×

الكلّ بالكلّ في جريدة

الكلّ بالكلّ في جريدة

أمثل-اسماعيل-200x300 الكلّ بالكلّ في جريدة
أمثل اسماعيل / شاعر وكاتب لبناني – بيروت

صغّرتُ عقلي، و لكثرة ما طبّلوا له و زمّروا، ابتعتُ عدد النهار “الكلّ في جريدة ” لرئيس تحريره الحاكم بأمر المال و الحال رياض سلامة.

ثمانون صفحة كبيرة، نصفها إعلانات ملونة فاخرة، و نصف هذا النصف للمصارف آكلة البيضة و التقشيرة لهذا الوطن/الرسالة. أما الباقي فإعلانات لخلطةٍ من أطعمةٍ صحية على مشروبات روحية، و لمصانع طبيعية على جامعات طليعية، و لماركات سيارات عل خطوط طيارات، و شركات مقاولات عصامية على مؤسسات اتصالات عصماء على وكالات ساعاتٍ بقرب الحبيب، و جميعها ما شاء الله ليمتد.

أما “الكل” في هذا العدد الغير شكل.. فتشكيلةٌ متحابةٌ اجتماعياً، و متعايشة طائفياً و منصهرة وطنياً.. تحت سقف القانون طبعاً، قوامها 230 محرر صحفي طارئ.. نصفهم بطبيعة الحال شخصيات اقتصادية على إدارية، و الربع شخصيات سياسية عل فنية متنوعة على تربوية على مهرجاناتية مناطقية لزوم بريستيج المدام، و الربع الباقي ضمّةٌ من سبعة رياضيين، و ثمانية باحثين، و خمسة مواطنين(…) و مُفكّرٍ (في اللي ناسيه.. و اللي بايعه و مش شاريه) و دبلوماسي و.. مخترع (…)

أما الطامة الكبرى فهي أن مقالات وجه الصحارة هذه بالكاد تقول شيئاً!

مائتان و ثلاثون مقالة بلا لون و بلا نكهة. باردة و رتيبة و ضحلة و مثل قلّتها، سوى ربما مقالة واحدة لفيليب سكاف استطعت أن أكملها.. لصدقها النسبي و طرافتها، أما عنوانها فهو: بطّلتْ حمار(…)

ناطور عمارتنا مواطن سوري خلوق، و يعرف أني “أقرأ”، فيطلب مني أسبوعياً الصحف التي أنتهي منها.. و ذلك لاستعمالاتٍ تخصّه. بعد انتهائي من عدد “الكل في جريدة ” فاجأته بتقديمه إليه ساخناً دون طلب منه، فاغتبط بهذا الجسْت أيّما اغتباط، و كاد أن يصاب بتداعٍ جلَل إزاء تلك الصفحات البيضاء الكبيرة الطازجةالشهية و يروحَ فيها.. لولا أني عاجلته بربْتةٍ أخوية على صنديحتهِ أعادته إلى مصعد الواقع المرير، فتناول الصحيفة بامتنان ما بعده امتنان، و تأبطها بزهوّ جم و مضى في حال سبيله مُسرْغساً. و كيف لا.. و هي له مؤونة أسبوع بحاله من فكر “الكل”.. او الكل بالكل.

و.. كل سلامة و النهار بخير.

 

خاصّ – إلّا –

 

الآراء الواردة في المقال ليس بالضرورة أنّها تمثّل – إلا –

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed