×

اغتصبوا المدينة الحُبلى بالطغاة

اغتصبوا المدينة الحُبلى بالطغاة

blogger-image-71835980 اغتصبوا المدينة الحُبلى بالطغاة
جمال القصاص / كاتب وشاعر وناقد مصري – القاهرة

 

في مزبلة التاريخ،

لا معايير للخيانة،

ثمة مهرجون جدد،

سيرفعونك بأذرعهم المفتّتة إلى ليلك الأخير..

سيكون لك رائحة المستنقع ،

وهم يهبطون بك أسفل الدَّرج،

يوثّقون حياة لم تعد تلائم حنجرتك،

لم ينبت لها ذيلٌ يدلّهم على الكنز ،

وكيف كنتِ فاتنةً في هياكل الغرقى .

926040 اغتصبوا المدينة الحُبلى بالطغاة

هل صحوتِ،

أشواكك الطيبة المقدّسة،

كم مرة تتسلّقينها في الليل،

لتكتشفي حريّة الغصن،

لست مذعورا من رائحتك،

جثثت القتلى لم تعد تزكم الأنوف،

ولا غبار البيوت المهدَّمة

سيمنح أصابعك طعمَ الموسيقى..

من نافذتك تعوّدت أن أطلَّ

على كل شيء يشبهني، يحرقني،

انتحرَ الزورق الذي أطلقته في جسدك ذات مساء،

926040 اغتصبوا المدينة الحُبلى بالطغاة

لا بأس.. ما زلت أخونك معك،

أشياء كثيرة أضاجعها تحت نافذتك،

أحسُّ أن سوائلك الشّبقة تنزّ في عروقها،

تخلِّصها من عطش المجهول،

من عطبِ الصلوات المنسيّة.

لن تنتهي الحرب،

ولن نلتقي إلا في الحلم،

أخشى أن يعتقلوه،

أن يضنّوا علينا بزنزانته الخاصة،

لكن حين تتقلّبين عاريةً،

كسمكةٍ في الحوض أتوه في عظامك،

أقفز من جلدي،

أسدِّد كل ديوني السائلة في معاطف النهار..

أحبّك كطلقةٍ طائشةٍ،

كلسعةِ برد ،

كظهيرة خانها المطر.

926040 اغتصبوا المدينة الحُبلى بالطغاة

هل غيّرت ثيابك،

أنا تحت البيت،

أغازل نادلة المقهى،

أشرب نخبك،

لا شيء يطاردني سوى ظلك،

تحت جناحك كل شيء حاضر،

غائب،

مدن تصحو ، مدن تتهدّم ،

زهور بيضاء حمراء سوداء،

أخشى حين أرتبكُ قليلا

أن يقولوا: الغريب يعود إلى بيته،

جداره الأزرق دائما يهدّده بالرحيل.

 

خاصّ – إلّا –

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed