كوبا، ومرة أخرى وقف الطرفان أمام المواجهة المباشرة، إلا أن المفاوضات السريّة أدّت إلى حلّ وسط بين الجانبين، فسحب الإتحادالسوفياتي صواريخه من كوبا، وتعهّدت الولايات المتّحدة بعدم غزوها.

هاتان الأزمتان، شكلتا ذروة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، وما يجري في سوريا في هذه الآونة، يكاد أن يكون فعلا مستنسخا، عمّا جرى بين واشنطن وموسكو منذ أكثر من نصف قر .

وفيما تبدو تغريدات الحرب التي يطلقها الرئيس ترامب، عبر تويتر، مُقدّمة لحربٍ محتملةٍ في سوريا بين الولايات المتّحدة وروسيا، فذلك لا يعني وقوع الحرب حتما، فالحرب شيء وطبول الحرب شيء آخر، وقد تفعل الخطوط الساخنة، من خلف الكواليس، فِعلتَها في هذه اللحظات، حيث يقف الجميع على حافة الهاوية، بإنتظار حلّ وسط ، كما جرى في كوبا ،ذات يوم وذات أزمة.

 

 

You may also like